كيف سيبدو السفر بعد انحسار كورونا؟
قد يبدو مشهد الصعود إلى الطائرة مجددا ضرباً من الخيال بالنسبة إلى البعض ولكنه سيعود لا محالة، فكورونا فيروس لن يطول مدى العمر، وعاجلاً أم آجلاً سنعود إلى حياتنا الطبيعية وسنعاود نشاطاتنا المعتادة ومنها السفر إما بداعي العمل أو السياحة، ولكن لا بدّ أن تكون لهذه العودة شروط وقيود معينة، ولن تكون سفراتنا إلى الخارج كما كانت من قبل، فكيف سيتغير قطاع السياحة والسفر بعد فيروس كورونا؟ وهل سيكون الإقبال على السفر بعد كورونا كما قبله؟ ما هي التغييرات التي ستطرأ على القطاع وكيف سيتأقلم المسافر معها؟
بين الأسعار المغرية والسفر الآمن
بين الأسعار المغرية والسفر الآمن سيختار المسافر وجهة سفره ومكان حجز بطاقته، فإما أن يلجأ إلى الأسعار المتدنية كون الشركات ستسعى إلى تخفيض أسعارها لجذب العدد الأكبر من الركاب، وإما أن يلجأ إلى "السفر الآمن" أي إلى الشركات التي سوف تعتمد درجات عالية من النظافة والتعقيم والحذر مع تقليص عدد الركاب على متن الطائرة، إلا أنه في الحالتين فمن المؤكد أن تغيرات جذرية ستطرأ على القطاع الذي أصيب بنكسة اقتصادية كبيرة قد يحتاج إلى وقت طويل للخروج منها.
إذاً، بحسب تقرير نشره معهد الأبحاث SimpliFlying فإن أبرز التغييرات التي ستعتمدها شركات الطيران لإعادة الثقة مجدداً بالقطاع هي:

1- التسجيل عبر الإنترنت
سيكون Online Check-In الملاذ الأول للمسافر منعاً للاختلاط مع موظفي المطارات وشركات الطيران، إلا أنه لن يتم الاكتفاء في التسجيل عبر الإنترنت بإدخال تفاصيل جواز السفر والتأشيرات واختيار المقاعد والدفع مقابل الخدمات الاختيارية بل سيُطلب من المسافر تحميل ما يشبه جواز سفر مناعي Immunity passport الذي يؤكد وجود الأجسام المضادة لـ COVID-19، كما سيمكنهم أيضاً من شراء الأقنعة والقفازات وحتى دفع المزيد مقابل مقعد فارغ بجوارهم.
ورغم التسجيل عبر الإنترنت سيكون على المسافر التوجّه إلى كونتوارات التسجيل في المطار، لإكمال فحص صحي شبه فوري لتقييم أي أعراض مرضية في حين أن بعض الشركات قد تقوم بإجراء اختبارات الدم أيضاً.
2- في المطار
في السابق، كان يمكن للركاب الوصول إلى المطار قبل ساعتين إلى ثلاث ساعات من توقيت المغادرة أما خلال السفر الصحّي فسيُسمح للمسافرين دون سواهم بدخول المطار وقبل 4 ساعات على الأقل من وقت مغادرة الرحلة.
3- الأمتعة
ستوضع الأمتعة في أكياس مخصصة وسيتم تعقيمها بالأشعة فوق البنفسجية في ممر مخصص لذلك، كما سيتم تعيين المقاعد من قبل شركات الطيران مباشرة لتحسين المسافة بين الركاب وستسلم لهم القفازات والأقنعة التي يجب ارتداؤها خلال بقية الرحلة.
كما سيتم تطهير كل حقيبة يد وتغليفها، ويجب على المسافرين الاحتفاظ بأقنعتهم وقفازاتهم وتجنب لمس عناصر أي شخص آخر لمنع انتشار العدوى بين الركاب.
4- منطقة المغادرة
سيتم ضبط عملية الصعود إلى الطائرة، في عصر السفر الصحّي، إذ سيكون هناك المزيد من الإجراءات. مثلاً سوف يُطلب من الركاب التواجد في منطقة الصعود إلى الطائرة قبل المغادرة بساعة على الأقل، سيحتاجون إلى الحفاظ على التباعد الاجتماعي في منطقة الجلوس ولن يستقل الركاب الطائرة إلا عندما يتلقون إشعارات فردية على هواتفهم المحمولة للمتابعة، وسيتم حرمان أولئك الذين حصلوا على نتائج مسح إيجابية أو تقييم صحي غير طبيعي من الصعود إلى الطائرة.
5- الصعود للطائرة
لن يعد JetBridge مساحة مكتظة بالركاب كما كان الحال سابقاً، بل سيكون هذا الجسر أقل ازدحاماً، مع وجود مسافة اجتماعية في نفس في المكان، كما سيكون بمثابة المساحة المثالية لنفق التطهير، ما يضمن أن كل الركاب تم تعقيمهم بشكل صحيح ولا يحملون أي شيء آخر سوى أمتعتهم على متن الطائرة.
6- على متن الطائرة
سيتوجب على جميع أفراد طاقم الطائرة ارتداء معدات واقية على أن يقوموا بالتحقق عند عملية الصعود من أن جميع الركاب يرتدون القفازات والأقنعة الخاصة بهم، كما سنرى في المستقبل الركاب يمسحون مقاعدهم قبل أن يجلسوا بمناديل يوزعها طاقم الطائرة.
7- الطعام على متن الطائرة
ولّت الأيام التي يأتي فيها الطاقم لتقديم وجبات طازجة متعددة الأصناف، فالآن سيحصل جميع الركاب على وجبة معبأة ومختومة مسبقاً لمنع أي فيروسات من دخول الطعام.
8- الوصول إلى الوجهة
عند الهبوط، سيتم تغليف الحقائب قبل وضعها على الحزام الناقل، كما سيتم استخدام الماسحات الضوئية الحرارية لتحديد الركاب الذين يعانون من حمى محتملة أو تطور درجة الحرارة.
وبهدف حماية الضبّاط الذين سيقومون بالتحقق من جواز سفر، سيتم حجب مكاتبهم. كما أن وبسبب أهمية إجراء التنظيف العميق للطائرات بعد كل رحلة، لن تتمكن شركات الطيران بعد الآن من تحويل طائراتها وتجهيزها لرحلتها المقبلة في غضون نصف ساعة أو أقل، بل ذلك سوف يتطلب المزيد من الوقت.
كل هذه الاجراءات ستكون بإشراف من منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الطيران المدنى الدولى (ICAO) واتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) الذين سيقومون بتحديد صحة معايير الفحوصات كما سوف يكون هناك تنسيق بين بلدان المسافرين الدوليين تجنبا للارتباك وللمساعدة في تعزيز الثقة في السفر.
أسعار الرحلات المتوقعة بعد تعافي القطاع ووجهة سفر الناس
عند بدء تعافي القطاع، قد نشهد الكثير من الأسعار المغرية في الرحلات البحرية والجوية وأسعار الفنادق، وذلك بهدف جذب المسافر إلا أنه من المهم التأكّد من ضمان معايير السلامة في هذه الرحلات كما يتوقع أن ترتفع هذه الأسعار بعد ذلك تدريجياً.
وفي هذا الاطار، توقّع اتحاد النقل الجوي الدولي في حال استئناف الرحلات الجوية واتباع قواعد التباعد الاجتماعي على متن الطائرات، أي ترك مقاعد الوسط فارغة، ارتفاع تكاليف تذاكر السفر في محاولة لتغطية تكاليف الطيران بما قد يصل إلى 54% مقارنة بتلك التي شهدها القطاع في العام الماضي.
في المقابل، أظهر مسح جديد أجرته شركة "LuggageHero" لخدمات السفر، إن 58% من الأميركيين، يخططون للسفر بين أيار وايلول ٢٠٢٠، طالما أن وجهاتهم لا تخضع للحجر الصحي، ولفتت الدراسة إلى أنه رغم ارتفاع عدد المخططين للسفر، فإنهم يضعون في اعتبارهم سلامتهم الشخصية، إذ سيحاول ربع المشاركين في الدراسة تجنب المدن الكبرى، ووسائل النقل العام، كما اختار 21% من المشاركين في المسح، السفر الداخلي على الخارجي وسيميل الناس للبقاء داخل بلدانهم، وحتى لو قرر البعض السفر، فإنهم لن يختاروا أماكن بعيدة عن منازلهم، وستكون قيادة السيارات أفضل لهم مقارنة بالطيران أو الإبحار.
إذاً، قد تبدو كل هذه الإجراءات معقّدة بعض الشيء، إلا أنها ضرورية ومطلوبة لعودة آمنة إلى الحياة الطبيعية، فكورونا الذي حيّر العالم سيحتاج إلى المزيد من الوقاية خصوصاً في السفر للتغلب عليه.