الفيحاء تزدهي ببطولة كأس الخليج في العراق
سجّلت بطولة كأس الخليج في العراق عدداً من الأهداف تجاوزت ال39 هدفاً حصيلة البطولة، كما كان العراق الأكثر تهديفاً ليس على مستوى المباريات فقط بل على مستوى التّنظيم كذلك الّذي عدّه البعض الأفضل في تاريخ البطولة منذ انطلاقتها عام 1970 لأوّل مرّة.
أسدل السّتار على كأس الخليج العربي بنسخته الخامسة والعشرين بحفل ختامي ممّيز كان خير تتويج لبطولة مثاليّة، لتبرز المزيد من الأسئلة حول جاهزيّة العراق لاستضافة المزيد من البطولات الكبرى.
بطولة كأس الخليج في العراق: بلاد الرّافدين تحتفي بضيوفها
عقب 44 عاماً من الغياب، احتضنت مدينة البصرة العراقية، أو الفيحاء كما تلقّب، بطولة كأس الخليج ومنذ حفل الافتتاح المبهر وحسن التّنظيم بدا أنّ العراق قد توّج باللّقب بالفعل حتّى قبل أن يحصده رسميّاً عقب مباراة ماراثونيّة مع عُمان.
عودة الهوّية العربيّة وحسن الضّيافة والأداء الممّيز للمنتخبات الخليجيّة المدعّم بنكهة الوحدة العربيّة جعل من هذه النّسخة الّتي توّج بها العراق للمرّة الأولى منذ 35 عاماً جعلت من البطولة أقرب إلى تظاهرة احتفاليّة منها إلى بطولة رياضيّة.
منذ عام 1979، عندما استضافت العراق كأس الخليج العربي للمرّة الأولى، جرت مياه كثيرة لا في دجلة والفرات فقط بل أيضاَ في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة العراقيّة فكان نجاح العراق في إقامة البطولة معجزة حقيقيّة تستحقّ الإشادة.
كأس الخليج 1974
كأس الخليج بين الماضي والحاضر
انطلق كأس الخليج العربي لأوّل مرّة من خلال فكرة أطلقها الأمير خالد الفيصل، ليقوم الوفد البحريني عام 1968 أثناء دورة الألعاب الأولمبية بالمكسيك، قام الوفد البحريني بعرض الفكرة على ستانلي روس، رئيس الفيفا في ذلك الوقت.
وعقب عودة الوفد البحريني من المكسيك، عقد الاتحادّ البحريني لكرة القدم اجتماعاً لدراسة الفكرة في صيف عام 1969 في المنامة، ليتقرّر إقامة أوّل نسخة سنة 1970 في البحرين، وشارك فيها 4 منتخبات هي: الكويت والبحرين والسعودية وقطر.
وفي بدايتها كانت البطولة تعتمد على نظام المجموعة الواحدة، حيث يواجه كلّ منتخب من السّبعة المنتخب الآخر، وكانت تقام كلّ عامين أو 3 أعوام، مع بعض الاستثناءات عندما كانت تقام مباراة نهائية.
تصدّر أسود الرّافدين، المنتخب العراقي، الفرق الأكثر تسجيلاً ب 12 هدفاً فيما تلقّى 3 أهداف فقط ليكون الأقوى هجوماً ودفاعاً.
على جانب الهدّافين تصدّر المهاجمان العراقيّان أيمن حسين وإبراهيم بايش صدارة الهدّافين برصيد 3 أهداف فيما حاز العراقي إبراهيم بايش على جائزة أفضل لاعب في المباراة مرّتين.
وازدانت ملاعب الفيحاء بالجمهور حيث بلغ العدد الكلّي للجمهور الذي حضر مباريات كأس الخليج العربي 610 آلاف متفرّج، وهو رقم قياسي استثنائي لم تشهده جميع البطولات الـ 24 السّابقة.
بعد ذلك تغيّر النّظام إلى نظام المجموعتين ودور نصف النّهائي والمباراة النهائية، في "خليجي 17" عام 2004، في قطر، عندما أصبح عدد المنتخبات 8 بمشاركة اليمن وعودة العراق بعد غياب.
منذ ذلك الحين حتّى الآن حقّقت بطولة كأس الخليج في العراق الّتي أقيمت من 6 إلى 19 كانون الثّاني/يناير عدداً من الأرقام الممّيزة شملت تسجيل 39 هدفاً في 15 مباراة بالإضافة إلى 11 ركلة جزاء تمّ تسجيل 7 منها.
بطولة كأس الخليج في العراق
بطولة كأس الخليج في العراق: نهائي بحجم الحلم
كان نهائي كأس الخليج 25 في العراق ممّيزاً بحجم الحلم الكبير فكانت المواجهة بين المنتخب العراقي المستضيف والمنتخب العُماني القويّ.
شهد النّهائي حضوراً جماهيريّاً كبيراً تطلّب فتح أبواب ملعبي الفيحاء والميناء من أجل مشاهدة المباراة من شاشتيهما، ومنذ الدّقائق الأولى كانت الإثارة حاضرة.
تقدّم أسود الرّافدين بهدف إبراهيم بايش، وفي الدقائق الحاسمة منح حكم المباراة ركلة جزاء لعُمان وفشل في تسجيلها جميل اليحمدي بعد أن تصدّى لها الحارس جلال حسن.
عقب ذلك منح الحكم الروماني كوفاكس ركلة جزاء ثانية في الوقت القاتل من المباراة لينجح صلاح اليحيائي في تعديل النّتيجة ما تطلّب تمديد المباراة إلى وقت إضافي.
نجح أمجد عطوان من تسجيل هدف التقدّم عن طريق ركلة جزاء في الوقت الإضافي الثّاني (2-1) لكنّ فرحة الفريق العراقي لم تكتمل بعد أن سجّل عمر المالكي هدف التعادل (2-2) ومن ركلة حُرة لعبها عطوان الى رأس مناف يونس استقرّت في شباك عُمان لتنتهي المباراة بفوز العراق (3-2).
هذه البطولة الأولى بعد أعوام طويلة لم يستضف فيها العراق تظاهرة رياضيّة بهذا الحجم لكنّها بالتّأكيد لن تكون الأخيرة حيث أثبت العراق قدرته الكبيرة على تنظيم بطولات من العيار الثّقيل.