كيف سيبدو عالم الشباب بدون تيك توك؟

منذ انطلاقة تيك توك وانتشاره بين الأجيال الجديدة انتشار النّار في الهشيم، تواجه هذه المنصّة الكثير من الاتّهامات وردود الفعل الّتي تدعو إلى وقف تفعيل تيك توك ففي الولايات المتحدّة يهيّئ أكثر من 150 مليون شخص أنفسهم لواقع جديد دون تيك توك.

ramadan offers

ففي الوقت الّذي تصوّر فيه المنّصة نفسها على أنّها مساحة تعليميّة ومجتمعيّة هامّة، يدعو المشرّعون في عدد من دول العالم إلى حظر تطبيق مقاطع الفيديو القصيرة، حيث نجحت هذه المساعي في هونغ كونغ الّتي توقّفت فيها خدمات التّطبيق عام 2020.

فكيف سيبدو العالم بين الأجيال الشابّة دون تيك توك؟ وهل إيقاف تفعيل تيك توك في عدد من الدّول سيكون نافذة للشّباب على إمكانيّات غير مسبوقة؟

إيقاف تفعيل تيك توك: فرص ضائعة؟

وضع توقّف تيك توك في هونغ كونغ حدّاً لنشاطات عدد كبير من منشئي المحتوى الشّهيرين الّذين يمتلكون قاعدة واسعة من المتابعين مثل Shivani Dukhande الّذي وصل عدد متابعيه إلى 45000 شخص.

يعتقد عدد من الشّباب بأنّ ظهور تيك توك أسهم في ظهور مبدعين جدد يمكن إنشاء محادثات معهم لتبادل الأفكار والخروج بمحتوى ممّيز ف Dukhande أصبح هدفاً للشّركات المختلفة في محاولة لجذب المستهلكين الشّباب كما كان من الممكن أن يشكّل هذا العمل مساراً وظيفيّاً دائماً له لو استمرّ تيك توك بالعمل.

شطرنج أمريكا و الصين

مثل هذه التّأثيرات على مستقبل الشّباب وتحويل المنصّة لوسيلة للحصول على الدّخل كانت ضمن أبرز الحجج الّتي قدّمتها تيك توك في الولايات المتحدّة للاعتراض على وقف تفعيل تيك توك من خلال إنتاج سلسلة وثائقيّة حول أصحاب الأعمال الصّغيرة الأمريكيّة واعتمادهم على المنصّة لكسب عيشهم خصوصاً أنّ أكثر من 5 ملايين شركة في الولايات المتّحدة تمتلك حسابات على المنصّة مع توقّعات بأن يتجاوز حجم الإعلانات على المنًّصة حجم الإعلانات على فيسبوك وانستغرام ويوتيوب.

وجاءت هذه الأرقام بصورة رئيسيّة في ظلّ الأرقام الّتي أشارت إلى الوقت الطّويل الّذي يقضيه المستخدمون على تيك توك بمعدّل 95 دقيقة يوميّاً.

في ظلّ كلّ ذلك يعتقد عدد من منشئي المحتوى على تيك توك بأنّ عدم وجود التّطبيق أضاع الكثير من الفرص على الشّباب لإنشاء محتوى مختلف وكسب عيشهم بصورة غير تقليديّة.

إيقاف تفعيل تيك توك: مصلحة الأطفال على الجانب الآخر

هذا الجدل حول الفرص الضّائعة المرتبطة بوقف تفعيل تيك توك يقابله حديث حول أهمّية هذه الخطوة في حماية الأطفال الّذين يقضون الكثير من السّاعات خلال اليوم في الاطّلاع على مقاطع الفيديو.

بناء على ذلك، يرى البعض بأنّ تيك توك ما هي إلا منصّة وبيئة سامّة تعزّز ضيق الأفق وثقافة القطيع والإلغاء بالإضافة إلى تشجيع السّلوكيات غير المناسبة على الإنترنت مثل التّعليق على أجساد الفتيات والنّساء الأمر الّذي قد ينعكس على التّصرفات الواقعية للأطفال.

إدمان الاطفال على الهاتف

كما تأتي مخاوف البعض من كون تيك توك مصدراً لإدمان الأطفال على الإنترنت من خلال السّاعات الطّويلة التي يقضونها على المنّصة وتأثّرهم به على أرض الواقع حيث ظهرت حسابات تروّج للذّكورية واتّهم أصحابها بالاتّجار بالبشر في رومانيا.

كما تبرز الصّحة العقليّة كواحدة من الأمور الّتي تجعل تيك توك مصدراً للقلق خصوصاً في ظلّ بعض الدّراسات الّتي زعمت بأنّ التّطبيق يعرض محتوى ضارّاً قد يشّجع المراهقين على الانتحار أو قد يسبّب معاناتهم من اضّطرابات الأكل وذلك خلال دقائق فقط من إنشاء حساب على المنّصة.

لم تقف تيك توك مكتوفة الأيدي واستجابت لهذه الضّغوط من خلال تحديد مدّة لا تتجاوز ساعة للمستخدمين الّذين تقلّ أعمارهم عن 18 عاماً على الرّغم من قدرة المستخدمين على إيقاف تشغيل هذا الإعداد الافتراضي.

من جهة أخرى، أسهم إيقاف تيك توك في تمكين الشّباب من استكشاف آفاق وحدود جديدة حيث أقدم بعضهم على إطلاق نادٍ في المدرسة يعنى بنشر التّعليم والوعي حول القضايا المتعلّقة بالصّحة العقلية بالإضافة إلى أهمّية التطوّع.

كما أسهم اختفاء التّطبيق في خلق مساحات للشّباب للتّواصل المباشر وجهاً لوجه مع أقرانهم وممارسة التّمارين الرّياضية الأمر الّذي انعكس إيجاباً على صحّتهم العقليّة.

شخصان يتصافحان

هذه التّجارب في هونغ كونغ الّتي توقّف فيها التّطبيق منذ ثلاثة أعوام تشكّل إلهاماً للمشرّعين الأمريكيين الّذين يسعون إلى تحقيق آثار إيجابيّة على الأجيال الجديدة بمجرّد اختفاء التّطبيق من عالمهم الافتراضيّ.

مصدر المقال: الرابط

أسرع وأفضل فايبر.. اشترك الآن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *