هدر الطعام ظاهرة مقلقة كيف يمكن إيقافها؟
أصبحت ظاهرة هدر الطعام مقلقة للغاية حيث يمكن أن يؤدّي تفاقم هذه المشكلة واستمرارها بالمعدّلات الحالية إلى إحداث مشكلات مناخيّة ستؤدّي إلى انتشار ظاهرة الجوع بين ملايين البشر.
بناء على ذلك أصبح حلّ مشكلة هدر الطّعام وتقليلها إلى النّصف بحلول عام 2030 على رأس أولويّات وأهداف التّنمية المستدامة.
على الرّغم من أنّ عدم الحفاظ على الطعام قد لا تبدو مسألة كبيرة إلا أنّها قابلة للحلّ بنا جميعاً عبر خطوات صغيرة لكنّها ذات مفعول كبير.

هدر الطعام: ظاهرة مقلقة
يمكن تعريف مصطلح هدر الطعام بأنّه الإنتاج الّذي يتخلّص منه المستهلك، حيث إنّ إهدار الغذاء يحدث عادة في مراحل الإنتاج وما بعد الحصاد والتّصنيع الغذائي.
وتعدّ مشكلة هدر الطّعام مقلقة بالنّظر إلى أنّ حوالي ثلث الغذاء المنتج للاستهلاك البشري يتمّ هدره أو فقده، ويعود بخسارة مالية تقدّر بحوالي 1 تريليون دولار أمريكي سنويّاً.
وتتفاقم الآثار المترتّبة على مشكلة هدر الطّعام من خلال وجود 811 مليون شخص حاليّاً يعانون من الجوع على الرّغم من إنتاج غذاء يكفي ل 7 مليار شخص في العالم.
ولا تقتصر الآثار السّلبية النّاجمة عن مشكلة هدر الطّعام على أنّها تؤدّي إلى انتشار الجوع فقط بل أيضاً في آثارها المناخيّة حيث إنّ الغذاء المهدر يذهب إلى مدافن النّفايات التي تنتج الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، كما أنّه تسبّب في انبعاث أكثر من 3 مليارات طنّ من هذه الغازات سنويّاً.
وتؤثّر هذه المشاكل المناخيّة على موارد المياه، وزيادة نسبة التصحّر والجفاف، وتفاقم عدم القدرة على التنبّؤ وخطورة الظواهر الجوية بالإضافة إلى إتلاف الزّراعات.
وتتمّثل المفاجأة في أنّ 58% من ظاهرة عدم الحفاظ على الطعام في المناطق والدّول ذات الدّخل المتوسّط والمرتفع ممّا يتطلّب اتّخاذ إجراءات عاجلة للتغلّب على هذه الظّاهرة.
ويمكن الحفاظ على الطّعام من خلال القيام بعدّة خطوات هامّة ستسهم على المدى الطّويل في تقليص مشكلة هدر الطّعام على المستوى العالميّ.
الحفاظ على الطعام: طريق طويل يبدأ بخطوة
تبدأ خطوات الحفاظ على الطّعام بالتفكير الإبداعي من خلال تحويل الإنتاج والمعالجة والتّخزين والتّوزيع واستخدام المنتجات وتعزيز تقنيات ما بعد الإنتاج ويمكن تحقيق ذلك من خلال اللّجوء إلى أجهزة تجفيف منخفضة التكلفة، وعدّادات رطوبة، وأكياس محكمة الغلق تسمح للمزارعين بالتخفيف من هدر الحبوب.
وعلى المستوى الفردي يمكن القيام بالخطوات التّالية من أجل الحفاظ على الطعام:
1- اعتماد نظام غذائيّ أكثر صحّة واستدامة
2- الحرص على شراء الاحتياجات فقط من الغذاء
3- تخزين الأغذية بإحكام بهدف الحفاظ على الطعام لمدة أطول
4- قراءة المعلومات الغذائية على عبوات الأغذية
5- استهلاك كمّيات أقلّ من الغذاء
6- إعادة تدوير النّفايات الغذائيّة وتحويلها إلى سماد عضويّ
7- دعم منتجي الأغذية المحلّيين
8- ترشيد استهلاك المياه
9- مشاركة الطّعام مع الآخرين