ما هي الموضة المستدامة؟
في ظلّ الأرقام الّتي تشير إلى أنّ صناعة الأزياء تستهلك 93 مليار متر مكّعب من المياه سنويًا، وهو ما يكفي لتلبية الاحتياجات الاستهلاكية لـ5 ملايين شخص، يدقّ ناقوس الخطر فيما يتعلّق بالآثار المترتّبة على صناعة الأزياء التّقليدية.
في هذا المجال، تبرز الموضة المستدامة بوصفها اتّجاهاً جديداً يسهم في تمكين المهتّمين بالأزياء من اتّباع شغفهم والحفاظ على البيئة في الوقت نفسه.
الآثار البيئيّة المترتّبة على صناعة الأزياء
تعدّ صناعة الأزياء مسؤولة عن 10% من انبعاثات الكربون العالميّة سنويًا، أي أكثر من جميع الرحلات الجوّية الدّولية والشّحن البحري، فيما تقوم بيوت الأزياء والشركات بحرق 87% من الملابس أو التخلّص منها في مكبّ النّفايات.
من جهة أخرى، تولّد صباغة الأقمشة ومعالجتها قرابة 20% من مياه الصّرف الصحّي في جميع أنحاء العالم، حيث ينتج قميص البوليستر ما يعادل 5.5 كجم من ثاني أكسيد الكربون مقارنة بـ 2.1 كجم من قميص القطن، كما أنّه يحتاج إلى مئات السنين حتى يتحلّل.
وبهذه الوتيرة، سترتفع انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري في صناعة الأزياء بأكثر من 50% بحلول عام 2030.
ما هي الموضة المستدامة؟
تعرف أيضاً الموضة المستدامة بالأزياء الإيكولوجية أو الأزياء الصّديقة للبيئة، وهي جزء من فلسفة جديدة في عالم تصميم الأزياء، تهدف الى إيجاد نهج صديق للبيئة، يمكن دعمه لأجل غير مسمّى.

تعرّف الموضة المستدامة بأنّها عبارة عن طريقة بديلة لتصنيع أو اقتناء الملابس ولكن بأسلوب صديق للبيئة وبالابتعاد عن منتجات الموضة السّريعة، حيث يتمّ أخذ بعض المعايير في الحسبان مثل طريقة التّصنيع ونوع القماش المستخدم، وتفادي الأقمشة الاصطناعية والّتي تصنع من المواد البتروكيماوية ومنها النايلون والبرلون والرايون والبوليستر.
من الخطوات المتّبعة عالميّاً لتنمية الصّناعة المستدامة "الموضة المسؤولة"، التّي تدفع المستهلك الى الأخذ يأخذ بعين الاعتبار قبل شراء أيّ قطعة ملابس، مدى تأثيرها الضارّ أيّ ألا يركز المستهلك على المنحى الجمالي للأزياء التي يرغب باقتنائها، بل أن يذهب أبعد من ذلك ويطلع على كيفية ومكان صنعها.
إلى أين تتجّه الموضة المستدامة؟
تهدف صناعة الأزياء الإيكولوجية إلى إنتاج ملابس تحترم مبادئ الاستدامة البيئيّة، وتحاول تخفيض نسبة التلّوث والنّفايات، من خلال استبدال الألياف الصّناعية بالألياف الطّبيعية الموجودة في الطّبيعة، وهي موادّ خامّ قابلة للتحلّل الحيويّ لا تتطلّب موادّ سامّة لاستخراجها ومعالجتها، منها ألياف السيلولوز أو الألياف النباتية التي تشمل القطن العضوي الذي يتم مزجه بألياف نباتية أخرى كالكتان، والصويا والقنّب والجوت والحرير والصوف والخيزران الذي يعد أحد الموارد الأكثر استدامة في العالم، وذلك بفضل سرعة نموّه وعدم حاجته للمبتدئات، فضلاً عن ألياف البروتين أو الألياف الحيوانية.
إقرأ أيضاُ: برنامج أمنية للاستدامة

كذلك تهدف الأزياء الصّديقة للبيئة، الى استخدام الألياف المعاد تدويرها وهي تشمل بقايا الأقمشة المجمّعة من المصانع والثّياب المستعملة والملابس الجديدة التي لم يتم بيعها، ومنها تتم صناعة قطن مستدام.
خلال فعاليّات أسابيع الموضة العالمية الأخيرة، أحدث القائمون على أسبوع الموضة في لندن نقلة نوعيّة في تنمية الصّناعة المستدامة، من خلال منع المصمّمين من استخدام الفرو الطّبيعي في تصاميمهم. وقد التزمت العديد من دور الأزياء بهذا القرار، من بينها بربري Burberry وغوتشي Gucci وفرساتشي Versace، حيث كانت مجموعاتهم خالية كلّياً من الفرو الطبيعي. فيما قامت علامات أخرى أمثال أديداس Adidas وg-star باستخدام موادّ قابلة للتدوير كاستخدام عبوات بلاستيك تمّ جمعها من نفايات المحيط، واستخدامها في صناعة الملابس.