لماذا يغضب البعض من وجود إشعارات لرسائل غير مقروءة على هواتفهم؟
هناك نوعان من الناس في هذا العالم، ويمكننا تصنيفهم حسب السؤال التالي: هل تغضب عند وجود إشعارات لرسائل غير مقروءة على هاتفك أم لا؟
عندما يبحث علم النفس وراء هذه السلوكيات فإنه يشير إلى صفات أخرى بالشخصية، استمر بالقراءة لتعرف ما يقوله الطبيب النفسي عنك بعد أن تجيب على السؤال.
لماذا لا يمكنك تحمل الإشعارات غير المقروءة؟
ارفع يدك إذا كنت تفضل القفز إلى بركان بدلاً من رؤية فقاعة أرقام على تطبيق البريد الإلكتروني الخاص بك. فيما يلي الأسباب المتحملة:
لديك قلق اجتماعي أو انطوائي
قد تشعر بالقلق عند التعامل مع الأشخاص – حتى عبر الهاتف – أو قد تكون انطوائياً، وهو شيء عادي، "بالنسبة للكثيرين، قد تؤدي الإشعارات إلى الشعور بالضغط للاستجابة، والإفراط في التفكير فيما قيل أو ما يجب أو يقال رداً على الرسائل، والشعور بأن "بطاريتهم الاجتماعية" قد نفدت، والعديد من الأسباب الأخرى"، أوضح جيمي دوملر، وهو أخصائي اجتماعي سريري متخصص في الاكتئاب والوسواس القهري والقلق والتوتر والعلاقات.
أنت من المهووسين بالكمال
يمكن أن يلعب الشعور بالعار دوراً أيضاً، إذا كان لديك توقعات عالية من نفسك، قد تعتقد أنك "صديق سيء" أو "موظف سيء" إذا لم تستجب في أسرع وقت ممكن. "يميل الأشخاص القلقون الذين ينتقدون أنفسهم إلى أن يروا أنهم فاشلون إذا لم يقيسوا المعايير غير الواقعية التي وضعوها لأنفسهم"، تقول لينا ديرهالي، وهي معالجة نفسية مرخصة متخصصة في وسائل التواصل الاجتماعي والقلق وهي مؤلفة كتاب "نرجسي فيسبوك: كيفية التعرف على نفسك وأحبائك وحمايتهم من نرجسية وسائل التواصل الاجتماعي". وأضافت أن الجانب المثالي من القلق يمكن أن يحفز الناس على إنجاز الأمور (على الرغم من أنه ربما ليس بالطريقة الأكثر صحة أو الأكثر فائدة).
لديك رغبة عارمة في إنجاز الأمور
على نفس المنوال، إذا شعرت بالإثارة من وضع علامة على شيء ما على قائمة مهامك بعد إنجازه، فقد يمنحك التحقق من الإشعارات نفس الراحة. "يمكن أن يكون مرتبطاً بالشعور بالإرهاق لدرجة أن كل إشعار غير مقروء هو مهمة مكدسة فوق مهمات أخرى بالنسبة لك"، قالت جين هاردي، عالمة النفس، وأضافت أنك قد تشعر بالسحق تحت وطأة العمل غير المكتمل (أو الإشعارات).
لأنك مدمن على استخدام الهاتف
إذا سمعت يوماً شخصاً يقول "لو أنك تستطيع ترك هاتفك لدقيقة" فقد تكون منتمياً لهذه المجموعة. وجدت الأبحاث أن إدمان الهواتف الذكية يمكن أن يؤدي إلى اختلال التوازن في كيمياء الدماغ، حيث يعتمد الشخص بشكل متزايد على هاتفه.
لسوء الحظ، فإن لذلك آثار سلبية بعيدة المدى، لذلك فمن المفيد أن تكون على دراية بما إذا كانت هذه مشكلة بالنسبة لك، وقال دولمر أن هذا الإدمان يمكن أن يؤدي إلى تشتيت الانتباه عن المهام المهمة والإحباط والشعور بضياع الوقت وغيرها من الأمور السلبية.
أنت مصاب باضطراب الوسواس القهري
سبب آخر محتمل لعدم تحمل الإشعارات للرسائل غير المقروءة هو الإصابة بالوسواس القهري (أو ميول الوسواس القهري)، والتي تنطوي على أنماط من الأفكار أو المخاوف غير المرغوب بها والتي تدفع إلى سلوكيات متكررة، وبشكل أكثر تحديداً أن تكون مصاباً بنوع فرعي من الوسواس وهو متعلق بالتماثل والترتيب، ويختلف ذلك عن النوع الفرعي الآخر المتعلق بالنظافة والجراثيم. النوع الفرعي للترتيب والتماثل يشعر الشخص بالضغط النفسي جراء عدم الترتيب ويقول دوملر "غالباً ما تتحدى إشعارات و رسائل غير مقروءة وشاشات الهاتف غير المنظمة الدماغ لدى هؤلاء الأشخاص بشكل يشبه الوسواس القهري".
إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصاباً بمرض عقلي مثل هذا، أو تعاني من أعراض تعيق حياتك اليومية، ففكر في التواصل مع معالج نفسي للحصول على الدعم "بغض النظر عن السبب، يرجى أن تكون لطيفاً مع نفسك"، أكدت هاردي، "بدلاً من حل المشكلات عن طريق إزالة إشعارالرسائل غير المقروءة واحداً تلو الآخر، فكر في الرجوع إلى الصور الكبيرة لمعرفة ما إذا كانت هناك أنماط يعمل دماغك بناء عليها".
لماذا لا تزعجك إشعارات ال 23,764 رسالة غير المقروءة؟
على عكس ما سبق، ربما أنك لا تشعر بالانزعاج على الإطلاق من وجود تلك الفقاعات على التطبيقات الموجودة على هاتفك، قد تتباهى مازحاً بعدد رسائل غير مقروءة لديك، أو أنك تعرف بين مجموعة أصدقائك بالشخص الذي "لا يجيب هاتفه أبداً"، إليك ما يقوله ذلك عنك:
يعمل دماغك بشكل أفضل بهذه الطريقة
قد تبدو الطريقة التي تبقى بها منظماً مختلفة، يقول دوملر "بعض الناس ينظمون أمورهم بشكل أفضل عقلياً وبالتالي لا تزدهر انتاجيتهم من وجود الملاحظات وجداول الأعمال وأنظمة الإشعارات". قد يجدون أن هذه الطريقة أفضل بالنسبة لهم، ويجعلهم ذلك أقل توتراً ويساعدهم على تركيز وقتهم وطاقتهم على مسائل أخرى.
أنت لا تشعر بالضرورة الملحة لهذه الإشعارات
ربما أنك لا تشعر بضرورة الإسراع لعرض الرسائل غير المقروءة، وترى أنه من العدل أن تستغرق بضعة أيام للرد. "قد يكون هؤلاء الأشخاص أقل اهتماماً بالكمال ويتماشون أكثر مع تيار اللحظة" قال ديرهالي، "قد لا يرون أن وجود رسائل غير مقروءة أو صناديق بريد وارد مليئة كأولوية، وقد لا يشعرون بالسوء أو الذنب أو الخجل من عدم الاستجابة لتلك الإشعارات".
التعامل مع هذه الإشعارات يشعرك بالضغط
من ناحية أخرى، قد تتجنب الاستجابة لأنها تحفز القلق لديك، "لا تفترض أن الكثير من الإشعارات غير المقروءة تعني أن الشخص غير مبال أو لا يشعر بالقلق اتجاه المواضيع"، تقول هاردي "قد يشعر هؤلاء الأشخاص بالتوتر الهائل بحيث لا يستطيعون قراءة أي رسالة"، ومع ذلك يؤدي تراكم هذه الإشعارات لديهم إلى تفاقم الشعور بالتوتر.
تجد نفسك بين النوعين؟
في حين أن بعض الأشخاص يبذلون قصارى جهدهم بطريقة أو بأخرى، فقد تشعر أنك تشبه الوصفين، وفقاً لديرهالي فإن الموضوع يتلخص فيما يجعلك قلقاً وما هي تفضيلاتك. بعض الإشعارات قد تقفز في وجهك بشكل خاص مثل تلك التي تظهر مباشرة عندما تفتح هاتفك، وأشار دولمر إلى القلق الاجتماعي "من المحتمل أن يتعلق الأمر بمستوى الطاقة العقلية والوقت والانتباه والإجهاد الذي يأتي من معالجة تلك الإشعارات".
في بعض الأحيان، يمكنك استخدام الخيار الأسهل، وبالنسبة لدوملر قد يبدو ذلك على شكل رسالة صوتية ترد من خلالها على الإشعار بشكل مباشر أثناء قيامك بمهام أخرى، ولكن بشكل عام تؤكد هاردي "إذا كان الأمر يتعلق برسائل العمل بعد انتهاء ساعات الدوام، فلا أعتقد أن الحل بإيجاد طريقة أفضل للاستجابة، بدلاً من ذلك قد يكون الحل هو معرفة طرق أفضل لوضع الحدود والموازنة بين عملك وحياتك".