كيف نحقّق معايير السّلامة العامة في الملاعب المدرسيّة؟

لطالما كانت معايير السلامة العامة في الملاعب الهاجس الأكبر في المدارس، إذ يعتبر توفير بيئة لعب آمنة الهدف الأول الذي تحققه الغاية من إنشاء الملاعب في المؤسسات التعليمية. وبحسب بعض الأرقام الصادرة عن مركز السّيطرة على الأمراض في أتلانتا، فإنّ 200 ألف طفل كلّ عام، تتراوح أعمارهم ما بين 5-9 سنوات، يزورون غرف الطوارئ بالمستشفيات لإصابات متعلّقة بالملاعب.

من هنا، من الضّروري تطبيق عدد من الإجراءات والمعايير الّتي تسهم في بناء ملاعب مدرسيّة آمنة بما في ذلك المساحات المخصّصة للملاعب.

سيتطرّق هذا المقال لمعايير بناء ملاعب آمنة بالإضافة إلى الحفاظ على سلامة الطلّاب في الملاعب.

بيئة لعب آمنة: أفضل المعايير لبناء الملاعب المدرسيّة

من الضّروري أن تشكّل الملاعب في المدارس بيئة آمنة للّعب ويمكن تحقيق ذلك من خلال الالتزام بالمعايير التّالية:

• التأكّد من أن يكون نصيب الفرد 4 متر مربع من المساحة الكلّية للمدرسة.
• أن تكون الملاعب في الدّور الأرضي وتكون متّصلة بالساحة ودورات المياه.
• توفير إضاءة وتهوية جيّدة ومن الأفضل أن تكون طبيعية.
• أن يلحق بالملاعب غرف تخزين وتغيير ملابس على أن يكون نصيب الطّالب فيها لا يقلّ عن 2.5 متر مرّبع.
• أن تكون بعيدة عن المبنى الدّراسي لحجب الضوضاء.
• أن يكون لها مدخل خاصّ بها.
• أن تكون مادّة أرضيّة الملاعب آمنة مثل العشب الأخضر أو الأكريليك وغيرها.

أمّا فيما يتعلّق بالساحة والتي تعتبر أيضاً إحدى مساحات اللّعب للطلّاب فيجب أن تتبّع المعايير التّالية:

• أن تكون نسبة الساحة من المدرسة 25 – 30% من مساحة الأرض.
• ألا تقلّ مساحة الساحة عن 200 م2 بحد أدنى 10 م لأصغر أضلاعه.
• أن تتمّ مراعاة عدم وجود أعمدة في المنتصف لتفادي الاصطدام في النّظام الإنشائي.
• إحاطة الفناء بحزام شجري لتوفير الحماية الطّبيعية من المناخ.
• ألا يقلّ نصيب الطّالب عن2.5 متر مرّبع.
• استخدام مادّة غير مزحلقة لأرضيّة الفناء لتفادي حدوث الإصابات ويفضّل أن تكون من الأسفلت أو الخرسانة حتى يسهل تنظيفها وجفافها بسرعة وحتى تسمح بتخطيط ووضع علامات الملاعب عليها.
• توفير منطقة مظلّة بنسبة 20% للحماية من أشعّة الشمس.
• توفير دورات المياه وأحواض لغسيل الأيدي وأحواض للشّرب.

انطلاقاً من إيمانها بأهمّية توفير بيئة تحفيزية وملاعب آمنة في المدارس؛ تواصل أمنية جهودها الّتي بدأتها عام 2021 بإطلاق مبادرة فرصة لإعادة تأهيل وترميم ساحات وملاعب مدرسية حكومية لتشمل كافة محافظات المملكة بكلفة تزيد عن مليون دينار.

وفي آخر سلسلة ضمن حلقات هذه الجهود، تمّ بناء ملعب مدرسة نور الحسين الثانوية للبنات في منطقة الثنية في محافظة الكرك مؤخّراً ليرتفع عدد المدارس الحكومية التي تمّ إعادة تأهيل وترميم ملاعبها وساحتها ضمن مبادرة فرصة إلى 7 مدارس استفاد منها 6731 طالب وطالبة بالإضافة إلى  ملاعب 3  مدارس أخرى شارف العمل فيها على الانتهاء.

بيئة لعب آمنة: الحفاظ على سلامة الطلّاب أثناء اللّعب

السّلامة واللّعب يشكّلان عنصرين متكاملين ضمن معادلة واحدة، إدراكاً لذلك جاءت حملة أمنية للتوعية حول مبادئ الصحّة والسّلامة العامّة في عدد من المدارس الحكومية لتكون جزءاً من مبادرة فرصة.

تعنى الحملة بتعزيز صحّة وسلامة الطلّاب والمعلّمين من خلال عقد دورات تدريبيّة للإسعاف الأولّي وتعزيز الملاعب المؤهلّة بتعليمات الصحة والسّلامة العامة.

ففي الوقت الّذي يتمّ فيه تأهيل المزيد من الملاعب، يقوم فريق الصحّة والسّلامة العامّة في شركة أمنية بالتّعاون مع الجمعية الأردنية للإسعاف بعقد جلسات التّوعية المتقدّمة في الإسعافات الأولية والإنقاذ للمعلّمين والطّلبة، بحيث تضمّ هذه الجلسات ما يزيد عن 20 معلّماً و150 طالباً في كل مدرسة وذلك لضمان التصرّف بصورة سليمة في حال حدوث إصابات داخل الملاعب.

ولضمان تطبيق إجراءات السّلامة داخل الملاعب يتمّ ضمن هذه الحملة تخصيص ملعب آمن للطّلبة ووضع تعليمات الّلعب في المناطق المخصّصة لذلك داخل الساحات المدرسية، إضافة إلى تخصيص نقاط للتجّمع في كلّ مدرسة.

ولأنّ توفير البيئة الآمنة يتطلّب جهوداً طويلة المدى، يتمّ تدريب المعلّمين والطلبة على مبادئ الإسعاف الأولّية، وتوفير صناديق الإسعافات الأولية للمعلّمين وسترات مخصّصة للطلّاب المشاركين في جلسات الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى حصولهم على شهادات اعتماد من الجمعية الأردنية للإسعاف.

وتستخدم أمنية مادة الأكريليك على أرضية الملاعب التي تقوم بتأهيلها، إذ تتميز هذه المادة بالمرونة العالية الأمر الّذي يمكّن اللّاعبين من الشّعور بالرّاحة أثناء ممارسة الرّياضة، بالإضافة لكونها أكثر أماناً بالنّسبة للأطفال والطلّاب ممّا يشجّعهم على ممارسة الرّياضة حيث تحدّ من الإصابات والانزلاقات النّاتجة عن الاحتكاكات.

مشروع “نظام الربط والحماية الإكترونيّة”؛ ثورة تكنولوجيّة في مجال التعليم في الأردن

الذكاء الاصطناعي يتحكم بمستقبل التعليم … التوقعات تفوق النتائج