جرد حساب لموسم محمد صلاح
شامل توغوج- موسم طويل وشاق مر على محمد صلاح ما بين ليفربول والمنتخب المصري. موسم مليء بالبطولات والإنجازات سواء على مستوى ليفربول أو على المستوى الفردي، إلا أنه لم يخل من الصعوبات وخيبات الأمل.
صلاح بدأ موسمه الخامس مع ليفربول بعد أربعة مواسم حقق فيها العديد من البطولات، لعل أبرزها كان الحصول على لقب الدوري الغائب عن خزائن الفريق منذ 30 عاماً، بالإضافة إلى دوري أبطال أوروبا، البطولة الأهم على مستوى الأندية في العالم.
إلى جانب هذه البطولات، كان صلاح يحطم الرقم تلو الآخر على المستوى الفردي، فقد أصبح هداف الفريق في جميع المواسم منذ قدومه من روما عام 2017، وصاحب أكثر عدد أهداف في موسم واحد في تاريخ الدوري برصيد 32 هدفأً، متخطياً أساطير بحجم شيرر، سواريز، ورونالدو. صلاح أيضاً أصبح أكثر لاعب يفوز بجائزة لاعب الشهر في موسم واحد متخطياً أغويرو. كل هذه الأرقام وغيرها الكثير جعلت صلاح يبدأ الموسم وقد كتب اسمه بين أساطير الفريق على مدار تاريخه.
خيبات الأمل
هذا الموسم كان مختلفاً؛ ليفربول ينافس على جميع البطولات التي يلعب فيها حتى اليوم الأخير، ومصر تنافس للحصول على لقب بطولة كأس أمم افريقيا وتأمل الصعود لنهائيات كأس العالم من خلال مباريات التصفيات، والآمال دائماً تنعقد على.. صلاح.
حصيلة الموسم كانت حصول صلاح على لقب هداف الدوري (مناصفة مع سون) للمرة الثالثة، ولقب صاحب أكثر تمريرات حاسمة، ولقب صاحب أجمل هدف في الموسم، إضافةً إلى حصوله على لقب أفضل لاعب في الدوري بتصويت الكتاب، وبتصويت الجمهور.
ليفربول بدوره حصل على كأس رابطة الأندية المحترفة، وكأس إنجلترا في إنجاز قد يكون فقد جزءاً من بريقه بسبب خسارة الدوري في الدقائق الأخيرة وخسارة نهائي دوري الأبطال في غضون أسبوع.
خيبة الأمل الأولى كانت خسارة نهائي بطولة كأس أمم إفريقيا على يد السنغال بعد بطولة طويلة لعب خلالها صلاح 7 مباريات، 4 منها انتهت بعد الوقت الإضافي. خيبة الأمل الأكبر جاءت بعد فترة قصيرة وكانت بعدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 بعد الخسارة أمام السنغال أيضاً وبركلات الجزاء الترجيحية.
لا شك أن هذه الخيبات على مستوى المنتخب مصحوبة بالإرهاق الناتج عن ضغط المباريات أثرت على أداء صلاح مع ليفربول في النصف الثاني من الدوري. جاء هذا مع تزايد التكهنات حول مستقبله مع الفريق، خصوصاً مع دخول عقده العام الأخير دون الوصول الى اتفاق مع إدارة النادي حول التجديد.
هذا الهبوط النسبي في الأداء مع نهاية الموسم، بالإضافة إلى طول فترة مفاوضات تجديد العقد، تزامناً مع بعض التصريحات غير الموفقة من اللاعب، والتصرفات غير المقبولة من وكيله؛ جعلت آراء جمهور ليفربول تنقسم حول الرغبة في التجديد.
ولأن ذاكرة جماهير كرة القدم في أغلب الأحيان تشبه ذاكرة السمك، قصيرة ولا تدوم لفترة طويلة؛ نسي من يطالب بعدم تجديد العقد أن ما حققه صلاح خلال مواسمه الخمس مع ليفربول على المستوى الجماعي والفردي هو أشبه بالمعجزة الكروية التي لم يكن أشد المتفائلين يحلم بها، وأن تعويضه سيكون صعباً، كي لا أقول مستحيلاً. وبالتالي فإن من مصلحة النادي تجديد العقد والابقاء على اللاعب.
صلاح ومستقبله مع ليفربول
بالمقابل، فإن لصلاح نفس المصلحة من التجديد، حيث أنه سيكون من الصعب عليه إيجاد معادلة ناجحة كتلك التي يتمتع بها في ليفربول، ما بين جهاز تدريبي يرأسه أحد أفضل مدربي العالم (إن لم يكن أفضلهم)، ولاعبين على أعلى مستوى، وجماهير عاشقة تتغنى باسمه، كل هذا بالإضافة إلى راحة على المستوى العائلي لأسرة صلاح في مدينة ليفربول.
السبب المادي هو ما يؤخر حسم تجديد العقد، صلاح يطالب بمبلغ يستحقه بالنظر الى ما حققه مع الفريق، وهو محق. والإدارة تعرض مبلغا تراه مناسبا بالنظر الى الإمكانيات المادية وسلم الرواتب في النادي وعدم فتح الباب امام مطالبات أخرى بزيادة الاجر، وهي أيضاً محقة.
الأمر واضح إذن. لا يوجد طرف على صواب وطرف على خطأ هنا. كل ما يتمناه معظم جمهور ليفربول هو أن يتم الوصول لحل سريع، يرضي جميع الأطراف، وينهي هذا الجدل الطويل، للتركيز على الموسم الجديد، تستمر فيه حكاية صلاح مع ليفربول، على أمل حصد المزيد من الألقاب، ليترسخ وجوده بين أساطير هذا الفريق العريق.