اليوم الدولي للسعادة كيف نحقق سعادة اللحظة
"النجاح ليس مفتاح السعادة، السعادة مفتاح النجاح. إذا كنت تحب ما تقوم به، سوف يكون ناجحاً". هكذا اختصر الفيلسوف والطبيب الألماني ألبرت شفايترز مفهوم السعادة، الذي خصصت لها الأمم المتحدة في العام 2013 يوم دولي. إذ يحتفل العالم في 20 مارس من كل عام بـ "اليوم الدولي للسعادة". فهل يكتفي أن نحتفل بالسعادة لنكون سعيدين في ظل عالمٍ يتخبط بالأزمات والحروب؟ بالطبع لا. فالسعادة هدف وحلم كل إنسان في هذا العالم كل واحدٍ حسب اعتباراته وأولوياته في الحياة.
يوم طرح جايمي إيليان، المستشار الخاص في هيئة الأمم المتحدة، فكرة إنشاء يوم جديد للاحتفال بالسعادة للمرة الأولى، أمام كبار مسؤولي الأمم المتحدة، نالت فكرته الدعم والتأييد حيث اعتبر الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون أن سعادة الأسرة البشرية بأكملها هي أحد الأهداف الرئيسة للأمم المتحدة.

رمزية التاريخ
أُختير تاريخ 20 مارس للإحتفال باليوم العالمي للسعادة، لأنه يتزامن مع " الإعتدال الشمسي" وهو الوقت الذي تعبر فيه الشمس خط الاستواء. وفي العام 2015 وفي يوم السعادة أطلقت الأمم المتحدة أهدافها حول التنمية المستدامة، التي تسعى من خلالها إلى القضاء على الفقر والجوع والحد من عدم المساواة وحماية كوكب الأرض. عناوين بارزة لو تحققت لكانت نسبة سعادة الشعوب ارتفعت إلى معدلات قياسية.
تختلف طرق الإحتفال بيوم السعادة الدولي من بلدٍ إلى آخر، وتتنوع بين محاضرات لتكريس السعادة وتبادل الرسائل والهديا وإقامة الحفلات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة. كما أُنشأ موقع رسمي لليوم الدولي للسعادة وذلك بهدف تعزيز السعادة كحق أساسي من حقوق الإنسان، إضافةً لتعزيز العمل الاجتماعي الإيجابي للمساعدة على خلق عالم أكثر سعادة وأكثر رعاية.

كيف نحقق سعادتنا
حسب القاموس البريطاني، السعادة هي الشعور بالرفاه والفرح أو الرضا، في حين ذهب الفيلسوف عمر الخيام أبعد من ذلك بتعريفه السعادة بالقول: "كن سعيداً في هذه اللحظة لأن هذه اللحظة جزء من حياتك". إذاً هي سعادة اللحظة التي نتطلع إليها ونسعى إلى تحقيقها. هذه اللحظة تحدث عنها الفيلسوف اليوناني "ابكتيتوس" في كتابه "فن العيش" حيث أرسى قواعد أو نصائح خمس معتبراً أن من يطبقها في حياته قد يحقق السعادة الدائمة. نصيحته الأولى هي التمييز بين ما يمكنك، وما لا يمكنك السيطرة عليه، إذ عندها يمكننا تحقيق حالة من الهدوء الداخلي.
والنصيحة الثانية تطوير السعادة الداخلية، بحيث نبتعد عن الاعتماد على إعجاب الآخرين، بل نعمل على تطوير الذات الداخلية وقدراتنا. في حين تتمحور الثالثة حول التجارب التي نتحملها والتي يمكن بل ينبغي أن تقودنا وتهدينا إلى نقاط القوة فينا، وبالتالي ضرورة الاستفادة الكاملة مما يحدث لنا. فيما تركز القاعدة الرابعة على ممارسة الطمأنينة، أي بث الهدوء والطمأنينة في أنفسنا. أما القاعدة الخامسة والأخيرة فهي حول التعامل مع نهج الحياة مثل مأدبة الطعام أي احتضان ما تعطينا إياه ونأكله ونستفيد منه، وفي الوقت نفسه لا ننظر إلى أطباق الآخرين.

هذه القواعد الخمس قد تبدو للبعض مجرد خواطر فيلسوف من العصر القديم، لكن التأمل بها يدفعنا إلى التيقن لأهميتها. فلنحاول ممارسة ما نصحنا به "ابكتيتوس" لنقترب من مفهوم السعادة وتحقيق سعادة اللحظة.