“اليونيسف” تطلق الألبوم “11” مأساة سوريا بأصوات أطفالها

ليس جديداً أن تطلق " اليونيسف" مبادرات إنسانية لمساعدة أطفال العالم على تجاوز آثار المشكلات التي يعانون منها، هذه المرة اختارت أطفال سوريا لإطلاق الألبوم "11"، وهو أول ألبوم غنائي لأطفال من سوريا ومن الدول المجاورة. هذا العمل الفني يهدف إلى إعادة أحياء أغانٍ للأطفال اُنتجت في العام 1976، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والملحّن والموسيقي اللبناني جاد الرحباني، ويأتي اطلاقه تزامناً مع مرور ثمان سنوات على اندلاع الحرب السورية.

شارك في الألبوم نحو 300 طفل من سوريا ولبنان والأردن والعراق وفلسطين وتركيا، ومنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. خضع الأطفال لعدد من الورشات التدريبية لأداء أغاني الألبوم، التي كان قد انتجها الموسيقي والملحن اللبناني الشهير إلياس الرحباني في زمن الحرب الأهلية اللبنانية، وذلك لتسليط الضوء على الأزمة السورية وما رافقها من معاناة آلاف الأطفال اختبروا لحظات مؤلمة حفرت عميقاً في نفوسهم.

المشروع يهدف إلى دمج أطفال سوريا بنظرائهم من الدول المجاورة. وهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى نشوء صداقات بريئة في ما بينهم وخلق علاقات قائمة على أسس سليمة وروابط قوية بين أجيال المستقبل العربي، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تنمية وبناء مجتمعاتهم. واستُعملت الموسيقى، لغة الشعوب، لمساعدة هؤلاء الأطفال على التغلب على مشاعر الخوف من الحرب واستبدالها بمشاعر الفرح، كجزء من التزامات " اليونيسف" في مساعدة الأطفال والاستجابة للصراعات والأزمات.

نحو 8 ملايين طفل سوري بحاجة إلى المساعدة والدعم النفسي والاجتماعي لتجاوز آثار الحرب وتبعات النزوح. والألبوم "11" محاولة دولية جامعة لمساعدتهم في التغلب على الصدمات التي عانوا منها، ولمساعدتهم في العودة إلى طفولتهم البريئة من خلال الفن، ويشكل جسراً متيناً في ما بينهم وبين تراثهم ولغتهم العربية، لا سيما أن الأغنيات المعاد إنتاجها تدور حول مواضيع كالتعليم والبيئة والروابط الأسرية والتغذية والسلام وإعادة الإعمار.

خلال الحرب السورية نجحت " اليونيسف" في الوصول إلى آلاف الأطفال السوريين داخل بلدهم وفي الدول المجاورة التي لجأوا إليها، وقامت بتنفيذ الكثير من برامج الدعم النفسي والاجتماعي لهم. وتمحورت هذه البرامج حول تأمين فرص للأطفال للغناء والتعلم والمشاركة في النشاطات الرياضية والفنية، وهي اليوم تقدّم مشروعاً عامراً بالفرح والحب يهدف بالدرجة الأولى إلى جعل الأطفال يستمتعون بالموسيقى والغناء، ليس في سوريا وحسب، وإنما في كل دول المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *