تسمير البشرة، هل لذلك اللون البرونزي ضريبة صحيّة؟
ناتورال- بمجرد حلول فصل الصيف يرغب المعظم في الحصول على بشرة برونزية لامعة، لذلك نبدأ بتعريض أجسامنا لأشعة الشمس لفترات طويلة، كما أننا قد نضع بعض المنتجات التي يُروّج لها على أنّها ستعطي البشرة اللون المثالي بسرعة ولكن كيف يتحول لون البشرة إلى البرونزي عند تعرضه للشمس؟ وهل تعدّ هذه المنتجات آمنة للاستخدام؟
إنَّ تعرض طبقة البشرة للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس يؤثر مباشرة في صبغة الميلانين المسؤولة عن لون البشرة بطريقتين أساسيتين تبعًا لنوع الأشعة. فيكون تأثير الأشعة A منها بإحداث تفاعل تأكسدي في الميلانين مما يسبب تغيير بلون البشرة حيث تصبح أغمق مما كانت عليه، بينما تَعرُّض البشرة للأشعة B يزيد من إنتاج صبغة الميلانين ويحدث تفاعلات في الخلايا التي تخزّن الميلانين داخلها، وهذا من شأنه أن يسبب تغيير في لون البشرة واسمرارها.
أثر التسمير على صحة البشرة
لكن هل من الآمن تعريض البشرة لهذه الأشعة؟ وهل تقتصر فائدة التسمير على الناحية الجمالية أم أنَّ هنالك فائدة صحية للتسمير؟
في الحقيقة وتبعًا لمؤسسة الغذاء والدواء، فإنَّ للتسمير آثار سلبية كبيرة على البشرة، وقد يكون بعضها مثير للقلق، ولتوضيح الأمور بشكلٍ أفضل نتطرق في هذه المقالة إلى الآثار السلبية للتسمير من الأبسط إلى الأشد:
حروق البشرة
إنَّ أول ما تعاني منه البشرة عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس هو الحروق، وتحدث نتيجة تضرر خلايا البشرة من الأشعة فوق البنفسجية وكرد فعل لذلك تقوم بإفراز مواد كيمائية للدماغ لاستشعار الألم والحرقة، التي بدورها تنبعث من رد فعل الجهاز المناعي الذي يزيد من التروية الدموية في المنطقة، لذلك يشعر المرء بحرارة منبعثة من جلده المحمر، كما تقوم خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن الدفاع عن الجسم، بإحداث ردة فعل مناعية تترجم بالشعور بالحكة والتقشير في البشرة.
لكن هل حروق الشمس خطيرة؟ في الحقيقة يعتمد الأمر على مدى تضرر البشرة من أشعة الشمس، إذ إنَّ الحروق الشديدة جدًا أو المتكررة قد تكون عاملاً مهماً في الإصابة بسرطان الخلايا الصبغية أو ما يعرف بالميلانوما.
شيخوخة الجلد المبكرة
في الحقيقة لا يقتصر ظهور علامات الشيخوخة على تقدم المرء بالعمر فقط، فقد يُعاني منها البعض بالرغم من صغر سنهم، وقد يكون تَعرُّض البشرة لأشعة الشمس دون حمايتها العامل الأساسي للشيخوخة المبكرة، فكثرة الإصابة بحروق الشمس أو التَعرُّض لساعات مطوّلة بهدف التسمير قد يتسبب في ظهور بقع غامقة اللون على الجلد، كما أنًّ البشرة ستفقد كل من الكولاجين وألياف الإيلاستين فيها نتيجة تكسرهم، فتصبح البشرة مجعدة وغير مشدودة، وبهذا نكون خسرنا الهدف الجمالي من التسمير.
سرطان الجلد
في السابق كان سرطان الجلد المعروف بالميلانوما يصيب الأشخاص الذين تجاوزوا عمر الخمسين، ولكن لاحظ الأطباء إصابة الفئة الأصغر بعمر العشرينات وحتى بعض المراهقين بهذا المرض، ويعتقد الكثير من الأطباء أنّ السبب هو تَعرُّض البشرة للأشعة فوق البنفسجية لفترات طويلة كما يحدث عند تسمير البشرة، أو عدم حمايتها من أشعة الشمس، لذلك قد يكون تلاشي تسمير البشرة هو قرار جيد لتلاشي أيّة أعراض جانبية وما يصاحبها من مخاطر.
التقران الشمسي
تتمثل هذه الحالة بظهور رقع وبقع متقشرة وجافة على الجلد نتيجة تَعرُّض البشرة لضرر أشعة الشمس، ويتراوح لونها بين لون البشرة إلى اللون الوردي والأحمر، كما يصاحبها الحكة في بعض الأحيان، ولحسن الحظ أنَّ هذه الحالة يمكن علاجها من قبل اخصائي الجلدية.
أسئلة شائعة حول تسمير البشرة
هل استخدام واقي الشمس يقلل من مخاطر التسمير؟
إنًّ وضع واقي الشمس على البشرة لا يقلل من احتمالية أضرار التسمير، وإنّما يؤخّر تأثير أشعة الشمس على البشرة، وهذا يعني أنًّ الشخص سيتعرض لأشعة الشمس لفتراتٍ أطول للحصول على التسمير المطلوب، أي أنّها لن تحمي من المخاطر طالما أنًّ المرء يريد الوصول إلى بشرة مسمرّة.
هل أسرّة التسمير الصناعية لها نفس الضرر؟
نعم وقد تكون أكثر سوءًا من التسمير بأشعة الشمس بكثير، وذلك لأنًّ تركيز الأشعة فوق البنفسجية في هذه الأسرّة مرتفع، ويعرّض البشرة لأضرار أكثر شدّة من أشعة الشمس.
هل التسمير طريقة جيدة للحصول على فيتامين د؟
لا، إذ إنّ الأشعة المسؤولة عن حصول الجسم على فيتامين د داخل خلايا البشرة هي الأشعة B، ومعظم الأشعة التي تسبب التسمير هي الأشعة A، لذلك لا يعدُّ التسمير طريقة جيدة وصحية للحصول على فيتامين د، ولا ننسى خطر التسمير في الإصابة بالسرطان.
في النهاية، معايير الجمال تختلف بين اليوم والآخر، وما يُعدّ هذه السنة رائجًا سيصبح في السنة القادمة غير مقبول، ولهذا علينا أن نضع صحتنا كأولوية، فما لا يتناسب معها، ويعد خطر عليها لا حاجة لنا به. يرتبط التعرّض غير المحمي للشمس بـ 60% من مشاكل البشرة، من حبوب، وتصبغات وتجاعيد وغيرها الكثير، ولهذا نؤكد على أهمية وضع واقي الشمس وتجديده خلال النهار.