في اليوم العالمي للغة الأم لغتنا هويتنا تاريخنا ومستقبلنا

لم يكن يعرف قلة من الطلبة البنغاليين أن خروجهم في يوم 21 فبراير من العام 1952 إلى الشارع للمطالبة بالاعتراف بلغتهم الأم "البنغالية" كلغة رسمية في باكستان ومواجهتهم رصاص الشرطة بأجسادهم، سيؤدي إلى قيام منظمة اليونسكو بإعلان هذا اليوم "اليوم العالمي للغة الأم". كما أجبرت هذه الاحتجاجات الحكومة الباكستانية على الاعتراف باللغة البنغالية كلغة متداولة في البلاد إلى جانب اللغة الأوردية.
هكذا وافقت 28 دولة على تخليد هذا اليوم تحت عنوان اليوم العالمي للغة الأم في المؤتمر العام لليو

نسكو في نوفمبر 1999، وبدأ العالم بالاحتفال بيوم اللغة الأم عبر سلسلة من الأنشطة والفاعليات والمبادرات. وتستند هذه الاحتفالات على أهمية إتقان اللغة، الأمر الذي يساعد على اكتساب المهارات الأساسيّة في القراءة والكتابة والحساب. كما أن اللغات المحليّة ولا سيما لغات الأقليّات والشعوب الأصيلة تساهم في نقل الثقافات والقيم والمعارف التقليديّة وبالتالي تساهم على نحو كبير في تعزيز مستقبل مستدام.

أهمية اللغات في حياة الشعوب

تعتبر اليونسكو أن اللغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتساهم في تطور تراث الشعوب، وهي تهدف من خلال تخصيص هذا اليوم العالمي للغة الأم، إبراز أهمية التنوع اللغوي في العالم في عصرٍ تسيطر عليه العولمة، إلى جانب دور اللغة الأم في حماية مقومات هوية شعوب الكرة الأرضية وتعزيز التعدد اللغوي والثقافي. إذ تؤكد أرقام منظمة اليونيسكو بأن هناك أكثر من 50% من من اللغات المحكية في العالم - والبالغة سبعة آلاف لغة حية- معرّضة للاندثار في غضون بضعة أجيال، وأن 96% من هذه اللغات لا يتحدث بها سوى 4% من سكان العالم.

mother language
لغات مهددة بالانقراض

عند الحديث عن اللغة الأم، فإننا نتحدث عن أكثر من ستة آلاف لغة، بعضها مهدد بالإنقراض كما هو الحال في اسكتلاندا والهند وكندا واليابان وماليزيا والمكسيك والأرجنتين. حسب التقديرات فإن 80% من لغات العالم قد تختفي بنهاية القرن الحالي وسيتقلّص عددها لبضعة مئات.

اليوم العالمي للغة الأم

إذ أن أغلب لغات العالم تركت أو ستترك الساحة للغات المتداولة عالمياً مثل الإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والمندرينية لغة الصين وتايوان وسنغافورة، واللغة الروسية والإندونيسية والعربية والسواحلية والهندية. من هنا لا بد من تكاتف الجهود للحفاظ على اللغة الأم فالشعوب تحفظ تاريخها من خلال لغتها وفقدان المجتمعات للغاتها سيفقدها هويتها الثقافية والاجتماعية. ولا بد من الإشارة الى أن العديد من البلدان في القارة الأوروبية حصلت على حق التعليم باللغة الأم، مثل اللغة الإيرلندية في جمهورية إيرلندا والكتالونية والباسكية في الإقليمين المستقلين وكانتا مرتبطتين باللغة الإسبانية، واللغة الكورسيكية وكانت مرتبطة باللغة الفرنسية. وتعترف بلدان في المنطقة العربية ببعض اللغات الأم كاللغة الأمازيغية التي يتم تدريسها وأنشئت لها معاهد تعليمية كما هو الحال في المغرب والجزائر إلى جانب اللغة اللغة العربية.

لغتنا العربية

تتمحور الآراء المطروحة حول احتمال انقراض اللغة العربية إلى الازدواجية القائمة بين الفصحى والعامية، وعدم تمكن لغة الضاد من مواكبة العصر والكثير من مصطلحاته التقنية، إضافة إلى أسباب تتعلق بمدى الاهتمام في الحفاظ على لغتنا. ولا بد من التنبه إلى أهمية التعليم باللغة العربية، إذ على عكس المجتمعات الأوروبية التي تهتم بتدريس وحفظ اللغة الرسمية للأطفال في الدرجة الأولى، بعد ذلك ينتقل الأطفال الى مرحلة إتقان واستقبال لغات أخرى لمواكبة التطور، نعتمد في مدارسنا العربية على تدريس اللغات الأجنبية ونهمل لغتنا إلى جانب مناهج التعليم بغير العربية التي تنتشر في جامعتنا.

اللغة العربية

لغة الضاد أقدم اللغات السامية وإحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، الحفاظ عليها مسؤولية جامعة لكل فرد ينطق بالعربية. ولعل من أهم ما يمكن القيام به هو استخدام اللغة العربية وتوظيفها في كلّ مناحي الحياة وجميع المؤسّسات الإدارية والتربوية والعملية، وتشجيع الطلاب على استعمالها في جميع المراحل التعليميّة من الإبتدائية حتى الجامعية. هذا الى جانب تطوير طرق تدريس اللغة العربية. كما أنه من الضروري العمل على نشر وتطوير المحتوى العربي على شبكة الانترنت لنواكب العصر ونساهم في تمكين وتحفيز المعرفة والإبداع لأجيال المستقبل.

0 thoughts on “في اليوم العالمي للغة الأم لغتنا هويتنا تاريخنا ومستقبلنا

  • لنا كل الحب والامتنان للغتنا العربية

    Reply
  • هي تعد الان اللغة الخامسة من حيث عدد المتكلمين بها على مستوى العالم
    هي لغتي الاقرب الى القلب
    كل عام وانتم بالف خير

    Reply

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *