كيف ستعمل تكنولوجيا قراءة الأفكار؟

قبل سنوات كانت تكنولوجيا قراءة الأفكار لا تعدو كونها تكّهنات وتنبّؤاً بالمستقبل، كما أنّ هذه التكّهنات كانت تقابل بجدل كبير خصوصاً أنّ مقالات الخبراء كانت تحذّر من امتلاك منّصات مثل فيسبوك لتقنية تقرأ أفكار الإنسان بالنّظر إلى أبعادها الأخلاقيّة.

ramadan offers

اليوم، أصبحت تكنولوجيا قراءة العقول البشرية واقعاً من خلال تقنيات الذّكاء الاصطناعي الّتي يمكنها ترجمة نشاط دماغ الأفراد مثل الأفكار غير المعلنة الّتي تدور في رأسنا.

فكيف ستعمل هذه التّقنية الجديدة؟

 تكنولوجيا قراءة الأفكار: بين الماضي والحاضر

في الماضي، أشار الباحثون إلى أنّه يمكنهم فكّ شيفرة اللّغة غير المنطوقة عن طريق زرع أقطاب كهربائيّة في الدّماغ ومن ثمّ استخدام خوارزميّة تقرأ نشاط الدّماغ وتترجمه إلى نصّ على شاشة الكمبيوتر، حيث إنّ هذه التّقنية تتطلّب تدخلاً جراحياً.

كان تأثير هذه التّقنية الّتي تقرأ أفكار الإنسان مقتصراً على مجموعة من المرضى مثل المصابين بالشّلل، من هنا طوّر الباحثون تقنيات لا تتطلّب عمليّات جراحيّة ويمكن أن تكون كافية لتشفير حالات وأوامر الدّماغ الأساسيّة مثل التّعب بالإضافة إلى عبارات قصيرة جدّاً.

كان ذلك في الماضي، أمّا الآن فقد أصحبت تكنولوجيا قراءة العقول البشرية واقعاً من خلال واجهة دماغ-كمبيوتر يمكنها قراءة الأفكار الّتي تدور في الدّماغ دون نطقها بالضّرورة.

U5G
قراءة إشارات الدماغ

وتعمل تكنولوجيا قراءة الأفكار هذه من خلال دمج تقنيتين تتمّثلان في التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ الوظيفيّ الّذي يقيس تدفّق الدّم إلى مناطق مختلفة من الدّماغ، فيما تشمل الثّانية نماذج لغة الذّكاء الاصطناعي الكبيرة على غرار ChatGPT.

ولغايات قياس مدى فعاليّة تكنولوجيا قراءة الأفكار، قامت جامعة تكساس بإجراء دراسة استمع خلالها ثلاثة مشاركين إلى 16 ساعة من التّدوين الصّوتي فيما استخدم العلماء جهاز الرّنين المغناطيسيّ لتتبّع التّغيير في تدفّق الدّم في أدمغتهم لتسليط الضَوء على تأثير العبارات المحدّدة الّتي يسمعونها على دماغهم.

بقدر ما تعدّ هذه التّكنولوجيا ثورة حقيقيّة وغير مسبوقة إلا أنّها تثير مخاوف وجدلاً من النّاحية الأخلاقيّة لكونها اختراقاً كبيراً للخصوصيّة وأفكار الإنسان الدّاخلية.

جدل أخلاقيّ مرتبط بتقنيات قراءة الأفكار

تعمل شركات إيلون ماسك ومارك زوكيربيرغ على تطوير تقنيات تلتقط الأفكار مباشرة من الخلايا العصبيّة الخاصّة بالإنسان وترجمتها إلى كلمات في الوقت الفعليّ الأمر الّذي قد يؤدّي إلى التحكّم في هاتف الأفراد أو جهاز الكمبيوتر الخاصّ بهم الأمر الّذي يعدّ اختراقاً غير مسبوق.

يمكن للشّركات استخدام هذه البيانات لتسويق المنتجات لنا بطريقة لا يمكن لأدمغتنا مقاومتها بالإضافة إلى التأثير على قرارات الشّراء والتحكّم بها في إطار التّسوق العصبيّ.

إدمان الهاتف

يخشى العلماء من أنّ تكنولوجيا قراءة الأفكار يمكن أن يساء استخدامها بصورة كبيرة أو أن تؤثّر على حريّتنا المعرفيّة وحقوقنا في تقرير المصير واستخدام خبراتنا العقليّة.

مصدر المقال: الرابط

أول وأسرع وأفضل شبكة 5G في الأردن.. اشترك الآن!

U5G

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *