كورونا يجبر الطلاب على البقاء في منازلهم والمملكة تلجأ إلى “التعلم عن بُعد”
التعلم في زمن الكورونا في الأردن... منصة "درسك" هي الحل
في الأردن كما في الكثير من دول العالم، أجبر فيروس كورونا المستجد الحكومات على إقفال المدارس خوفاً من انتشار الفيروس في صفوف الطلاب في المدارس والجامعات والمعاهد، إلا أنّ ذلك لم يحل دون متابعة هؤلاء الطلاب عامهم الدراسي ودروسهم المعتادة عبر الانترنت أو تقنيات "التعلم عن بعد".
ففي الأردن لم تقف وزارة التربية والتعليم مكتوفة اليدين، بل عمدت إلى إيصال التعليم إلى منازل الطلاب بدل أن يأتوا هم إلى المدرسة، وذلك عبر منصة "درسك" التي سيبدأ العمل بها قريباً، وهي تساعد الطالب على التعلم عن بُعد أو ما يعرف بالتعليم الالكتروني، وهذا الأسلوب اعتمد في الكثير من الدول العربية والغربية سعياً لإنقاذ ما تبقى من العام الدراسي.
فما هي هذه المنصة؟ وهل ستؤمَن لكل التلامذة؟ كيف تعمل؟ بالشراكة مع من؟ وهل ستستطيع أن تحل مكان التعليم بالطرق التقليدية؟
تداعيات فيروس الكورونا على القطاع التربوي
أشارت دراسة أعدتها منظمة اليونسكو إلى أن رقماً قياسياً سُجل للأطفال والشباب والكبار الذين انقطعوا عن الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، وقد أعلنت حكومات 115 بلداً عن إغلاق المؤسسات التعليمية، أو نفذت هذا الإجراء، سعياً منها إلى الحدّ من انتشار الفيروس الجديد، ووفقاً لما رصدته اليونسكو، فقد قام 105 بلداً بإغلاق المدارس في جميع أنحائه، ما أثر على أكثر من 959.2 ملايين طفل وشاب.
وبحسب دراسة اليونسكو فإن عدد الدارسين الملتحقين بالمدارس من مرحلة التعليم ما قبل الابتدائي حتى المرحلة العليا من التعليم الثانوي في الأردن هو 2,051,840، أما عدد الدارسين الملتحقين ببرامج التعليم العالي فهو 320,896.

ما هي منصة درسك وما هي طريقة الدخول اليها؟
وأمام هذه الأرقام كان لا بد من إيجاد الحل ولهذا الغرض أُنشِئت منصة "درسك"، للتعلم عن بُعد لحين الانتهاء من أزمة "الكورونا"، وهي ستتيح عرض جميع المواد الدراسية للطلاب من دون تحمل أي تكلفة، كما سيتم بث الدروس التعليمية عبر قناة الأردنية الرياضية بعد تحول تخصصها للمحتوى التعليمي بالتزامن مع تعليق النشاط الرياضي بحسب ما أعلنت وزارة التربية والتعليم.
منصة درسك هي المنصة التي أكدت وزارة التربية والتعليم الأردنية أنها سوف تكون البديل للدراسة المدرسية، "لأنّ تعليق دوام المدارس لا يعني توقف العملية التعليمية ولأنّ تعليم الطلبة أولوية قصوى"، كما أعلن وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي.
"درسك" هي المنصة الرسمية للتدريس الإلكتروني في الأردن، من خلالها يستطيع المدرسين شرح دروسهم وعرض فيديوهات تعليمية للطلاب في جميع المراحل التعليمية، ويمكن أيضاً من خلالها إنشاء أسئلة وتكليف الطلاب بالواجب المنزلي وتصحيحه في اليوم التالي من قبل المدرسين، هذا بالإضافة إلى أنه يمكن للمدرسين من خلال هذه المنصة التعليمية متابعة مستوى الطالب مع ولي الأمر.

طريقة الدخول:
طريقة الدخول سهلة جداً ومتوفرة بيد الجميع بشكل مجاني، فيمكن للطالب أو ولي أمره، الدخول إلى منصة درسك التعليمية عبر الرابط darsak.gov.jo حيث ستبدأ وزارة التربية والتعليم بنشر الدروس لكل الصفوف عليه.
كما أن شركة أمنية للاتصالات بالإضافة إلى شركتي الاتصالات الأخرى العاملة في المملكة، قد أعلنوا أنه سيتم إتاحة التصفح المجاني عبر شبكاتها لمنصة التعلّم الإلكتروني "درسك".

مميزات الطرق التعليمية الجديدة
من الطبيعي ألا يحلّ التعليم عن بعد مكان الطرق التعليمية التقليدية التي اعتدنا عليها في العالم العربي، ولكن لا بدّ من أن نلفت نظركم إلى بعض مميزات الطرق التعليمية الجديدة وما تشكله من تجربة غنية عصرية للطلاب:
• التعلّم عن بُعد يسمح بإعداد الشباب الجامعي المُقدم على سوق العمل التعامل مع كبرى الشركات العالمية التي تتبع هذه الطريقة، ومن الأفضل طبعاً أن يبدأ تمكين الجيل القادم على التكيّف مع هذه التقنيات بكل سلاسة وفعالية
• التعلّم عن بُعد يوفّر على طلاب الجامعات في الأرياف أو المناطق البعيدة الانتقال إلى المدينة أو إلى مراكز جامعاتهم أو مدارسهم

• تسمح منصّات التعلم عن بُعد للأساتذة باستخدام لغة العصر وتقنياته والتحدّث مع الشباب بلغتهم، وهم أثبتوا أنهم سباقون في استخدام هذه الوسائل ولا يحتاجون حتى للتدريب عليها، فهم ينطلقون بسهولة وحماس لإثبات قدراتهم وإرشاد بعضهم بعضاً على خصوصيات كل منها.
• يساعد التعلم عن بُعد في تدريب الطالب على الانضباط وحسن إدارة وقت العمل بكل نضج وثقة ومسؤولية، وإجراء البحوث وتنظيم إيقاع العمل وفقًا لجداول زمنية.
إذاً، ورغم كل التدابير التي أُجبرت البلاد على اتخاذها بسبب هذا العدو المجهري غير المرئي، سعياً لحماية شعبها ومواطنيها وخصوصا الطلاب منهم، من الضروري التعاون والتكافل بين أبناء البلد الواحد للخروج من هذه الأزمة بأقل الأضرار الممكنة، والسعي على ألا تؤثر هذه الأزمة خصوصاً على الطلاب وعلى مستوى تعليمهم وعلى خسارة عامهم الدراسي.