يوم الأرض: الاستثمار في كوكبنا ضرورة لإنقاذ أرضنا

يأتي يوم الأرض العالميّ، الّذي يحتفل به العالم في 22 نيسان/أبريل من كلّ عام في ظلّ واقع مقلق، حيث لم يعد الخبراء قادرين على التنبّؤ بمصير كوكبنا خلال 100 عام، وفي إطار المؤشّرات والأرقام الخطيرة الّتي ترتبط بظاهرة الاحتباس الحراريّ قد يصبح كوكب الأرض غير صالح للسّكن خلال الأعوام المقبلة.

على سبيل المثال، تضاعف المعدّل السّنوي لارتفاع مستوى سطح البحر في القرن الـعشرين من 1.4 ملم سنويًّا عام 2006 إلى 3.6 مليمترات عام 2015.

وتتوقّع الإدارة الوطنيّة للمحيطات والغلاف الجوّي أنّ مستويات سطح البحر سترتفع بمقدار 0.3 متر فوق المستويات الّتي شوهدت في عام 2000 بحلول بداية القرن المقبل، فيما تقدّر الهيئة الحكوميّة الدّولية المعنيّة بتغيّر المناخ التّابعة للأمم المتحدة أنّها سترتفع بمقدار يتراوح بين 40 و63 سنتيمترًا بحلول عام 2100 الأمر الّذي يهدّد المدن السّاحلية.

كما يحذّر خبراء المناخ من كوارث بيئيّة في حال لم تنخفض نسبة الغازات الدّفيئة حيث سترتفع درجة حرارة الأرض بمقدار 5 درجات مئويّة حتى عام 2100 ممّا سيترك الكثير من الآثار الكارثيّة على كوكبنا وحياتنا.

يوم الأرض: الاستثمار في كوكبنا ضرورة لإنقاذ أرضنا

منذ 1970: جهود ممتدّة لإنقاذ أمّنا الأرض

بدأ الاحتفال باليوم العالميّ للأرض لإنقاذ الأنواع المهدّدة بالانقراض والمياه والأراضي عندما أسّسه ناشط السّلام السّيناتور غايلورد نيلسون في مؤتمر اليونسكو الذي عُقد في عام 1969 في سان فرانسيسكو وذلك ليكون يومًا لتكريم الأرض ومفهوم السّلام، وقد احتُفل به لأوّل مرّة في 21 مارس من عام 1970، وهو أوّل أيام الربيع في نصف الكرة الشّمالي.

وفي عام 1990 أعطى حشد مؤلّف من 200  مليون شخص في 141 دولة، لدعم القضايا البيئيّة على المسرح العالمي وأنشطة يوم الأرض، دفعة كبيرة لجهود إعادة التّدوير في جميع أنحاء العالم وساعدت في تمهيد الطّريق لقمّة الأمم المتحدة المتعلّقة بالأرض عام 1992 في ريو دي جانيرو. حيث أُطلقت هذه الذّكرى العشرين بأدوات تسويقية أقوى، بوصول أكبر إلى التّلفزيون والإذاعة، وبميزانيّة تبلغ ملايين الدّولارات.

وعقب ذلك، وقّعت الولايات المتحدة والصين ونحو 120 دولةً أخرى اتفاقية باريس التاريخيّة في يوم الأرض الواقع في عام 2016. وقد تضمّن التّوقيع على الاتفاقية مطلبًا رئيسيًا لدخول تنفيذ المشروع التاريخي لمعاهدة حماية المناخ التي اعتمدتها 195 دولة حاضرة بالإجماع في مؤتمر الأمم المتحدّة لعام 2015 للتغير المناخي في باريس.

يوم الأرض 2022: لنستثمر في كوكبنا

يوم الأرض 2022: لنستثمر في كوكبنا

يشكّل يوم الأرض أكبر احتفال مدنيّ في العالم حيث يشارك فيه أكثر من مليار شخص في 192 دولة حول العالم ويرفعون هذا العام شعار "استثمروا في كوكبنا".

تهدف الحملة هذا العام إلى التّركيز على إشراك الجميع أفراداً وشركات للقيام بأدوارهم في الحفاظ على أمّنا الأرض وتسريع وتيرة الانتقال إلى الاقتصاد الأخضر.

ويمكن للأفراد أن يساهموا في أنشطة يوم الأرض من خلال:

-ترشيد استهلاك المياه

-فصل الكهرباء عن الأجهزة الإلكترونيّة في حال عدم استخدامها

-استخدام المصابيح الموفّرة للطّاقة

-التوجّه للمنتجات العضويّة

-استخدام السّيارات الكهربائيّة أو الهجينة

-اللّجوء إلى البدائل الإلكترونيّة مثل الدّفع الإلكترونيّ وغيره

أمّا الشركات فيمكنها المساهمة في هذه الحركة العالميّة الهامّة من خلال:

-دعم المبادرات والحركات البيئيّة

-المساهمة في إنهاء صناعة الوقود الأحفوريّ

-التوجّه لاستخدام الطّاقة البديلة

-المساهمة في زراعة الأشجار

إنقاذ كوكبنا يعدّ الآن أكثر أهمّية من أيّ وقت مضى كي نضع حدّاً للآثار الكارثيّة المترتّبة على الاحتباس الحراريّ حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال خطوات بسيطة لكنّها حاسمة ومتسّقة ومستمرّة كي يعود كوكبنا صالحاً للسّكن مرّة أخرى.

بطاقات أمنية الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *