طفل العالم الافتراضي

 وسام الحاج  - في ظلّ زيادة التّكنولوجيا والتّطور العلميّ الكبير، يشهد عالمنا اليوم دماراً فكريّاً كبيراً وجديداً، لما تحمله التّكنولوجيا من مخاطر كبيرة وآثار سلبية على مجتمعاتنا الإنسانيّة، فعلى سبيل المثال هناك نموذج واقعيّ نعيشه في أيامنا هذه، وهو إدمان المجتمع على لعبة (الببجي)، لكن للأسف فإن الفئة المستهدفة الأكبر تضرراً من هذه الّلعبة هي فئة الأطفال الصّغار؛ نظراً إلى وجود فراغ في حياتهم اليوميّة وحاجتهم إلى التّسلية من جانب، والمشاكل الاجتماعيّة التي يشهدها مجتمعنا والتي تدعو إلى الهروب من العالم الواقعي إلى العالم الافتراضي ليشعر الطفل بالأمان وتحقيق ذاته من جانب آخر.

طفل العالم الافتراضيّ
تأثير العالم الافتراضي على الطفل

إنّ التّعلق العالي بالألعاب - لدرجة الإدمان وخاصة لدى الأطفال - خطير جداً، حيث يؤثّر الّلعب على الدّماغ مثله مثل أي نوع من الإدمان، والسّبب أنّ هذه الألعاب تُفرز هرمون الدّوبامين، الّذي يفقد الإنسان القدرة على التركيز والانتباه، والتّحكم بانفعالاته، ويؤثّر على قدرته على التعاطف، فضلاً عن تأثيره على الصّحة، من خلال الإصابة باضطراب النّوم وتضرّر العمود الفقري.

بالإضافة إلى ذلك، تعدّ الألعاب عاملاً أساسياً في تدمير الكثير من العلاقات الشخصيّة وعدم الانصياع للأهل، وتزيد من نسبة العزلة والتّوحّد خاصة لدى الأطفال، الذين تُصبح شاشة الهاتف أفضل صديقٍ بالنسبة لهم، ممّا يحدّ من علاقاتهم الاجتماعيّة، ويُسهِم في إنشاء جيلٍ أُميٍّ فيما يتعلّق بالثّقافة الاجتماعيّة.

طفل العالم الافتراضيّ

ولقد وجدت الدّراسات بأنّ الأطفال دون سنِّ الثّانية - والّذين يقضون سّاعات أمام شاشات الهواتف والتلفاز - أكثر عرضة للإصابة بمرض التّوحّد من غيرهم، لذا يجب علينا الاهتمام بهم وتنمية قدراتهم، ومساعدتهم على فهم أساليب التّعليم، وتحذيرهم من السّلوكيات الخاطئة وفهم وجهة نظرهم، فذلك يقوّي عزيمتهم ويقلّل من خسارتهم. بالإضافة إلى ذلك، يمكننا مساعدة الأطفال على اختيار الأصدقاء والقدوة الصّالحة، فهم خير معين بإذن الله.

نصائح مفيدة للحد من هذا الإدمان
ومن أجل مساعدة الأهل على وقاية أطفالهم من الإدمان على الألعاب الإلكترونية أو الحدّ من ذلك، ننصحُ بما يلي:
  •  المشاركة والحوار والعلاقة البنّاءة مع الأطفال، عبر تقديم النّصح المتسمرّ بعدم اعتمادهم على الحاسوب والألعاب الإلكترونيّة بما يؤثّر سلباً على حياتهم وصحتهم على المدى البعيد.
  • عدم التّوبيخ والتّعنيف المستمرّ للأطفال، ومحاولة تفهّم احتياجاتهم النفسية، حتى لا تتفاقم المشكلة.
  • تعزيز الرّقابة الأسرية وتوجيه الأطفال إلى المسار الصّحيح.
طفل العالم الافتراضيّ

وفي النّهاية، لا أُنكر أبداً دور التّكنولوجيا الفعّال في تسهيل الحياة والتّوافق مع متطلباتها؛ ولكن إذا تمّ استخدامها بشكل صحيح، أمّا إذا تم استخدامها بشكل سيء وباستهتار وغياب المسؤولية، فسنجدُ آثاراً سلبية على مجتمعاتنا وأطفالنا بُناة المستقبل.

وسام الحاج

مُجرد إنسان ولكني أحلُم♥️

وسام الحاج has 3 posts and counting. See all posts by وسام الحاج

وسام الحاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *