لماذا نحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني؟
يحتفل العالم في 19 أغسطس/ آب من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، وذلك تكريماً وتقديراً لجميع العاملين في المجال الإنساني الذين قدّموا التّضحيات وواجهوا الأخطار لمساعدة الأشخاص المتضررين من الأزمات العالميّة وأولئك الذين فقدوا أرواحهم في العمل.
ورغم تخصيص يوم عالمي له، إلا أن العمل الإنساني ومنذ نشأة البشرية لم يقتصر على يوم واحد فقط، بل تقوم المؤسسات والجهات المعنيّة بدعم العمل الإنساني على مدار العام، من خلال خطط ومبادرات تتسم بالوضوح والشفافيّة وذلك للبصمة الواضحة والآثار الإيجابية التي يتركها هذا العمل في النسيج المجتمعي وزيادة اللُّحمة بين أفراد المجتمع الواحد.

أسباب تخصيص يوم للعمل الإنساني
خصّصت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً عالمياً للعمل الإنساني في كانون الأول من عام 2008، وتم الاحتفال به لأول مرة في آب 2009، تخليداً للذكرى السنويّة لضحايا تفجير فندق القناة/ مقر الأمم المتحدة آنذاك في العاصمة العراقية بغداد، حيث قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة ظهيرة يوم 19 آب من عام 2003 وقتل في التفجير ما لا يقل عن 22 شخصاً منهم المفوّض السّامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ممثل كوفي عنان في العراق سيرجيو دي ميللو، والإعلاميّة الأردنية رهام الفرّا.
#السباق_من_أجل_الإنسانية شعار 2021
يتزامن احتفال العالم بهذا اليوم من السنة، مع مواصلة جميع حكومات دول العالم ومنظماته الصحيّة والإنسانية، وتعظيم جهود مكافحة جائحة كورونا "كوفيد-19"وتداعياتها السلبية، إلى جانب البحث عن حلول لأزمة المناخ التي تسببت بحالة طوارئ مناخية في جميع أنحاء العالم، وكان لها وما زال عواقب وخيمة على الأشخاص الأضعف في العالم، كما نجم عنها مقتل ملايين من الأرواح.
لأجل ذلك، أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مع بداية شهر آب/أغسطس الجاري تحدٍ عالميّ جديد تحت شعار #السّباق_من_أجل_الإنسانية بهدف إظهار التضامن مع الناس والبلدان الأكثر تضرراً من تغيّر المناخ، حيث شجّع هذا التحدي الذي توّج بأسبوع اليوم العالمي للعمل الإنساني، المشاركين من الرياضيين والمتضامنين مع هذه الفئات على تسجيل 100 دقيقة من النشاط البدني، ونقل رسالة عاجلة إلى مؤتمر الأطراف للمناخ COP26 المنوي عقده في غلاسكو في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، لدفع البلدان المتقدمة على الوفاء بتعهداتها السابقة وتقديم مبلغ 100 مليار دولار سنوياً للبلدان النامية للتخفيف من آثار تغيّر المناخ والتكيّف معه.

أهميّة العمل الإنساني
لا يختلف اثنان على أهمية العمل الإنساني، فهو عطاء شخصي تعود منافعه على العالم بأكمله، ومن هنا قامت البشرية على مفاهيم العمل الإنساني والخيري، ونشأت على قيم الخير والبذل والعطاء فهي مصطلحات وأفعال قديمة وضاربة في جذور التاريخ، وتعد "الرّسالة الخالدة" للإنسانية.
والعمل الإنساني والخيري يعظّم من هذه القيم ويرسخها داخل المجتمعات، كما أنه يعد دافعاً لإسعاد الآخرين وللإخلاص والإبداع في العمل، ويسهم هذا العمل عبر تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة والاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، في تخفيف معاناة الأشخاص والفئات الأكثر ضعفاً وتضرّراً من الأزمات ويحافظ على كرامتهم، كما تسهم هذه الأفعال في إعادة بناء المجتمعات المتضررة وإعادة وتوطين اللاجئين ودمجهم في المجتمعات المستضيفة.
العمل الإنساني وأهداف التنمية المستدامة
منذ كانون الثاني/ يناير 2016، انبرت دول العالم بمؤسساتها وهيئاتها ومنظماتها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة وعرفت رسمياً باسم (جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة).
لقد حملت هذه الأهداف في مضامينها الكثير من الأفعال الإنسانية، وسَعت في مجملها "إلى خلق عالم لا يتخلف فيه أحد عن الرّكب ويمكن للجميع العيش بكرامة، وفرصة للوفاء بهذا الوعد العالمي الجماعي بحلول عام 2030، مع التركيز بشكل خاص على تلبية احتياجات الأشخاص الذين عانوا كثيراً وفقدوا الكثير".
العمل الإنساني في الأردن .. الهيئة الخيريّة الأردنية الهاشميّة مثالاً
لقد عُرف الأردن عالمياً بوجهه الإنساني النبيل، فعلى الرغم من ضعف موارده الطبيعية إلا أنه لم يغلق يوماً باباً بوجه لاجئ أو نازح، وعمل دائما على مد يد العون والمساعدة للكثير من الدو ل التي تعرّضت لأزمات أو حروب أو كوارث طبيعية.
وجاءت الهيئة الخيريّة الأردنية الهاشميّة التي تأسست في العاشر من شهر كانون الثاني عام 1990 لتعبّر عن الصّورة المشرقة للأردن وشعبه، حيث عملت الهيئة على ترجمة الرؤية الملكية في مد يد العون والمساعدة لكل محتاج لها داخل الوطن وخارجه، والمبادرة إلى تقديم المساعدة وإرسال مواد إغاثة متنوعة إلى الدّول والشعوب التي تتعرض للكوارث أيّاً كان نوعها.
أمنية تدعم مشاريع الهيئة الخيريّة الأردنية الهاشميّة
وإيماناً منها بأهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة تسعى أمنية إلى عقد شراكات من شأنها العمل على تحقيق هذه الأهداف، ومن أبرزها الشراكة مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشميّة.
وعلى مدار السّنوات الماضية، عملت شركة أمنية وفي إطار شراكة استراتيجية طويلة جمعتها مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية في دعم مشاريع تابعة لهذه الأخيرة، أبرزها مشروع "أرزاق" أحد مشاريع الهيئة لتمكين مجموعة من السيدات، استفدن من برنامج الخياطة التدريبي، إذ جرى تزويدَهنَّ بكافة احتياجاتهن للبدء بالعمل بهذا المجال من ماكينات وأدوات خياطة وقماش.

أيضاً دعمت شركة أمنية وبالتعاون مع الهيئة الخيريّة الأردنية الهاشمية، مشروع "خيرك شفاء لغيرك" الذي أطلقته منصّة نوى الإلكترونية، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، والذي يهدف إلى شراء أجهزة توليد اكسجين ومعدّات قياس التأكسج النبضي "قياس نسبة الأكسجين في الدم"، وتقديمها كهديّة تحمل روح الإنسانية بظل هذه الظروف الاستثنائية، لتُهديها باسم عملائها وشركائها إلى مرضى يحتاجون عنصرًا رئيسا في الحياة.
المبادرة الإنسانية من شركة أمنية، جاءت بهدف مساعدة المرضى المصابين بفيروس كورونا غير المُدخلين إلى المستشفيات على التعافي وتحسين حالتهم الصحية بأسرع وقت ومن بيوتهم، ولاسيّما أن هذه الأجهزة تعدّ من الاحتياجات الأساسيّة لعلاج المرضى الذين يعانون من انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
كما قدمت أمنية دعمها لمشروع بنك الملابس الخيري، حيث وضعت الشركة صندوقاً لجمع التبرعات العينيّة (الملابس والأحذية والألعاب) في مقرّها الرئيسي في الشميساني وتوزيعها لصالح الأسر الفقيرة والمحتاجة.