نساء عربيّات ملهمات
يأتي اليوم العالمي للمرأة في الثامن من شهر آذار من كل عام، ليذكّرنا بالدور العظيم الذي تقوم به النساء، والتي تُعدّ نصف المجتمع وعجلته التي لا تكفّ عن الدوران.
في هذا اليوم، يتوحّد العالم كاملاً ليحتفل بإنجازات النساء على اختلاف مواقعهنّ وأدوارهنّ وتحدّياتهنّ. هذا اليوم الذي يدعونا جميعاً إلى دعم المرأة وتقديرها بصفتها الشريكة والبانية والمربيّة والقائدة والملهمة في مختلف مجالات العمل والحياة.
وليس بالإمكان أن نحتفل بهذا اليوم دون أن نحتفي بالإنجازات الكبيرة والاستثنائية التي حقّقتها المرأة في العالم العربي، وبالأسماء التي سُطّرت على صفحات النجاحات العربيّة والعالميّة، وغدت مثالاً تشدو به الشعوب والأمم، وحافزاً لمنح المرأة المناصب التي تستحقّها والمكانة التي تليق بها.
إطلاق اليوم العالمي للمرأة
بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمرأة إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في مدينة باريس الفرنسيّة في العام 1945، إذ لطاما لعبت المرأة في مختلف مراحل عمرها دوراً محوريّاً في حياة المجتمعات والشعوب عبر الأزمان. لقد أثبتت المرأة قدرة عجيبة على تحمّل أكبر المهمّات وتجاوز أصعب التحدّيات، ونجهت في تربية أجيال من القادة والمبدعين، كما احتلّت دور القيادة في الكثير من المجالات السياسيّة والاجتماعيّة والمهنيّة، وكانت دائماً الشريكة الفذّة، والقوّة الدافعة للارتقاء بجميع من حولها.
نساء عربيّات بارزات وأسماء تعني النجاحات
غادة المطيري- عالمة سعوديّة برزت باكتشافاتها واختراعاتها العلميّة
عالمة ومخترعة سعوديّة تفوّقت في مجال الإبداع العلمي، وحصدت العديد من الجوائز لاختراعاتها العلميّة المميّزة؛ ومن أهمّها جائزة الإبداع العلمي المقدّمة من أكبر منظّمة لدعم البحث العلمي في أمريكا (H.E.N). كما وحصلت على أكثر من 10 براءات اختراع على المستويين الأمريكي والعالمي في مجال التقنية الدقيقة.
رنا الدجاني- باحثة أردنيّة ضمن أكثر 100 امرأة تأثيراً في العالم العربي
عالمة وباحثة أردنيّة في عالم الجينات، تركّز في أبحاثها ودراساتها على علاقة الجينات بمرض السكري والسرطان في المجتمعات الأردنيّة. تمّ اختيارها كواحدة من ال20 عالماً الأكثر تأثيراً في العالم الإسلامي في العام 2014، وحجزت لاسمها مكاناً في قائمة أكثر 100 إمرأة تأثيراُ في العالم العربي عام 2014. ولقد حصلت على جائزة "نانسن للاجئين" عن برنامجها الهادف لجعل الأطفال يقرؤون من أجل التسلية.
سها القيشاوي- انطلقت من غزّة إلى فضاء البرمجة والإبداع
مهندسة فلسطينيّة مبدعة، تتقلّد منصب كبيرة المهندسين البرمجيين في البرنامج الفضائي الأمريكي أورايون، وهي مسؤولة عن تكامل البرمجيّات مع الهاردوير، وعن فحصها المستمر من أجل التأكّد من أنّ الحاسب على المركبة الفضائية يعمل بطريقة صحيحة وحسب التوقّعات، لتطوير الجيل التالي من المركبات الفضائية الأمريكيّة في وكالة ناسا.
وداد إبراهيم المحبوب- عالمة سودانيّة تتولّى أخطر مهمّة في ناسا
عالمة فضائية سودانية في وكالة ناسا، تعمل على وضع المعادلات الرياضيّة الخاصة بالصواريخ والمركبات الفضائيّة، والتي تُعد أخطر المهمّات في ناسا. وهي أستاذة لمادتي الفيزياء والرياضيات التطبيقيّة في جامعة هامبتون بولاية فرجينيا. تعمل حالياً على دراسة كوكب المريخ واكتشاف أسراره والثروات المعدنيّة في هذا الكوكب.
نعمت شفيق- المصريّة التي تتربّع على قائمة النساء العربيّات الأكثر نفوذاً في العالم
الاقتصادية الأولى في انجلترا، احتلت نعمت شفيق، ذات الأصول المصرية الإسكندرية، منصب نائب محافظ مصرف إنجلترا، بالإضافة إلى مناصب أخرى عديدة، مثل نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي، ونائبة رئيس البنك الدولي. ولقد تمّ اختيارها من قبل "فوربس" كأقوى امراة عربيّة في العالم، خاصة وأنها باتت متحكّمة في اقتصاد بريطانيا؛ والتي تُعد من أقوى دول العالم.
ماري قعوار- سياسيّة واقتصاديّة أردنيّة تشق مسيرة مكلّلة بالنجاحات
الوزيرة السابقة للتخطيط والتعاون الدولي، بدأت مسيرتها المهنيّة كباحثة في الوزارة وتدرّجت حتى أصبحت مستشاراً لوزير العمل، بالإضافة إلى عملها كمديرة لمنظّمة العمل الدولية ILO لعدّة بلدان إفريقيّة. كما عملت قعوار في مقر المنظّمة في جنيف في مجال القضايا المتعلّقة بسياسة العمالة وتنمية المهارات وقضايا اللاجئين. تُعد ماري من النساء الأردنيّات الملهمات والمؤثرات في الوطن العربي.
والقائمة تطول وتطول، فليس من سطور أو صفحات تتّسع لما قامت به المرأة العربيّة وما حقّقته من إنجازات. وعلى الرغم من أننا نحتفل بيوم المرأة العالمي مرّة في العام، إلا أن إنجازاتها الكثيرة والمتواصلة تحتفلُ بها كّل يوم وكلّ ساعة. ومع انتهائنا من هذا المقال، لا شكّ أن إنجازاً نسائياً عربياً جديداً قد ولد!