هل “هرمون الحب” هو المفتاح لعلاج فيروس كورونا المستجد؟

في حين لم يلقَ أي دواء جديد لفيروس كورونا المستجد موافقة إدارة الاغذية والعقاقير (FDA) الأمريكية، يحاول العلماء والأطباء النظر في إعادة استخدام بعض الأدوية المستخدمة لأمراض أخرى، في محاولة لعلاج مضاعفات فيروس كورونا المستجد. وكانت آخر الدراسات قد تناولت مدى فعالية هرمون الأوكسايتوسين (Oxytocin) أو ما يعرف "بهرمون الحب"، في علاج المضاعفات المرضية لفيروس كورونا المستجد.

سنتناول فيما يلي تفاصيل ما توصلت إليه هذه الدراسات، وما يخبئ هرمون الحب من مفاجآت لمرضى الكورونا.
ما هو هرمون الأوكسايتوسين (Oxytocin)؟

هو هرمون يعمل على مختلف أعضاء الجسم (بما في ذلك الثدي والرحم)، كما وأنه ناقل كيميائي (chemical messenger) في الدماغ، ويتحكّم في الجوانب الرئيسية للجهاز التناسلي، بما في ذلك الولادة والرضاعة، إضافة إلى جوانب السلوك البشري.

يتم إنتاج الأوكسايتوسين في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ (hypothalamus)، ويتم إفرازه في مجرى الدم عن طريق الغدة النخامية الخلفية (posterior pituitary gland)، ويعتمد إفرازه على النشاط الكهربائي للخلايا العصبية في منطقة ما تحت المهاد - حيث يتم إطلاقها في الدم عند إثارة هذه الخلايا.  يُعرف أيضاً بهرمون الحب، إذ تزداد مستويات الأوكسايتوسين في الدم أثناء العناق. وتشير بعض الأبحاث إلى دور الأوكسايتوسين في تخفيف نسبة الالتهابات، كما وتبين أيضاً أن  له فوائد في علاج عدد من الحالات المختلفة، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والمشاكل المعوية.

هل
ما هو دور الأوكسايتوسين في معالجة فيروس كورونا المستجد؟

لا شك أن أحد أخطر مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا المستجد هي "عاصفة السيتوكين" (cytokine storm)، وهي خلل في جهاز المناعة حيث يهاجم الجسم أنسجته الخاصة، مما يجعل اللجوء إلى الأدوية المتوفرة، التي يمكن أن تعزز من الاستجابة المناعية التكيفية، وتمنع عاصفة السيتوكين في المراحل المبكرة من المرض، أولوية هامة للمصابين بمرض كورونا.

وفي دراسة جديدة أقيمت في جامعة توليدو في ولاية أوهايو الأميركية، لتحليل خصائص الجينات المعالجة بأدوية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأوكسيتوسين، وجد الباحثون أن عقارcarbetocin   يشبه الأوكسايتوسن، وله خصائص مماثلة ( تسمى التوقيع ) للجينات ذات التعبير المنخفض عن علامات الالتهاب، التي تؤدي إلى عاصفة السيتوكين في المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد.

يشير توقيع Carbetocin إلى أن الدواء قد يؤدي إلى تنشيط الخلايا المناعية المسماة بالخلايا التائية (T cells) التي تلعب دوراً مهماً في الاستجابة المناعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن توقيع الكاربيتوسين مشابه أيضاً لتوقيع لوبينافير، وهو دواء مضاد للفيروسات القهقرية، وتُجرى عليه الآن دراسة لتحليل فعاليته كعلاج لفيروس كورونا المستجد.

تنذر نتائج هذه الدراسات بالأمل، إذ أن جميع هذه العوامل تشير إلى أن الأوكسايتوسين قد يكون علاجاً مستهدفاً لعواصف السيتوكين التي تصيب المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد. ولقد شدد الباحثون في تقرير نُشر مؤخراً في مجلة Physiological Genomics، إلى أهمية فهم الآليات التي يمكن من خلالها أن يكون الأوكسيتوسين أو نظام الأوكسايتوسين هدفاً مناعياً جديداً، إلى جانب دراسة وتقييم سلامة وفعالية الأوكسيتوسين الوريدي في المرضى المقيمين في المستشفى، ممن أصيبوا بفيروس كورونا المستجد.

مع ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، وارتفاع نسبة الحالات الشديدة والوفيات، يبقى العلاج الأفضل لهذه الجائحة التي تهدد العالم أجمع، هو الوقاية والتباعد الاجتماعي واتباع الإرشادات والإجراءات الوقائية لمنظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات والحكومات.

بطاقات أمنية الالكترونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *