مستخدمو الآيفون حول العالم: خصوصية هواتفكم معرّضة للاختراق بأي لحظة
في ظل العصر التّكنولوجي الذي نعيش فيه، تتغير الإتجاهات والتقنيات باستمرار ولا يوجد سقف محدد للخروقات التكنولوجية التي تطال جميع القطاعات ومن دون إستثناء. البعض يعتبر هذه الظاهرة عامل أساس لتطوير المجتمع، والبعض الآخر يجد أن لهذا الأمر تبعات خطيرة على مستقبل المجتمع. كلا الإتجاهين على حق، فالتكنولوجيا التي أصبحت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ساهمت في المقابل أحياناً إلى خرق خصوصية الفرد. للإنترنت الفضل الأكبر في تقريب المسافات بين الشعوب والتعرف على الثقافات إلى جانب دوره في تطوير الإقتصادات حول العالم، ولكن هذا لا يمنع من سلبياته التي تطال جوانب متعددة من حياتنا.
تُعد الخروقات للأمور الشخصية من أكثر المواضيع حساسية وإنتشاراً. ولهذا السبب نشأت الكثير من الشّركات لمحاربة هذا الخطر وحماية المستخدمين، وإمّا للإستفادة منه وإبتزاز الناس من خلال نشر معلوماتهم الشخصية. في الكثير من الأحيان، يعتقد البعض أنهم محميين من خلال البرامج والتطبيقات المخصصة للهواتف الذكية والحواسيب. ولكن هذه الفكرة خاطئة ولا يمكن الإعتماد تماماً على هذه البرامج، لأن كل يوم جديد يحمل في طياته برامج وابتكارات جديدة ذات مواصفات عالية من الصعب إختراقها.
وهذا ما حصل مؤخراً مع هواتف الآيفون، إذ إكتُشفت تجاوزات لم تكن في الحسبان بموضوع الحماية والإختراقات. إذ هناك برامج وتطبيقات نستخدمها بشكل متكرر ويومي، تبيّن أنه بإمكانها أن تخترق هواتفنا ومن دون علمنا. هذه هي الخطورة في حد ذاتها التي لا يتنبه اليها المستخدم إلى حين تلقيه اتصالات الإبتزاز. مثلًا، في الآونة الأخيرة ظهرت تطبيقاتAbercrombie & Fitch و Hotels.comوSingapore Airlines التي إستفاد منها المطورون للوصول إلى المعلومات الشخصية لحاملي هواتف الآيفون. كل ما فعلوه هو تسجيل الشاشة وإعادة تشغيلها لمعرفة كيفية تفاعل المستخدم مع التطبيق وعلى ماذا يبحث. هذا التعدي على الخصوصية له عواقب كبيرة، ولا يحق لأحد تحت أي ظرف مراقبة تحركات المستخدمين.
مثال آخر على هذا الموضوع، هو الخطأ الذي وقعت فيه شركة AIR CANADA بطريقة غير مباشرة من خلال تعرّضها للخرق والكشف عن الأرقام التابعة لجوازات السفر وبيانات بطاقة الإئتمان للمسافرين. كما وصرحت الشركة بأن هذا التعدي والخرق الكبير قد عرّض بيانات أكثر من 20 ألف ملف شخصي للسرقة، ومن دون علمهم. المهم في الموضوع هو إرسال الشركة رسالة لجميع عملائها عبر البريد الإلكتروني تكشف لهم عن انها إكتشفت سلوكًا غير معتاد على التّطبيق وأنها ألغت جميع الحسابات للتحقيق أكثر في الموضوع وكأمر إحترازي.
في ظل السباق التكنولوجي، لا بد من التنبه إلى كيفية إستخدام الإنترنت والتكنولوجيا من دون التعدي على حرية الآخرين. وعلى مستخدمي الآيفون تحديداً مراقبة تطبيقاتهم، هذه الأجهزة التي كانت تُعتبر من أكثر الأجهزة التي تتمتع بالحماية والأمان، ولكن في ظل التجاوزات التي سُجلت لا بد من التنبه لطرق استخدامنا لهذه الأجهزة، للحد من خطورتها على حياتنا الشخصية.