SpaceX تدخل تاريخ الفضاء البشري من بابه العريض… فهل تعود سالمة إلى الأرض؟

فتحت "شركة الصواريخ سبيس إكس (SpaceX) التي أسسها Elon Musk" فصلاً جديداً في استكشاف الفضاء البشري بعد إطلاق صاروخ فالكون 9 من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا، حاملاً معه سفينة الفضاء Endeavour  وهو الاسم الجديد الذي أطلق على مركبة الفضاء Space Dragon’s Crew والتي تحمل اثنين من رواد فضاء ناسا، هما: بوب بهنكن ودوغ هيرلي، ويأتي ذلك بعد أكثر من أسبوعين على إطلاق الشركة أسطولاً مكوناً من 60 قمراً اصطناعياً.

ramadan offers
رحلة سبيس أكس إلى الفضاء أرست معايير للمرة الأولى

رحلة سبيس أكس إلى الفضاء لم تكن سهلة، ولم تحصل بكبسة زر بل تطلب التحضير لها ست سنوات، إذ انه انقضت تسع سنوات منذ أن وضعت مركبة فضائية روّاد فضاء في المدار. وقد غيّر اطلاق هذا الصاروخ الكثير من المعايير والثوابت في عالم الصواريخ الفضائية وأرسى بعض الأمور التي تحصل للمرة الأولى، فما هو هدف هذه الرحلة وما هي المعايير والمتغيرات الجديدة التي أرستها؟

رحلة سبيس أكس إلى الفضاء أرست معايير للمرة الأولى

- إنها المرة الأولى التي تنقل فيها مركبة فضائية تجارية تملكها وتديرها شركة خاصة وليس "ناسا" البشر إلى الفضاء، ولكن دخول الشركات الخاصة لأثرياء أميركا في مشاريع الفضاء، يطرح العديد من علامات الاستفهام حول جدوى هذه الشراكة، وما إذا كانت شركات التكنولوجيا تستطيع تحقيق ما عجزت عنه مؤسسة ضخمة مثل وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)؟ وإذا كان ذلك ممكناً تحقيقه فما التشريعات المتخذة بحقها للجم هذه القوة؟

- اعتمدت الولايات المتحدة في السابق على الرحلات المشتركة مع روسيا لإطلاق روّاد الفضاء، أما الآن فكانت المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق روّاد فضاء من الولايات المتحدة منذ نهاية برنامج مكوك الفضاء قبل تسع سنوات. إن عودة رحلات الفضاء الأميركية تعني أيضاً أن وكالة ناسا لن تضطر إلى الاعتماد على وكالة الفضاء الروسية لنقل روادها إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، مما سيوفر أكثر من 30 مليون دولار لكل رائد فضاء في الرحلة.

- يعتَبر هذا الإطلاق إنجازاً آخر للصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام مما يخفف تكلفة رحلات الفضاء ويجعلها أكثر تكراراً.

- الهدف من مهمة الاختبار، المسمى  Demo-2، هو إظهار أن سفينة SpaceX آمنة للطيران للأشخاص.

تفاصيل الرحلة:

ذكرت قناة BBC أن الرحلة أطلقت يوم السبت في الثلاثين من أيار الماضي، وكانت المحاولة الثانية اذ أن الأولى ألغيت بسبب الظروف الجوية، وجاء التأكيد بوصول البعثة الفضائية دراغون إلى المحطة الفضائية الدولية في الساعة 2:16 ظهراً بتوقيت غرينتش، وذلك قبل موعد الوصول المخطط له بقليل على ارتفاع 422 كيلو متر فوق المنطقة بين شمال الصين ومنغوليا.

وكان الإطلاق آلياً بشكل كامل، ولم تكن هناك حاجة لأن يتدخل فيها رائدا الفضاء هيرلي وبنكين، رغم أنهما قاما ببعض مهام الطيران اليدوية.

وكانت "سبيس إكس" أطلقت أول رحلة فضائية لها العام الماضي، ولكن لم يكن على متنها سوى دمية، لذا كانت هذه هي الرحلة الأولى المأهولة ببشر للشركة الأميركية.

إيلون ماسك، مؤسس شركة سبيس إكس ورئيسها التنفيذي، في مكالمة هاتفية بعد الإطلاق التاريخي، قال للصحفيين "لقد تغلّبت بشدة على المشاعر في هذا اليوم. من الصعب التحدث بصراحة. لقد أمضيت 18 عاما في العمل من أجل هذا الهدف، لذا من الصعب تصديق حدوث ذلك".

ظروف العودة إلى الأرض خطرة

قد تشوب ظروف عودة المركبة الفضائية إلى الأرض مخاطر كثيرة وذلك بسبب تصميم السفينة الذي ممكن أن يؤدي إلى دورانها كثيراً أثناء اختراقها للغلاف الجوي للأرض، كما أن التحكم بالمحركات وارتفاع درجة الحرارة وفقدان السيطرة كلها عوامل خطر، بالإضافة إلى القلق الذي يدور حول مظلات السفينة التي يجب أن تفتح من أجل إبطاء اندفاع كبسولة الفضاء التي تحمل الطاقم أثناء هبوطها للأرض.

ظروف العودة إلى الأرض خطرة

وعندما سُئل إيلون ماسك من قبل الصحفيين عن مسؤوليته عن حياة الرجال في الفضاء قال: إن المهمة قد بدأت للتو، ونتمنى أن يصل روّاد الفضاء بسلام إلى محطة الفضاء، وأن يعيشوا هناك لمدة تصل إلى 110 أيام، ومن ثم ركوب مركبة دراغون عائدين مرة أخرى عبر الغلاف الجوي للأرض، والهبوط قبالة ساحل فلوريدا. وأضاف "العودة أخطر في بعض النواحي من الصعود، لذا لا نريد أن نعلن النصر بعد".

كما قال ماسك لتلفزيون ناسا أنه تحدّث مع عائلات روّاد الفضاء قبل أن يستقلّوا سفينة الفضاء في محاولة الإطلاق الأولى، "تأثرت بشدة عندما رأيت عائلاتهم قبل المجيء إلى هنا مباشرة، وَعَدت أبناءهم بأنني سأعيد آباءهم للأرض".

 تحدث مع عائلات روّاد الفضاء قبل أن يستقلوا سفينة الفضاء

وعلى الرغم من الشكوك التي تحيط بمستقبل البعثة، فإن روّاد الفضاء ومسؤولي ناسا وماسك أعربوا عن فخرهم بتحقيق إطلاق رواد الفضاء على متن المركبة الفضائية الجديدة.

إذاً، هل سيستطيع إيلون ماسك وشركته أن يبرهنا بأن الشركات التجارية ستكون الملجأ لوصول البشر إلى الفضاء، وهل ستبرهن الولايات المتحدة أنها هي مجدداً أرض تحقيق الأحلام للعديد من روّاد الفضاء بدءاً من هنري فورد وانتهاء بإيلون ماسك؟

يمكنكم مشاهدة عمليه الاطلاق كاملة من خلال الفيديو التالي:

بطاقات أمنية الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *