عن عشق ميريل غنيم للرسم … موهبة على قيد الإنسانية
قد تشرح لك براءة طفل كل أسرار هذه الحياة، وقد تعلّمك أن الحياة جميلة ولكن الأهم أن نعطي لأنفسنا فرصة اكتشافها وأن نعرف كيف نترك بصمة خلفنا حتى لا يكون مرورنا في هذا العالم عابر. هذا ما أرادت ميريل غنيم ابنة الثماني سنوات أن توصله إلى العالم عبر رسوماتها النابعة من قلبها ومن موهبتها الجميلة. فميريل ورغم صغر سنّها، استطاعت أن تحفر لها مكانة كبيرة في مجتمعها من خلال مساعدة الآخرين من المحتاجين والأيتام والأطفال من عمرها.




بداية الرحلة
اكتشف أهل ميريل غنيم موهبتها بالرسم عن عمر الثلاث سنوات حين بدأت تنسخ الصور وتنقلها بشكل متقن، فقرروا حينها أن يرسلوها إلى مدارس خاصة بتعليم الرسم لتنمية هذه الموهبة. تقول ميريل إنها تشعر بسعادة كبيرة عندما ترسم، بالرغم من أن عمر موهبتها في هذا المجال خمس سنوات فقط، فهي تعتبر أن الرسم يجعلها تتفوّق في المدرسة.
وبحسب والد ميريل، السيد جمال غنيم، فإن ابنته لطالما كانت تلتفت إلى الأشخاص الذين لا طعام لديهم في كل نزهة، حتى أنها كانت تتبرع بألعابها وملابسها للأولاد المحتاجين، وفي كل مرة كان يجمع لها اللوحات التي كانت ترسمها كانت تقول له أنها تريد مساعدة المحتاجين عبر بيع اللوحات، ومن هنا جاءت فكرة مبادرة Together We Paint.

مبادرة Together We Paint
بعد أن طوّرت ميريل موهبتها في الرسم، قررت مع صديقتها إيفا هلسة، أن تتحملا مسؤوليتهما الاجتماعية وأن تنظما معرضاً للرسم في أيلول 2019 لمساعدة المحتاجين.
وكان معرض ميريل وإيفا الأوّل في حديقة كنيسة الروم، مؤلف من عشرين لوحة لميريل وعشرين لإيفا بحيث كان هناك صندوق للتبرعات، لكل من يريد أن يشتري أي لوحة يضع فيه المبلغ الذي يريده. ومن ثم تم تجميع المال وشراء الأغراض واللوازم الضرورية وتوزيعها على عدد من العائلات المحتاجة.
إلا أن ابنة الثماني سنوات لم تكتف بخطوتها الأولى، إنما قررت وبمساعدة الأهل أن تنظم مع إيفا معرضا ثانياً كان من المقرر تنظيمه في شهر آذار الماضي لدعم الأطفال المصابين بالتوحّد، إلا أن جائحة كورونا والحجر الصحي حال دون ذلك.
طفلة صغيرة بقلب كبير
ميريل التي تتمنى ألا ترى أحداً تعيساً، تنصح أصدقاءها الأطفال أن يفعلوا مثلها وأن يبادروا لمساعدة غيرهم، وأن يعاملوا الناس جيداً، لأن برأيها من حق الجميع أن يعيش بكرامة وسعادة.
وبالإضافة إلى موهبة الرسم تعزف ميريل على البيانو كما تلعب التنس أيضاً، إضافة إلى أنها تحب القراءة وتقوم بكتابة القصص أحياناً، وأكثر ما تحبه ميريل أن ترسم الطبيعة والحيوانات، كما تريد في المستقبل أن تستمر في ممارسة هواية الرسم إلى جانب امتهان طب الأطفال كمهنة المستقبل لتساعد الأطفال وتعالجهم.




ماذا عن المشاريع المستقبلية؟
وعن المعرض الثاني الذي كان سيقام في أذار الماضي والذي يهدف إلى دعم مرضى التوّحد، يقول غنيم أن ميريل تعرّفت على هذا المرض عبر فرض مدرسي، وتم اختيار هذه الحالات لأنهم لا يتلقون الدعم الكافي، على أن يتم تنظيم المعرض في الأسابيع المقبلة في جمعية "يلا نلعب سوا" الخاصة بمرضى التوحّد.
وعن إمكانية التوسّع يوضح والد ميريل أن الفكرة حالياً غير واردة لأن مبادرة Together we paint هي مبادرة فردية نابعة من القلب ولكنه رحّب بفكرة انضمام أطفال آخرون إلى هذه المبادرة.
ويختم السيد جمال غنيم والد الطفلة الموهوبة ميريل حديثه بضرورة أن يوفّق الأهل بين انشغالاتهم وأولادهم، لأن الأهل هم الداعم الأكبر للأطفال والمكتشف الأول لمواهبهم، إذ يجب الإيمان بمواهب الأطفال ودعمها وتنميتها. كما يؤكّد غنيم على دور المدرسة أيضاً في تعزيز روح المسؤولية الاجتماعية لدى الأولاد وأهمية التفكير بالآخرين.