باربي تستلهم من إنجازات وإبداعات نساء ملهمات عبر التاريخ القديم والحديث وتقدم دمى جديدة على أشكالهن

أرست دمية باربي الشهيرة معايير محددة في عالم الجمال والأزياء، فمنذ إطلاقها لأول مرة في العام 1959 اشتهرت باربي بجسدها النحيل الذي لا تشوبه شائبة وجمالها الصارخ، فواجهت عبر تاريخها انتقادات واسعة واتهمها الكثيرون بأنها تروّج لفكرة غير واقعية عن صورة المرأة في مقتبل العمر.

ramadan offers

وذهب العديد من النقاد وأهل الإعلام إلى اتهام باربي بأنها ساهمت في تعزيز هواجس الفتيات لا سيما المراهقات منهن، حول مقاييس الجمال واختصارها بالنحافة، ما أدى إلى انتشار ما يعرف بمرض فقدان الشهية عند الكثيرات حول العالم للحصول على جسمٍ رشيق وفق مقاييس باربي.

نساء ملهمات

وبعد نحو ستين عاماً على انتشار دمية باربي، أرادت الشركة أن تحسّن من صورتها وأن تحتفي بالمرأة بطريقةٍ جديدة، فقدمت مجموعة من الدمى المستلهمة من شخصيات واقعية. شركة "ماتيل" التي تنتج دمى باربي أطلقت مجموعتين الأولى حملت اسم "نساء ملهمات"، حيث قدمت مجموعة دمى تجسد شخصيات تاريخية، والمجموعة الثانية والتي تعرف بدمى "شيرو" مستلهمةً من نساء معاصرات.

المجموعتان تضمان دمى مصنوعة على هيئة نساء حقيقيات، مرفقة بمعلومات تربوية حول الإسهامات التي قدمتها كل امرأة في المجتمع. فهكذا نجد أميليا إيرهارت أول كابتن طيار حلقت عبر المحيط الأطلسي، وفريدا كاهلو، الفنانة المكسيكية الشهيرة والناشطة، إضافة إلى كاثرين جونسون الرائدة في مجال الرياضيات والتي كسرت حواجز العرق والجنس وهيلين داروز الطاهية الفرنسية الشهيرة. ومن المقرر أن تتوسع الشركة المنتجة وتضم إلى مجموعاتها دمى جديد تجسد شخصيات نسائية عالمية كان لها تأثير واسع على مرّ التاريخ.

أما المجموعة الثانية "شيرو"، فقد ضمت 14 دمية جديدة يمثلن بطلات شجاعات تعرضن للمخاطر وساهمن في إحداث تغييرٍ ما، فنجد دمية على شكل مخرجة فيلم "المرأة الخارقة"، باتي جنكينز، والمتزلجة الأمريكية كلو كيم، التي فازت بميدالية ذهبية في دورة الألعاب الشتوية عام 2018 في بيونغ تشانغ، وغيرهن من مصممات أزياء وصحفيّات وممثلات ورائدات أعمال.

الوصول إلى شريحة أوسع

تحاول باربي تغيير جلدها، أو بالأحرى محاولة إرضاء شريحة أوسع من الفتيات من مجتمعات مختلفة. فقد سوقت الشركة قبل عامين لأول دمية مرتدية الحجاب، وذلك تكريماً لأول لاعبة أميركية محجبة شاركت في دورة الألعاب الأولمبية عام 2016 ، وهي اللاعبة ابتهاج محمد التي نالت الميدالية البرونزية في لعبة المبارزة بالسيف للسيدات في أولمبياد ريو.

تكرست الصورة النمطية للمرأة على مر العصور، على الرغم من الإنجازات التي حقّقتها النساء في ميادين شتى. ولعل خطوة باربي ولو أتت متأخرة، قد تساهم في كسر هذه الصورة النمطية لا سيما بين الفتيات، بحيث تصبح المرأة المثالية والقدوة والملهمة بالنسبة لهن، ليست فقط جسد ممشوق ووجه جميل، بل هي الناشطة والمبدعة والبطلة والرياضية والفنانة والمثقفة والمناضلة.

U5G

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *