في اليوم العالمي للوالدين .. مؤسسة الملكة رانيا نموذجاً في تعليم وتطوير الطفولة المبكرة
يُشارك الأردن في الأول من حزيران/يونيو من كل عام دول العالم في احتفالاتهم باليوم العالمي للوالدين الذي يُعد فرصة عظيمة لتكريم الأمهات والآباء تقديراً لأدوارهم المهمة في حياة أطفالهم والتزامهم المتفاني وتضحياتهم المستمرة التي يقدّمونها مدى الحياة من أجل بناء أسرة قوية متماسكة تكون دعامة أساسية في بناء مجتمع يعبّرعن عنفوان وقوّة الدولة وقدراتها وإمكانياتها.
مؤسسة الملكة رانيا ودورها في تعليم وتطوير الطفولة
إنّ إيمان الأردن والعديد من مؤسساته وعلى رأسها مؤسسة الملكة رانيا بأهميّة دور الوالدين في دعم تعلّم وتطور أطفالهم، مبني على الأدلة والدراسات التي تشير إلى أن السنوات الأولى من حياة الطفل لها أكبر الأثر في نجاحه مستقبلاً في حياته العلمية والعملية.
لقد ركّزت جهود مؤسسة الملكة رانيا (QRF) منذ تأسيسها في عام 2013 من قبل جلالة الملكة رانيا العبد الله على مجموعة من المجالات المتداخلة بما في ذلك توعية الأهل وإعطائهم الفرصة لتعلم واكتساب المعارف والمهارات والقدرات التي تمكّنهم من دعم أطفالهم في مرحلة الطفولة المبكرة، وذلك بهدف رفع قدرات ومهارات الأطفال في سنواتهم الأولى وتوفير البيئة الداعمة لتعلّمهم وتطورهم في هذه المرحلة المهمة.

المسح الوطني حول تنمية الطفولة المبكرة
وفي مسح وطني أجرته المؤسسة حول تنمية الطفولة المبكّرة (ECD) وُجِد أن العديد من الوالدين يفتقرون إلى الوعي والمهارات اللازمة للقيام بدورهم الحاسم في تنمية أطفالهم، وأن هناك صلة أساسية بين مشاركة الوالدين في تعليم الأطفال والنجاح الأكاديمي لأطفالهم في المستقبل.
وقد وجدت الدراسة أن ٥٥٪ من الأمهات يعتقدن أن لرعاية الوالدين في المنزل تأثيرًا محدودًا في مخرجات تعلّم الطفل. وفيما يتعلق بالمشاركة، أشار ٤١٪ من الأمهات بأنهن لا يقرأن لأطفالهن، و٤٠٪ بأنهن لا يقمن بتعليمهم أي حروف أو أرقام أو كلمات بينما ذكرت 7٪ فقط من الأمهات أنهن حضرن برنامجاً متعلقاً بالتربية، وأشارت 55٪ منهن إلى أهمية الحاجة لوجود برامج إضافية حول الرعاية الوالديّة.

برنامج سنوات طفلي الأولى
تشير الأدلة والأبحاث إلى أن مسيرة تعلّم الطفل تبدأ في المنزل وأن السنوات الأولى تشكل فرصة ليستغلها الوالدان، ولكن السؤال المتبقي هو: ما الذي يمكن أن يقوم به الوالدان خاصة في ظل انشغالهم في ضغوطات الحياة سواء المادية أو الاجتماعية.
يلعب الوالدان دوراً رئيساً في تطوّر الأطفال وتعلّمهم من خلال طريقة تحدثهم ولعبهم وسلوكهم وتفاعلهم معهم. بغض النظر عن المستوى التعليمي للأهل فإن بإمكانهما التأثير بشكلٍ إيجابي على عملية تعلّم الطفل في المنزل، وذلك بالطبع بعد فهم واكتساب المعرفة حول مراحل نمو الطفل، ومعرفة ما يمكن توقعه من الطفل في كل مرحلة وسبل دعم الطفل بشكلٍ أفضل أثناء نموّه.
لذلك قامت مؤسسة الملكة رانيا بتطوير برنامج لتدريب الآباء والأمهات ورفع الوعي بمرحلة الطفولة المبكرة، تم من خلاله استهداف أولياء أمور الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-5 سنوات، مع التركيز على المجالات الرئيسية لتعلم الطفل ونموه، وقد حقّق هذا البرنامج الذي يدمج ما بين التعليم الصفّي والتعلم عن بعد ، نتائج ممتازة، إذ لاحظت جميع الأمهات المشاركات فيه حدوث تغييرات إيجابية في تعلم أطفالهن ونموهم.
إن الجهود الحثيثة والمبذولة من قبل مؤسسة الملكة رانيا لوضع أساس قوي ومستقبل مشرق مليء بالفرص لكل طفل وطفلة أردنية تستدعي توحيد الصفوف والجهود لدعمها، خصوصاً في هذه الأوقات التي نشهد فيها تفشي وانتشار جائحة فيروس كورونا، التي أضافت أعباء جديدة على الآباء والأمهات الذين يسعون بشكل حثيث لتقديم أفضل ما لديهم لأبنائهم، ذلك لا مفرّ من الاستثمار في سياسات ومؤسسات تستثمر بمرحلة الطفولة المبكرة وتدرك أهميتها ببناء قدرات الطفل.
برنامج سنوات طفلي الأولى على الفيسبوك يقدّم للأهالي المعلومات والأنشطة والنصائح التي تساعدهم في دعم تعلّم وتطور أطفالهم في مرحلة الطفولة المبكرة: