“الاحتراق النفسي”….. كيف يصل الفرد لهذه المرحلة؟

عمان – هل شعرت يوما بعدم الرغبة بالذهاب الى وظيفتك؟ هل شعرت بإرهاق شديد وقلق النفسي ومشاعر مختلطة؟ صراع مستمر ما بين الذهاب للوظيفة أو تجاهل كل ما تشعر به؟ أم تستسلم وتختار الخيار الأقل صعوبة بالنسبة لك، والذي ينطوي على جلوسك في البيت، ولكنه في الحقيقة يهدد حياتك المهنية؟

إن تلك المشاعر التي قادت الشخص الى العزوف عن ممارسته عمله، بالإضافة لشعوره بالإجهاد المستمر مع ارتفاع كبير جدا بنسبة القلق لديه يسمى “الاحتراق النفسي” أو “الوظيفي”، لأن الشخص يصبح عاجزا عن أداء عمله الذي طالما كان نشيطا بأدائه ومقبلا عليه ومحبا له.

الاحتراق النفسي
كيف وصل هذا الشخص الى هذه المرحلة؟
  •  زيادة الضغط داخل بيئة الوظيفة التي يمارسها.
  • قد يكون هذا الشخص مميزا بعمله وذا كفاءة عالية، لكنه أصيب بخيبة أمل بسبب عدم تقديره من قبل رؤسائه.
  • يعمل لساعات طويلة، ومجهدة جدا، لكنه لا يتلقى أجرا منصفا له، ولا حتى يوفر حاجاته، ولا يغطي التزاماته بشكل تام.
  • بعده عن أسرته ومعارفه بسبب طول ساعات هذا العمل يزيد من هذه الضغوطات والتوتر والإجهاد.
  • يتصدر القيام بجميع الأعمال التي يستطيع تكليف أحد آخر غيره للقيام بها، وذلك لأنه لا يثق بأحد، بالتالي يستنزف نفسه فعليا.
  • التركيز على الجوانب الروحية غير الملموسة، وتغذيتها ليتحقق بذلك الهدوء الداخلي والاستقرار النفسي.
  • دخوله الدائم والمستمر في دوامة جلد الذات والبحث عن المثالية التي أثقلت كاهله وأعاقت تقدمه، وهنا لابد من أن ندرك قاعدة “إن لجسدك عليك حقا”.
وتحمل معاني عدة أبرزها:
  1. أن يهون الشخص على نفسه، فلا يحمل حملا ثقيلا يضطر لاحقا لإسقاطه.
  2. أن يجعل مسافة خاصة له يلجأ إليها ليفرغ التعب والضغط، ويشحن طاقته من جديد.
  3. أن يراعي كل جوانب شخصيته ويوازن ما بينها، بحيث لا يطغى جانب على آخر فيختل الميزان.
مؤشرات على الاحتراق النفسي:
  • يفقد الشخص أعصابه ويستفز من أقل شيء على عكس عادته وطبيعته.
  • يبدأ بالتهرب من وظيفته، فلا يذهب الى دوامه، ولو حصل وذهب لا يبذل مجهودا كما في السابق.
  • يبدأ بالتهرب من وظيفته، فلا يذهب الى دوامه، ولو حصل وذهب لا يبذل مجهودا كما في السابق.
  • ربما يفقد وظيفته، وهذا ما يحدث غالبا، ويكون من الصعب جدا عليه الالتحاق بوظيفة أخرى.
الاحتراق النفسي

الاحتراق النفسي يرفع مستويات القلق ويزيد من وتيرة المشاعر السلبية، مثل الشعور بأن الشخص مسلوب الإرادة وعديم الفائدة، ومقصر دائما، فهو بالتأكيد يؤثر بصحته النفسية، بالتالي يقلل من مناعته، ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات والالتهابات.

سبل الوقاية

قد يقتلك فعلا عدم التقدير في أي مجال من مجالات الحياة، فما بالك لو كان هذا النقص في التقدير يتمركز بأدائك وظيفتك، فأنت مخلص ومجتهد، لكن لا قيمة لك بعين رئيسك، قد يؤدي عدم تقديرك كما يجب لإحباط شديد يؤثر بطبيعة الحال على أدائك، لذلك لا بد من أن يتدرب الشخص على مهارات تقديره لذاته وثقته بها، حتى يصبح أقوى، ولا يتأثر بمثل هؤلاء الأشخاص المحبطين، بالتالي يكون لديه مناعة ضد الإحباط.

أيضا، إن ممارستك الرياضة أو هواية معينة، وعدم تناول المشروبات المنبهة للأعصاب بكثرة والمحتوية على مادة “الكافيين”، واتباع نظام صحي يقي من تعرضك للأمراض، بالإضافة لنسيانك كل المشاكل المتعلقة بالعمل بمجرد انتهاء فترة دوامك وترتيب كل المهام أثناء تواجدك داخل الوظيفة، وأخذ استراحة قصيرة تحصل بها على وجبة خفيفة، وعدم تحويل علاقاتك في العمل الى شخصية؛ كل ذلك سيسهم في الوقاية من وقوعك ضحية للاحتراق النفسي.

سبل العلاج
  • قيم نفسك من جديد، وتعرف على نقاط القوة والضعف لديك.
  • قم بممارسة الأشياء التي تعطيك نتائج مرضية التي من شأنها أن ترفع من مفهومك عن ذاتك، وترفع مستوى دافعيتك.
  • لا تضغط نفسك بالعمل بصورة تشكل خطرا صحيا ونفسيا عليك.
  • لا بأس بالرجوع الى صديق حكيم يساعدك، وإن لم ينجح الأمر توجه لمعالج نفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *