في كورونا أهال “يجيزون” الممنوعات.. والتكنولوجيا عالم الطفل الوحيد

ديمة محبوبة- جريدة الغد

عمان– منذ بدء جائحة كورونا، أصبحت التكنولوجيا الملجأ الوحيد لملايين البشر حول العالم، وأداة التواصل مع الآخر، واكمال المهام الوظيفية عن بعد، وحتى التعليم المدرسي الوجاهي تحول "إلكترونيا" داخل المنازل.

تلك الحالة جعلت الكثير من الأهالي يتقبّلون فكرة استخدام أطفالهم باختلاف الأعمار للتكنولوجيا، وبأوقات طويلة سواء في تلقي الدروس ومراجعتها، أو اللعب والترفيه عن النفس والتواصل مع الأصدقاء.

وانسحب ذلك على فكرة تقبل الآباء بأن ينشىء الأبناء صفحات خاصة بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبعض التطبيقات كـ "التك توك"، رغم رفض بعضهم لذلك من قبل واعتباره من "الممنوعات"، وبالرغم من محاولة الأهل مراقبة المحتوى الذي يدخل إليه أطفالهم أو يشاهدونه عبر هذه المواقع، إلا أن ذلك الامر كان صعبا جدا، ويعرض الصغار لمحتوى لا يناسب أعمارهم.

خبراء يحذرون من أن استخدام الانترنت له مخاطر كبيرة، إذ ان الساعات الطويلة التي يقضيها الطفل على هذه المواقع قد تعرضه لاستغلال وابتزاز وتجسس على حياته.

في كورونا أهال “يجيزون” الممنوعات

تحسين منصور "لديه طفل ذو عشرة أعوام" يشارك بتجربته مع صغيره في هذا الأمر بالقول، “حينما كان يلعب على الشاشة أمامي، تفاجأت بإعلان لرسوم أنيميشن فيها محتوى إباحي، مع رابط للتحميل بالمجان”، مبينا أنه شعر بالصدمة جراء ما شاهد، حتى إن ردة فعله كانت عنيفة في البداية، وعند سؤاله لابنه، أجاب بأن هذا الاعلان يخرج فجأة، ودائما يتجاهله بالضغط على زر الإلغاء.

حاول منصور أن يسيطر على انفعاله، وتحدث مع طفله عن خطورة هذه الاعلانات المفاجئة ومحتواها المسيء ويجب الابتعاد عنها، وأنه عندما يتعرض لشيء من هذا القبيل عليه أن يخبر والده أو والدته.

الخبير التكنولوجي مؤمن إسماعيل يبين أن مستخدم الشبكة العنكبوتية مهما كان عمره عليه أن يكون حذرا دائما وهو يستخدم الانترنت، مؤكدا أن الخطورة على الأطفال أكبر، وذلك لشعورهم بالخوف وعدم الافصاح عما يحصل معهم عند التواصل مع الغرباء، خصوصا إن تم ابتزازهم من قبل شخص بالغ يستغل المراهقين.

وعليه يؤكد اسماعيل أهمية أن يتحدث الاهالي دوما مع أبنائهم وتحذيرهم من هذا العالم الذي يمكن أن يشكل مصدر استغلال لهم، ويكونوا عرضة للتنمر والإساءة النفسية.

وينصح بالتحدث مع الأطفال والمراهقين في جميع أمور الحياة، وأن يكون الحوار إيجابيا حتى لا يخشى الطفل الإفصاح عما يحدث معه أثناء تصفحه وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدامه لتطبيقات معينة، فقد يكون عرضة للتنمر من أقرب الناس إليه، وعليه أن يكون على وعي بهذا العالم الواسع.

في كورونا أهال “يجيزون” الممنوعات

ويشير إلى أن على مستخدمي الانترنت حماية الخصوصية عبر مواقع التواصل، ويمكن للأهل مساعدة أطفالهم في هذا الأمر، كتفعيل خاصية إشعارات تسجيل الدخول"Login Approvals" لتلقي أي اشعار عند فتح الحساب من أي جهاز، وتأكيد التسجيل بـ "كود" سري يصل للهاتف.

ويضيف، كذلك، العمل على حظر الأشخاص الذين لا يعرفهم الطفل، وتعديل خاصية المشاركة للمنشورات وتحديدها للأصدقاء فقط وليس للعامة، ومراجعة المنشورات على الحساب، والتأكد من السماح فقط للأصدقاء بنشر أي شيء على الملف الشخصي.

ويحذر اسماعيل من الاصطياد عبر البريد الإلكتروني ويتمثل في رسائل خادعة، تحمل روابط ومحتوى ضار يستخدم في سرقة هوية المستخدم وحساباته. وتحذير الاطفال من فتح أي رابط يصل من اشخاص غير معروفين لديه، والتأكد من عدم تشارك المعلومات الخاصة بشكل نهائي ككشف معلومات شخصية.

وينصح الأهل من عدم الخوف والتوجه لوحدة الجرائم الالكترونية عند الحاجة، فهي حماية للشخص من أي مضايقات أو جرائم الكترونية قد يتعرض لها.

وينصح الأهالي في حظر المواقع والتطبيقات التي قد تقدم اعلانات ومشاهد لا تناسب الطفل، ومراقبة الأجهزة الذكية للأطفال من حين لآخر، والعمل على تغيير كلمات السر واستبدالها باستمرار.

في كورونا أهال “يجيزون” الممنوعات

وينصح الأهل بحذف خاصية شراء التطبيقات المدفوعة الأجر، والتي قد يلجأ لها الطفل من دون علم والديه، وتعرضه لمحتوى سيىء.

اختصاصي علم الاجتماع د. محمد جريبيع يؤكد أنه مع تطور المجتمعات والعلوم بات الإنسان عرضة لجرائم من أنواع مختلفة عمن كانت تعرف من قبل، فاليوم الجريمة الالكترونية هي الأكثر انتشارا في العالم، ومنها جرائم مالية، وابتزاز إلكتروني من خلال تبادل الصور والمحادثات السرية والعلاقات بين الأفراد.

ويعلل جريبيع، لأن هذه التطبيقات يتعامل معها الطفل والمراهق وكبير السن، وليس لدى الجميع الخبرة الكافية في حماية الخصوصية عن الآخرين، ما يجعل الفرد عرضة للابتزاز، وهنا يكمن الوعي للأهل، فالمراقبة يصعب أن تكون مستمرة، بحسب طبيعة عمل الأهل خارج المنزل، أو عدم وجودهم المستمر خلال الوقت الذي يقضيه أبناؤهم على الشبكة العنكبوتية، فالحوار والثقة والتعامل الجيد هو أصل الموضوع، والأهم أن لا يخاف الطفل من الحديث مع والديه، لأنه سيصل معهم إلى حلول لأي مشكلة تواجهه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *