جنوب الأردن.. ما هو أبعد من السحر الوردي

جنوب الأردن حضارة قائمة بحدّ ذاتها، فعلى أرض الطفيلة والكرك ومعان يجتمع التاريخ بالسهول الخضراء، وبين هضابها تختبئ العراقة، ومن على سفوح جبالها تطلّ الأصالة، وبين هذا وذاك تتدفّق المياه المعدنيّة الساخنة لتروي عين الناظر بالجمال الخلّاب.

عندما نتحدّث عن جنوب الأردن فإنّ أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو المدينة الورديّة، كيف لا وهي مدينةٌ يشهد لها التاريخ وإحدى عجائب الدنيا السبع، إلا أنّ الطفيلة والكرك ومعان تزخر بالمعالم السياحيّة والأثريّة والطبيعيّة التي تضاهي بجمالها السحر الورديّ، وتحمل بين أزقّتها بطولات التاريخ.

الطفيلة - حاضنة الطبيعة والعراقة

تتميّز هذه المحافظة الأردنيّة بطابعها الطبوغرافي الذي تتداخل فيه مختلف التضاريس؛ من الجبل والهضبة إلى السهل والوادي. والطفيلة هي واحدة من أقدم المناطق الأردنيّة المأهولة بالسكّان، والتي تعاقبت عليها الأمم المختلفة مخلّفة وراءها إرثاً تاريخياً أثرياً هاماً، إلى جانب جمال الطبيعة وينابيع المياه الحارّة التي تكتسي بها هذه المحافظة الجميلة.

محميّة ضانا

هي أكبر محميّة طبيعيّة في الأردن، إذ تبلغ مساحتها ما يقارب ال300 كم²، وتمتد على سفوح مجموعة من جبال الطفيلة بارتفاع يزيد عن 1,500 متر عن سطح البحر. ومنذ تأسيس المحميّة في العام 1989، وهي موطنٌ لمجموعة كبيرة ومتنوعة من النباتات والطيور والحيوانات البريّة، ومحور اهتمام السكان المحليّين والسيّاح على حدّ سواء.

حمّامات عفرا المعدنيّة

تتميّز حمّامات عفرا بطبيعتها الخلّابة واطلالاتها الجميلة، وتتدفّق فيها المياه الساخنة من أكثر من 15 نبعاً لتشكّل سيولا وشلّالات تحطّ في برك مائية مليئة بالمعادن التي تمتاز بخصائص علاجيّة فريدة ومميّزة. كما تضم هذه المنطقة الواقعة في الطفيلة مركزاً للخدمات السياحيّة وعيادات طبيّة لغايات السياحة العلاجيّة.

القلاع الشامخة

تتزيّن محافظة الطفيلة بقلاعها التاريخيّة الشامخة؛ وأبرزها قلعة الطفيلة التي تتربّع على تلّة مرتفعة وتطلّ على جبال مدينة خليل. لقد بُنيت هذه القلعة كحصن عسكري منيع على أيدي الآدوميين، ثمّ قام العثمانيّون بترميمها وإعادة بنائها بعد ما شهدته من حروب وزلازل وعوامل طبيعيّة، لتظلّ صامدة وتروي للأجيال حكاياتها.

وتضم الطفيلة أيضاً قلعة السلع التي تزخر بالقصور والكهوف التي خلّفتها حضارة الأنباط العريقة على حافة صخريّة مطلّة على هضاب فسيحة، إضافة إلى قلعة الحسا بتصميمها المربّع وطابقيها المميّزين، فعلى الرغم من أنها تبدو كالحصن من الخارج إلى أنها أقرب إلى الخان من الداخل. كما أنّ هذه الأيقونة الصحراويّة تعتبر محطّة أساسيّة في رحلة السائح نحو الجنوب.

الكرك - مدينة العلم والآثار

على مرّ التاريخ والعصور، وهذه المحافظة الأردنيّة ترمز إلى العلم والثقافة. لقد لقّبت الكرك الأبيّة بمدينة العلم والعلماء في القرنين الثالث والرابع عشر، لتحظى أيضاً بلقب عاصمة الثقافة العربيّة في العام 2009. هذه المحافظة الأردنيّة الساحرة تتربّع على هضبة مرتفعة، ومحاطة بأسوار أثريّة تطوّق أروقتها الحجريّة، وممرّاتها الطويلة، وكنوزها التاريخيّة والأثريّة العظيمة.

انضم لأسرع وأفضل شبكة اتصالات في الجنوب! اعرف أكثر 

قلعة الكرك

قلعة الكرك الحصينة هي واحدة من أهم وأكبر القلاع التاريخيّة في الأردن، وهي خيرُ شاهدٍ على الانتصارات التي حقّقها صلاح الدين الأيّوبي في غزوة مؤتة. يبلغ طول القلعة 220 متراً، ويتراوح عرضها بين 125 متراً في جانبها الشمالي و40 متراً في جانبها الجنوبي، وتحت أرضها ممرَّات تقودُ إلى غرفٍ حصينة. وإلى الجنوب منها أضرحةٌ لعدد من الصحابة الذين استشهدوا في معركة مؤتة؛ ومنهم جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وعبدالله بن رواحة.

كهف لوط

أحد أهم المواقع الأثريّة في جنوب الأردن هو كهف النبي لوط عليه السلام، والذي التجأ إليه بعد تدمير سدوم وعميرة. يقع الكهف على سطح الجبل المطلّ على بلدة غور الصافي، ويضمّ ديراً وكنيسة، وبالقرب منه توجد بركة ماء كبيرة؛ والتي بالإمكان النزول إلى قاعها عبر درج حجريّ لمشاهدة ساحة الكهف التي كان المسيحيّون الأوائل يتعمّدون فيها.

معان - إرث تاريخي وسياحي

هي واحدة من أكبر المحافظات الأردنيّة التي تحتلّ شهرة عالميّة واسعة لاحتضانها لأحد أهم وأجمل عجائب الدنيا السبع "البتراء"، والتي تُعرف أيضاً باسم المدينة الورديّة. تضمّ معان العديد من المناطق السياحيّة والأثريّة التي تحكي قصصاً تاريخيّة عريقة عن هذه المحافظة التي تُعدّ من أقدم الدول التي قامت في جنوب شبه الجزيرة العربيّة. كما تمتاز معان بالينابيع والعيون المائيّة العذبة والصافية التي تضفي المزيد من الجمال إلى هذه اللوحة الفنيّة الأصيلة.

القلاع التاريخيّة

تتزيّن معان بثلاث قلاع تاريخيّة أثريّة هامّة؛ وهي قلعة معان، وقلعة الشوبك، وقلعة عنيزة. عُرفت قلعة معان باسم "السراي العثماني"، وكانت وظيفتها الأساسيّة توفير الحماية وتقديم الخدمات لمواكب الحج الشامي. أما قلعة الشوبك فقد أُطلق عليها اسم "مونتريال"،  ويبدو أنها استخدمت كدير صغير للرهبان حتى أعاد الأمير الصليبي بالدوين الأول بناءها.

 ولقد بُنيت قلعة عنيزة في عهد السلطان سليمان القانوني لحماية الحجّاج المارّين على طريق الحجاز، وأهم المعالم الموجودة فيها هي قلعة عنيزة، ومحطة قطار عنيزة، والبركة، وجبل عنيزة.

قصر الملك عبدالله الأوّل المؤسس

من أبرز المعالم الحيّة الشاهدة على دور الهاشميّين في تحقيق رسالة الثورة العربيّة الكبرى، فمن هذا القصر بدأ الملك المؤسس بممارسة نشاطاته واتخاذ قراراته السياسيّة. يعود تاريخ القصر والمباني المجاورة إلى الفترة الواقعة ما بين العام 1904 و1908. ولا يزال حتى يومنا الحالي يحتضن جزءاً من أثاث مكتب الملك عبدالله الأوّل، ونماذج من الأسلحة التي استخدمت في معارك الثورة، إضافة إلى النحاسيّات والحلي وغيرها من المقتنيات التي تعكس الكثير من الإنجازات الأردنيّة الهاشميّة المشرّفة.

المدينة الورديّة "البتراء"

هذه المدينة الشبيهة بالقلعة غنيّة عن التعريف، فهي من أهم المواقع الأثريّة في الأردن والعالم أجمع لعدم وجود مثيل أو شبيه لها. لقد نُحتت هذه المدينة بالكامل في صخر ورديّ اللون. وتمتاز البتراء بالسيق الذي يصل طوله إلى 1300 متر عند مدخلها الرئيسي، وبشارع الأعمدة، والمقابر المنحوتة في الصخور المحيطة؛ وأبرزها قبر المسلة، وقبر القصر بمستوياته المتعدّدة، وبالطبع بجمالها الفريد والساحر.

اشبك على أسرع إنترنت في الجنوب! اعرف أكثر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *