زراعة الأشجار: نحو أردنّ أكثر اخضراراً

تحظى زراعة الأشجار بأهمّية كبيرة خصوصاً أنّ الغابات تشكّل أقلّ من 1% من مساحة الأردنّ البالغة 89 ألفاً و342 كيلومتر مربّع، مع وجود 23 مليون شجرة مثمرة في الأردنّ نصفها من أشجار الزّيتون الأمر الّذي يجعل من الضّروري الاهتمام بصورة أكبر بزراعة الأشجار.

وتسهم زراعة الأشجار في تحقيق فوائد وميّزات على مستويات عديدة بيئيّة واجتماعيّة واقتصاديّة، وفي الأردنّ يحتلّ هذا الموضوع أهمّية كبيرة لذلك يتمّ إطلاق عدد من المبادرات الوطنيّة لزراعة الأشجار.

شخص يزرع نبتة

واقع التصحّر في الأردنّ

في الأردنّ، يعدّ التصحّر والجفاف من أبرز المشكلات والتحدّيات الّتي تواجه الأردنّ على المديين القصير والطّويل، فبحسب الجمعيّة العربيّة لحماية الطّبيعة فقد أظهر تقرير الأداء البيئي العالميّ (EPI) لعام 2022 تراجع الأردنّ إلى المركز 81 في ترتيب دول العالم متراجعاً بذلك 33 مركزاً؛ ومتقدّماً إلى المركز الثّاني على مستوى الدّول العربيّة.

وأوضحت الجمعيّة العربيّة لحماية الطّبيعة بأنّ الأردنّ احتلّ المرتبة 48 في ترتيب دول العالم لعام 2020 والثّالث على مستوى الدّول العربية، كما احتلّ الأردنّ المرتبة 62 عالميّاً و5 عربيّاً على مؤشّر الأداء البيئي لعام 2018 الأمر الّذي يظهر بالفعل تراجعاً كبيراً في الأداء البيئي يتطلّب اتّخاذ إجراءات بهذا الشّأن.

وفي الإطار نفسه أيضاً، أحرز الأردنّ التّرتيب (49) عالميّاً في الآثار الصّحية والتعرّض للمخاطر البيئية، وعلى المرتبة (46) في جودة الهواء، والمرتبة (62) في معالجة المياه العادمة، والمرتبة (76) في التغيّر المناخي، والمرتبة (155) في التنوّع البيولوجي مقارنة مع تقرير عام 2020.

من جهة أخرى استقرّ الأردنّ في التّرتيب المنخفض لمؤشّر الزراعة حيث حصل على المرتبة (139) ممّا يؤشّر إلى مشكلة وتحدّي كبير في التنوّع البيولوجي في الأردنّ.

ويعاني الأردنّ أيضاً بالإضافة إلى الظّروف البيئيّة من مشكلة حرائق الغابات، حيث سجّلت وزارة الزّراعة 499 حريقاً خلال عام 2020 في مناطق حرجيّة وغابات، وبحسب أمين عام وزارة البيئة فإنّ عدد حرائق الغابات في الأردنّ يصل إلى 8000  سنويّاً.

مبادرة زراعة الأشجار لفربق امنية

زراعة الأشجار في الأردنّ: مبادرات طموحة

بالنّظر إلى أنّ الصّحراء تشكّل معظم مساحة الأردنّ، تبرز الحاجة لزيادة معدّل زراعة الأشجار لتعزيز الغطاء الأخضر للأردنّ.

من هنا، وللتّقليل من الآثار النّاتجة عن حرائق الغابات والتغيّر المناخي انطلقت في الأردنّ مبادرة وطنيّة لزراعة عشرة ملايين شجرة خلال عشر سنوات.

وشارك في المبادرة الّتي أطلقتها مديريّة حماية الطّبيعة في وزارة البيئة 150 شخصاً من وزارتي الزّراعة والبيئة ومتطوّعين قاموا بزراعة 30 ألف شتلة خرّوب وكينا في كفرنجة في عجلون، بالإضافة إلى ذلك، تمّ ضمن المبادرة زراعة 30 ألف شجرة أخرى في محافظتي الكرك والطّفيلة.

وكي تقود المبادرات إلى نتائج مثمرة لا بدّ من مشاركة الجميع في هذه المبادرات، من هنا قامت شركة أمنية على سبيل المثال بالتّعاون مع الجمعيّة العربيّة لحماية الطّبيعة بزراعة 100 شجرة من نوع زنزلخت في غابة المدينة الرياضية، وهي من الأشجار دائمة الخضرة الّتي توفر الظلّ وهي سريعة النّمو، حيث تنتج سنويّاً ما معدّله 118 كغم من غاز الأكسجين.

حيث توفّر كلّ شجرتين أكسجين لعائلة مكوّنة من أربعة أفراد، كما تمتصّ كلّ شجرة ما معدّله 21 كغم/ سنويّاً من غاز ثاني أكسيد الكربون.

فوائد زراعة الأشجار

تسهم زراعة الأشجار في تحقيق الفوائد التّالية:

  • تحسين جودة الهواء عن طريق امتصاص الموادّ الكيميائيّة السّامة من الغلاف الجوّي.
  • تحسين الشّكل العام.
  • تعزيز خصوبة الأرض.
  • منع تآكل التّربة من خلال تسريع جريان مياه الأمطار وامتصاص الماء الزّائد وتخزينه للاستخدام المستقبليّ.
  • على الصّعيد الاقتصادي، تسهم زراعة الأشجار في توفير فرص اقتصادية من خلال تمكين القوى العاملة من بيع المحاصيل الزّراعية وغيرها.
  • الحفاظ على الطّاقة حيث تعتبر زراعة الأشجار حول المنازل طريقة غير مكلفة لتقليص احتياجات التّدفئة والتّدريب من خلال توفير ما يصل إلى 50% من الطّاقة.
  • حماية التنوّع البيولوجي حيث يعتمد تقريباً حوالي 80٪ من جميع أنواع النباتات والحيوانات على بقاء الأشجار.
  • الحماية من الأشعّة فوق البنفسجية.
  • المساهمة في منع تلوّث المياه من خلال التّقليل من جريان مياه الأمطار عن طريق كسر هطول الأمطار ممّا يسمح بامتصاص المياه في الأرض وبالتّالي يسهم هذا الأمر في منع مياه العواصف من نقل الملوّثات والموادّ الكيميائية السامة إلى المسطحات المائية مثل الجداول والأنهار والبحيرات أو المحيطات.
  • المساهمة في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحظى زراعة الأشجار بأهمّية حيويّة لذلك يجب أن نبدأ جميعاً الآن في زراعة الأشجار حولنا وفي كلّ مكان كي يصبح الأردنّ أكثر اخضراراً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *