وراء كل رقم حياة: مبادرة أردنية في شهر تشرين الأول للتوعية بسرطان الثدي
تحتفل الكثير من دول العالم في شهر تشرين الأول من كل عام بالشهر العالمي لنشر التوعية حول سرطان الثدي، وذلك من خلال حملات مكثفة تهدف لزيادة الاهتمام والتوعية بأهمية الكشف المبكر. إذ تفيد منظمة الصحة العالمية أن هناك حوالي 1.38 مليون حالة جديدة و458000 حالة وفاة بسبب سرطان الثدي في كل عام.
وقد أطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال، رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، الحملة العربية الخامسة للتوعية بسرطان الثدي تحت شعار: "وراء كل رقم حياة". سنتعرف فيما يلي عن نشاطات الأردن في شهر التوعية العالمي والحملات التي نُظمَت في هذا الشهر.
نبذة عامة عن سرطان الثدي
يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم، سواء في البلدان المتقدمة أو النامية. في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، ارتفع معدل الإصابة بشكل كبير في السنوات الأخيرة بسبب زيادة متوسط العمر المتوقّع والابتعاد عن المماراسات الصحية، إذ لم تتوصل الدراسات حالياً إلى معرفة كافية بأسباب الإصابة بسرطان الثدي، ويظل الاكتشاف المبكر للمرض أساساً في مكافحته؛ فعندما يتم الكشف عن سرطان الثدي في وقت مبكر، وفي حالة توفّر التشخيص والعلاج المناسبين، فهناك فرصة جيدة للشفاء منه.
Posted by Umniah on Wednesday, September 30, 2020
آخر مستجدات التشخيص والعلاج
توصلت الأبحاث إلى عدد من التطورات المثيرة في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه والتي من شأنها تحسين حياة المرضى. من هذه الإنجازات نتائج دراسة نُشرت في مجلة نيو إنجلند الطبية أعلنت عن أهمية فحص الجينوم (Genomic Testing) للتأكّد ما إذ كان العلاج الكيميائي فعّالاً أم لا في حالات معينة، إذ أثبتت أن ما يقارب 85% من مريضات سرطان الثدي اللواتي تتجاوز أعمارهن الخمسين عاماً واللواتي لم ينتشر المرض لديهن إلى الغدد الليمفاوية، لا يتجاوبن مع العلاج الكيميائي وبالتالي هناك إمكانية لاستعمال العلاجات الهرمونية وتجنيب المريضات مضاعفات العلاج الكيميائي.
على صعيد آخر، توصلت الدراسات مُؤخراً إلى تقنيات تسلسل الجينات من الجيل التالي التي تُمكّن الباحثين من تحديد متلازمات السرطان الوراثية الأخرى التي يمكن أن تعرّض الأشخاص للخطر.
كما توصَل الباحثون إلى علاجات عن طريق الفم تستهدف الحمض النووي للخلايا وتمنعها من النمو والانقسام. إضافة إلى استحداث العلاجات التي تستخدم الجيل القادم من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة (Monoclonal antibodies) التي تستخدم في علاجات موجهة (Targeted therapy) مع العلاج الكيميائي لاستهداف الخلايا السرطانية دون سواها.
واقع سرطان الثدي في الأردن
حسب الإحصاءات الأخيرة لوزارة الصحة الأردنية عام 2016 ؛ فإنّ الأرقام المتعلقة بسرطان الثدي جاءت على النحو الآتي:
• سُجلت 1262 إصابة جديدة بسرطان الثدي بين الإناث خلال عام 2016.
• ما بين عام 1996 و2016 بلغ المجموع التراكمي للإصابات المسجلة في الأردن 16268 إصابة.
• تم تسجيل 16 إصابات جديدة بسرطان الثدي بين الذكور خلال عام 2016.
• تشمل الإصابة بسرطان الثدي ما نسبته 39.8 % من مجموع الإصابات بالسرطان لدى النساء، وما نسبته 21.4% من مجموع الإصابات بالسرطان لدى الجنسين.
• بلغ معدل العمر عند التشخيص 52.7 عام.
المصدر: jbcp.jo
دور مركز الحسين للسرطان
لقد حقق مركز الحسين للسرطان إنجازات مشهود لها في علاج مريضات سرطان الثدي بمستويات عالمية، وما زال هناك الكثير من الفرص لتحقيق المزيد من النجاح في الحد من المرض وتحسين الوصول والوعي والمشاركة في الكشف المبكر. وفي هذا الصدد، قام مركز الحسين للسرطان، وهو المركز الشامل في علاج مرضى السرطان البالغين والأطفال على مستوى الوطن العربي، بتغيير ممارسة علاج الأورام في البلاد من خلال تطبيق نهج العيادات متعددة الاختصاصات في تحديد خطط العلاج من قبل مجموعة من الأطباء، أي أن قرارات العلاج في المركز لا تتّخذ بشكل فردي، هذا بالإضافة إلى دور المركز الريادي في تقديم الرعاية النفسية، وفي الاستثمار في أبحاث السرطان.
ماذا عن حملة "وراء كل رقم حياة"
"أطلب من كل سيدة أن تتحمل مسؤولية صحتها وأن تتوجه فوراً إلى الكشف المبكر، أمهاتنا، بناتنا، صديقاتنا لسن مجرد رقم، فهنّ كل حياتنا." بهذه الكلمات أطلقت سمو الأميرة غيداء طلال الحملة العربية الخامسة للتوعية حول سرطان الثدي تحت شعار "وراء كل رقم حياة" والتي تهدف إلى نشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وفي حوار قامت به مدونة The8Log مع السيدة نسرين قطامش، مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان للتعرف أكثر على نشاطات مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، أوضحت قطامش أن هدف المؤسسة أولاً هو نشر التوعية بمرض السرطان عن طريق حملات مختلفة على مدار العام، وجمع التبرعات لتغطية علاج المرضى غير المقتدرين، بالإضافة إلى قيادة تأمين رعاية التكافلي غير الربحي، حيث يتمتع المشتركون فيه بتغطية حصرية للعلاج في مركز الحسين للسرطان، الذي يُعتبر من أكبر وأحدث المراكز الطبية في الشرق الأوسط لتشخيص وتقديم علاج شمولي لمرضى السرطان.
إطلاق الحملة العربية للتوعية بسرطان الثدي
أمهاتنا وبناتنا وصديقاتنا لسن مجرد أرقام
هنّ سندنا.. هنّ استقرارنا... هنّ كل حياتنا#سرطان_الثدي #شجع_الكشف_المبكر #وراء_كل_رقم_حياة
#BreastCancerAwarenessMonth
#breastcancerPosted by Princess Ghida Talal on Wednesday, September 30, 2020
دور الشركات المحلية في دعم البرنامج الأردني لسرطان الثدي
تؤمن مؤسسة الحسين للسرطان بأن التصدي لمرض السرطان بحاجة إلى جهود جماعية على مستوى الأفراد والمؤسسات، فلن تقدر المؤسسة وحدها على تحمّل عبء السرطان، لا سيّما مع تزايد أعداد المرضى الذين يطرقون باب مركز الحسين للسرطان باحثين عن أفضل علاج، ومن بينهم اللاجئين وغير المقتدرين، حيث باتت المؤسسة تعتمد أكثر على تبرعات شركائها الداعمين لتحقيق الاستمرارية في أداء واجبها الإنساني تجاه المرضى.
ومن الأمثلة على الشركات التي تساند جهود مؤسسة ومركز الحسين للسرطان، شركة "أمنية" التي لا تتوانَ عن تقديم تبرعات شهرية وطوعية مقدمة من الموظفين ضمن برنامج التبرع الشهري، إلى جانب اشتراكهم في تأمين رعاية، وتنظيم مبادرات توعية متنوعة في مختلف المناسبات. كما قامت "أمنية" بإضافة مركز الحسين للسرطان إلى قائمة المؤسسات الخيرية على برنامج الولاء umnicoin وتشجع عملاءها على التبرع برصيد umnicoin الخاص بهم إلى مركز الحسين للسرطان عبر تطبيق أمنية.

من ناحية أخرى، بادرت أمنية في شهر تشرين الأول لعامي 2019 و2020 بدفع دينار أردني واحد مقابل كل دينار يتم التبرع به من قبل مستخدمي umnicoin في ذلك الشهر لمركز الحسين للسرطان. كما وتمكنت شركة أمنية منذ شهر كانون الأول 2018 من جمع ما يقارب 20 ألف دينار أردني لصالح دعم علاج مرضى السرطان غير المقتدرين.
وفي النهاية، يبقى سرطان الثدي خطراً يهدد واحدة من بين كل ثمانية نساء وفق إحصائيات الولايات المتحدة الأميركية، لكن بالرغم من عدم وجود معلومات كافية عن الأسباب المباشرة له، تبقى الوقاية والكشف المبكر الأمل الوحيد في ضمان نسبة شفاء كبيرة.