كيف تحوّلت قشور جوز الهند إلى لوحات خشبية؟
هل تعلم أن 15,3 مليار شجرة يتم قطعها سنوياً للحصول على أخشابها! فلنتخيل معاً العدد على مدى عشر سنوات؟ وما الذي يمكن أن يؤدي إليه ذلك القطع من اختلال في التوازن البيئي؟
أما المفاجئة الكبرى فتكمن بالحل! إذ بدأت شركة ناشئة هولندية بتحويل قشور جوز الهند إلى أخشاب، الأمر الذي سيوفر الكثير من أعداد الأشجار التي يتم قطعها سنوياً والذي يفتك بالبيئة وينعكس سلباً على صحة الانسان.
حسنات أشجار جوز الهند!
بالإضافة إلى استخدام أشجار جوز الهند في الطهي وصناعة الأدوات المنزلية فهي أيضا تستخدم في صناعة الفحم السريع الاشتعال. لكن لعل أهم ابتكار جديد في عالم أشجار جوز الهند هو استخدامها في إنتاج اللوحات الخشبية التي يمكن أن تحفظ 200 مليون شجرة في السنة.
وفي هذا الصدد، وجدت شركة هولندية هي "Cocopallet" حلاً مستداماً يعدّ مثالياً للحفاظ على البيئة وهو نموذج يمكن تطبيقه في دول جنوب شرق آسيا الغنية بجوز الهند وفي مقدمتها شبه الجزيرة الهندية في تحويلها إلى أخشاب.
كيفية معالجة قشور جوز الهند!
ابتكار هذه الشركة لم يأت من عدم، إذ أن لوحات جوز الهند لها جذورها التي تعود إلى إجراء إندونيسي قديم وبدائي كان يمارسه بعض سكّان إندونيسيا، إذ كانوا يصنعون لوحات نقّالة من قشور جوز الهند بطريقة تقليدية بحيث يتم معالجتها بالبخار.
أما اليوم، فتعمل الشركة الهولندية على انتاج لوحاتها المستدامة من خلال معالجة قشور جوز الهند بيولوجياً، ولا يتميز إنتاج الشركة في كونه الأكثر متانة والأرخص ثمناً فحسب، بل الأهم هو أنه يمنع بشكل غير مباشر قطع نحو 200 مليون شجرة سنوياً في هولندا وحدها.
ويؤدي ضغط القشور على درجة حرارة عالية إلى تجلّدها وتصلبها فتصبح عصية على النمل الأبيض الذي يعدّ أكبر مشكلات الأخشاب وهي طريقة طوّرها باحثون في جامعة "فاغينينغن" معتمدين على إجراء إندونيسي قديم.
مشروع تجاري وبيئي ناجح!

تمكّنت شركة "cocopallet" من استخدام قشور أشجار جوز الهند وتمكنت من إعادة تدويرها من دون استخدام أي مكملات كيميائية سامة لصناعة لوحاتها، وهذا الابتكار أدى إلى خفض عملية قطع الاشجار وخفض الكلفة المالية.
وبالنسبة لمكان الإنتاج فقد اختارت الشركة الهولندية، جزيرة سومطرة في إندونيسيا، الأمر الذي يوفّر كلفة نقل الانتاج من هولندا إلى البلدان التي تحتاج إلى لوحات نقّالة، وتحظى الشركة بشعبية كبيرة بين المصدرين الآسيويين لأنها تؤمن دخلاً إضافياً للمزارعين المحليين.