عمّان قلب الأردن النابض، فكيف لا نحبّها!

عمّان.. تأسرنا بجبالها السبعة وشوارعها ومقاهيها وأبنيتها وأسواقها، ورائحة الفلافل المقلي، وعربة الفول والبليلة، والكنافة الساخنة، وأغاني فيروز الصباحيّة، وتتربّع على قلوبنا جميعاً كأردنيين. عمّان هي عطر الفرح لكلّ من سكنها، وهي حنين الذكريات وأيام الطفولة والصبا لمن غادرها، فكيف لا نحبّها؟

عمّان قلب الأردن النابض، فكيف لا نحبّها!

عندما ننظر إلى عمّان، نجد مدينة عريقة وأصيلة ومشبعة بالموروث الأردني، تعانق بين شوارعها الحضارة والتطوّر، فعمّان الجميلة هي الماضي والحاضر والمستقبل، وهي قلب الأردن النابض، وحاضنة الأجيال والتراث.

عمّان القديمة والماضي الجميل

هذه المدينة ذات التاريخ العريق والحضارات المتعددة، هي واحدة من أقدم مدن العالم. لقد عُرفت عمّان باسمها هذا لمدّة طويلة، لكنها كانت تُعرف في الماضي باسم "ربّة عمون"؛ وهو الاسم الذي أطلقه عليها العمونيون أو قبيلة بني عمون، والذي يعني بلغتهم دار الملك عمون. وفي الفترة الرومانية، حملت اسم "فيلادلفيا" والذي يعني الحب الأخوي، وكانت هذه التسمية مشتقّة من اسم "بطليموس فيلادلفوس".

وعلى الرغم من كثرة الحضارات التي عرفتها العاصمة، بقيت "عمّان القديمة" المليئة بالذكريات، إحدى الأماكن الجميلة في عمّان وأكثرها عراقة. وقد يكون وسط البلد واحداً من أجمل الأماكن فيها، والذي يقصده الأردنيون والسيّاح على حد سواء، حيث تطلّ الشُرفات على بسطات الكتب والثقافة، وعلى أشهى المطاعم الشعبيّة، وحيث الشوارع مغلّفة بمزيج من عبق القهوة والتوابل والذكريات.

جبل القلعة

عمّان القديمة هي المدرّج الروماني الذي يحكي قصصاً تاريخيّة، وهي الساحة الهاشميّة وسوق البخاريّة، وهي الفضيّات والتحف التي تزيّن أرصفتها.. وهي قلعة عمّان التي ظلّت شامخة على مدار السنوات والأزمان، حافظةً للكثير من العصور، ومحاطة بأسوار تحمي هذه القطعة العظيمة والجميلة. ويعد جبل القلعة واحد من أبرز المواقع السياحيّة في عمان، ومن أهم المواقع الأثريّة والتاريخيّة في الأردن.

أجمل الأماكن للزيارة

كل شبر وكل شارع في هذه المدينة يستحق الوصف والزيارة، فعمّان تضج بالأماكن السياحية والفنية والترفيهية والعائلية، ونذكر منها:

جبل اللويبدة؛ المكان الذي تجتمع فيه الثقافة بالفن والأدب والجمال، وهو مقصد للآلاف من الزوّار، فهو من أفضل الأماكن للتنزّه في عمّان. يمتاز بكثرة الأزقة والأدراج التي تحتضن المعارض الفنيّة والمؤسسات الثقافية والفنية، وبوجود المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة فيه. كما تصطف المقاهي والمطاعم في شوارعه، لتقدّم للمشاة والزوّار أطباقاً وحلويّات من مختلف مطابخ العالم.

شارع الرينبو

لا يمكن أن تسكن عمّان أو تزورها، دون أن تتوجه إلى جبل عمّان وشارع الرينبو؛ هذا الشارع القديم الذي تحوّل منذ سنوات إلى مكان سياحي وفنّي، ليصبح أكثر الشوارع شهرة ومن أبرز أماكن الترفيه للعائلات في العاصمة، مقدمّا للمبدعين مكاناً لعزف ألحانهم ومشاركة لوحاتهم، وللزوار والعائلات أوقاتاً حيويّة ممتعة. ولا ننسى منازله وقصوره الأثريّة القديمة، حيث ولد الحسين وعاش طفولته في هذا الحي، الذي يعدّ من أعرق وأجمل أحياء عمّان. يبلغ طول الرينبو نحو كيلو متر واحد، لكن لكثرة ما يعانق من محلات وبيوت وفعاليّات، يخاله الزائر مدينة صغيرة مفعمة بالحياة.

أما منطقة البوليفارد في العبدلي، فهي إضافة جديدة للعاصمة، وهي مقصد للعائلات في نهاية الأسبوع. تضم المنطقة العديد من الفنادق والمباني والمطاعم، ولا تتوانى عن استضافة العروض العائلية والفنية في مختلف المناسبات لتضيف طابعاً من العصريّة إلى مدينتها. وهي الوجهة الأمثل لمحبي قضاء الأوقات المميّزة في الهواء الطلق.

صورة من مقال: مئوية الأردن: مئة عام من الشموخ والفخر والإنجازات

هناك العديد من المناطق والأماكن الترفيهية والعائلية في عمّان؛ مثل متحف السيّارات الملكي الذي يجمع كافة السيّارات الملكيّة منذ تأسيس إمارة شرق الأردن، والمنتزهات والأماكن الطبيعيّة؛ مثل حديقة الملك حسين وحديقة زهران وحديقة الأمير هاشم للطيور، وغيرها. كما تحتضن منطقة راس العين معرضاً لتراث المملكة الحضاري والتاريخي، وهو متحف الأردن. إضافة إلى ذلك، هناك المركز الثقافي الملكي والقصر الثقافي الملكي؛ واللذان يعدّان من أبرز المعالم التي تعكس ثقافة المدينة.

عمّان في عيون الأردنيين والأدباء

"أرخت عمّان جدائلها فوق الكتفين، فاهتزّ المجد وقبّلها بين العينين."- حيدر محمود

عمّان هي أجمل الجميلات في عيون أبنائها وشعبها وسكّانها، وفي أقلام الأدباء والشعراء الذين تغنوا بها، فحظيت بمكانة شعرية كبيرة لكثرة ما قيل فيها. لقد عشق شاعرنا الأردني  حيدر محمود هذه المدينة، وكانت الوحيدة التي سكنت قلبه على الرغم من كثرة المدن التي زارها، فسكب هيامه بها في قصيدته الشهيرة "عمّان".

أما أبيات الشعر التي خطّها الشاعر والناقد الأردني عارف اللافي؛ "عمّان أية نجوى فيك تبلغني.. ريا وأي رواء منك ينسكب"، فلقد حفظها أطفال وطلاب المدارس، وأصبحت العديد من المناسبات والأمسيات الثقافية في لا تبدأ إلا بها، فهي قريبة من مشاعر محبي عمّان وكفيلة بالتعبير عمّا يدور في قلوبهم.

يوم مدينة عمان

عمان حلوة بكل إشي فيها!
#يوم_مدينة_عمان
#عمان_حلوة

Posted by Umniah on Wednesday, March 3, 2021

وعمّان الجميلة هي المدينة التي اختارها الشاعر العربي الكبير محمود درويش ليكمل حياته فيها، ويكتب فيها عدداً كبيراً من دواوينه، هو الذي لطالما ردّد: "اخترتُ عمّان لأنها مدينة هادئة وشعبها طيّب وقريبة من فلسطين، فيها أستطيع أن أعيش حياتي".

عمّان هي قلب الأردن النابض، فكيف لا نحبّها!

 

الصورة الرئيسية تصوير: يزن صوالحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *