تسع نصائح لمواجهة الاضطراب و القلق من كورونا
الحفاظ على الهدوء وعدم القلق جراء جائحة فيروس كورونا المستجد (Covid-19) ليس سهلاً خاصة بعد الإنتشار الواسع للفيروس في العالم، إصابة أكثر من 300 ألف، وفاة أكثر من 14500 شخص حتى تاريخه، كما وإغلاق مدن وحتى بلدان بأكملها.
يمكن للخوف و القلق من المرض وما يمكن أن ينتج عنه من مضاعفات ووفيات وعجز بعض الدول وأنظمتها الصحية عن احتوائه ومواجهته، أن يسبب الإرباك والاضطراب لدى البالغين والأطفال الأمر الذي يزيد من حدة العواقب و يؤثر سلباً على صحة الناس النفسية والعقلية (psychological and mental wellbeing).

التعامل الإجابي والفعّال مع مثل هذا الوضع يجعلنا أكثر قوة لمواجهته ومساعدة من نحب. إليكم بعض النصائح والإرشادات التي تساعد في تجنب واحتواء القلق النفسي والاضطراب الناجم عن واقع كورونا.
بداية، من هم الأكثر عرضة للتأثر بالضغط النفسي جراء وباء كورونا؟
- كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والمعرضين لخطر المضاعفات السلبية إذا أصيبوا بفيروس كورونا هم أكثر عرضة للاضطراب النفسي القلق.
- الأطفال والمراهقون.
- الفرق الرعاية الصحية من أطباء وممرضين وغيرهم من الطواقم الصحية.
- الأشخاص الذين يعانون من اضرابات نفسية أو عقلية.
ما هي إشارات الاضطراب والإجهاد النفسي
- الخوف والقلق بشأن صحتك الخاصة وصحة الأحباء.
- تغيرات في أنماط النوم أو الأكل.
- صعوبة الخلود إلى النوم أو التركيز.
- تفاقم المشاكل الصحية المزمنة.
- الإفراط في استهلاك الكحول والتبغ أو غيرها من الأدوية المهدئة.

ما يمكن القيام به لدعم أنفسنا والتخفيف من حالة القلق والإضطراب:
1. اللجوء إلى مصادر موثوقة للإطلاع على معلومات وتحديثات وارشادات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، مثل مصادر منظمة الصحة العالمية (WHO) أو مركز السيطرة على الأمراض (Center for Disease Control and Prevention (CDC) ومصادر وزارة الصحة المحلية وغيرها من المصادر الموثوقة. كما يُنصح بعدم الإفراط في مشاهدة وقراءة الأخبار بما في ذلك تلك التي على وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تحتوي على كم كبير من المعلومات، منها الدقيقة ومنها المغلوطة التي قد تثير الذعر.
2. محاولة عدم إغماس الدماغ بأمور خارجة عن سيطرة الإنسان مثل التفكير في المرض والمدة التي ستستغرقها الجائحة وغيرها واستبدالها بالأمور التي يمكن التحكم بها مثل اتباع توصيات الوقاية والإلتزام بارشادات المراجع المختصة.
3. الإنتباه للأفكار السلبية وعدم منحها القوة للتغلّب علينا، مجرّد التفكير في شيئ سلبي لا يعني دائماً أنه حقيقي، لذلك، ولتجنب إغراق نفسنا في الأفكار السلبية، عندما نلاحظ أننا تقلق كثيراً، يجب أن نتراجع بأفكارنا إلى الخلف ونحاول إبعاد هذه الأفكار عنا وترك المخاوف تمر دون التركيز عليها كثيراً.
4. العودة إلى الذات والإهتمام بالجسم من خلال تناول وجبات صحية ومتوازنة، ممارسة الرياضة بانتظام، تمارين النفّس (breathing exercises) والتأمل (meditation) واليوغا (yoga). الاسترخاء والحصول على قسط وافر من النوم.

5. محاولة إبقاء أنفسنا منشغلين بأشياء متعددة لتخفيف انغماس الدماغ بالتفكير بفيروس كورونا وتركيز الجهود على القيام ببعض الأنشطة الأخرى التي نستمتع بها مثل الأعمال المنزلية، الطبخ، مشاهدة الأفلام، اللعب مع الأطفال، السياحة الإفتراضية، متابعة الصفوف عبر الإنترنت، قراءة القصص والكتب الممتعة وغيرها. كما وينصح بتنظيم هذه النشاطات ضمن برنامج واضح واتباعه يومياً.
6. تأمين ما نحتاجه من أدوية وحاجيات منزلية ومأكولات وذلك لتجنب القلق من نفاذ السلع أو عدم القدرة على الخروج لتأمينها.

7. البقاء على اتصال مع الأصحاب والأقارب، حيث أن التواصل الإفتراضي مع الأهل والأصدقاء أو أشخاص نثق بهم بشأن مخاوفنا وهمومنا، إن كان عبر الهاتف أو وسائل التواصل الإجتماعي المتاحة، يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً إذ يجعلنا نشعر أننا أقل عزلة ووحدة. يمكن أيضاً الإنضمام إلى مجموعات الدعم النفسي (support groups) لمناقشة المخاوف والآراء في هذا الشأن.
8. مساعدة الآخرين والتخفيف عنهم يجعلنا نشعر بارتياح كبير. كلنا نتشارك مخاوف فيروس كورونا وعواقبه، لذلك مساعدة الآخرين للتغلب على المخاوف كما ومساعدة بعض الأشخاص الذين هم عرضة لخطر الإنتكاسات فيما تعرضوا للفيروس، مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المستعصية، لتأمين ما يحتاجونه للبقاء في المنزل أمر يشعرنا بالجدوى وبالتالي الارتياح الذاتي.
9. اللجوء إلى الأطباء والأخصائيين النفسيين في حال عدم القدرة على التأقلم واستمرار الإضطرابات رغم محاولة ما ذكرناه. من الضروري إستشارة أو طلب مساعدة الطبيب أو الأخصائي في هذه الحالة. يمكن أيضاً الحصول على العلاجات النفسية (psychotherapy) مع الأخصائيين عن بعد عبر الإنترنت، أو الهاتف أو حتى بالفيديو في حال كنا في مرحلة عزلة ذاتية أو القلق بشأن الذهاب إلى العيادة.
في ظل هذه الجائحة، لا يمكننا إلا أن نكون إيجابيين لكي نستطيع أن نتخطى هذه المحنة بقوة وصلابة.