العودة إلى طرق العلاج التقليدية في مواجهة أمراض العصر الذهنية والجسدية
على الرغم من التطورات الكبيرة في المجال الطبي، إلا أن العام 2018 شهد إتجاهات جديدة تمثلت في رواج أساليب العلاج التقليدية والعلاجات الذهنية والمعرفية والتوعوية من خلال ممارسة عدد من الرياضات والوصفات الشعبية؛ ففي ظل عصر السرعة والتكنولوجيا الذي نعيش فيه ظهرت أنواع جديدة من الأمراض التي لها علاقة بصحتنا الذهنية والنفسية، حيث تسجل زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب وما بات يعرف بـإدمان الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي.

تشكل مشكلة إدمان الإنترنت ظاهرة مرضية، فحسب أحدث الإحصاءات؛ هناك نحو 300 مليون شخص يعانون من هذا النوع من الإدمان. وهذه الظاهرة لا يمكن علاجها من خلال الأدوية والعقاقير، بل من خلال التوعية عن مخاطر الإنترنت أولاً، ثم عبر وسائل علاجية يحتل الجانب النفسي فيها حيزاً كبيراً. وتعتمد خطوات العلاج على حث المدمن على الاعتراف بالمشكلة والإصرار على التخلص منها ودفعه إلى التفكير بعيش حياة أفضل بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي. ومن ثم تنظيم وقته من خلال توفير فسحة زمنية للابتعاد عن استخدام الإنترنت كيوم واحد في الأسبوع، والعودة إلى الاهتمام بالحياة الشخصية وإزالة الأفراد غير المهمين عن الصفحات الشخصية وزيارة مواقع مفيدة أو تعليمية على الإنترنت وعدم التركيز على مواقع التواصل الاجتماعي.
أنتجت الأنماط الحياتية الطارئة على حياة الأشخاص، نوعاً من الاكتئاب الذي يتكرر من وقتٍ إلى آخر، الأمر الذي حتّم الرجوع إلى علاجات مختلفة تقوم على مزج العلاج الذهني بالعلاج المعرفي. فقد أثبتت الدراسات أن تغيير الصورة الذهنية عن الذات من خلال العلاج الذهني من شأنها أن تؤدي إلى نتائج كبيرة لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المتكرر، إذ يتركز العلاج المعرفي على ترسيخ الأفكار البناءة مكان الأفكار السلبية، فيما يركز التأمل الذهني على غزارة الأفكار والمشاعر الواردة، وقبولها من دون الاستجابة لها.
في موازة ذلك، تحتل العلاجات التي تعتمد على رياضات اليوغا والكيك بوكسينغ والمشي والجري، بالإضافة إلى الوصفات الغذائية باستخدام أنواع من الفاكهة والخضار كالتفاح والموز والخيار والبندورة، يضاف إليها الوصفات المتعلقة ببعض أنواع التوابل حيزاً واسعاً.
وتعدّ رياضة اليوغا من الرياضات البارزة على صعيد علاج حالات الاكتئاب المختلفة، وذلك بحسب إحدى الدراسات الأميركية الحديثة التي أشارت إلى أن ممارسة جلسات أسبوعية من اليوغا، قد تشكّل علاجاً بديلاً أو تكميلياً لحالات الاكتئاب المستعصية.

كذلك تعتبر رياضة الكيك بوكسينغ من الرياضات الفعالة بهدف تخفيف الوزن من دون اللجوء إلى الأدوية أو حميات غذائية شاقة. فممارسة الملاكمة بشكل يومي ولمدة ساعة واحدة فقط، من شأنه أن يساعد على حرق ما بين 500 إلى 1000 من السعرات الحرارية وبالتالي خسارة الوزن الزائد.
أما رياضة المشي فإن فوائدها كبيرة ومختلفة، فهذه الرياضة محل اهتمام من قبل الخبراء والأطباء الذين يوصون مرضاهم باللجوء إليها، لما لها من دور في تخفيض ضغط الدم ومعدلات الكوليسترول الضار وتقليل الدهون في الجسم. كما تلعب رياضة المشي دوراً كبيراً في خفض معدلات ضربات القلب. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن المشي لمدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة في اليوم يساهم في الوقاية من العديد من الأمراض.

وبالتوازي مع الاعتماد على الرياضة كعنصر أساسي في العلاج، يشكّل النظام الغذائي الصحي أحد أهم الركائز التي يجري الاعتماد عليها حالياً لعلاج بعض الحالات المرضية خصوصاً في ما يتعلق بأمراض الجهاز الهضمي والكوليسترول وبعض الأمراض الجلدية. وقد شكّلت الوصفات الشعبية صُلب هذه الأنماط العلاجية. واعتمد العلاج بهذه الطرق على أنواع مختلفة من الفاكهة كالتين والرمان والعنب والصبار والمشمس والبرقوق (الخوخ) والبطيخ الأحمر والأصفر، وذلك نظراً لاحتواء هذه الأغذية على أنواع مختلفة من الفيتامينات أهمها (أ-ب- د ) و (ب1- ب2)، وغيرها الكثير من الفيتامينات التي تساعد في مكافحة الأمراض. إلى جانب دورها في تحسين عمل الجهاز الهضمي والوقاية من أمراض خطيرة أهمها السرطان وأمراض البشرة.
إن التطور الذي يشهده القطاع الصحي في عصرنا الحالي، لم يلغ العديد من أساليب وطرق العلاج التقليدية والتي لا تزال تُعتبر حتى يومنا هذا من أساليب العلاج الأكثر جذباً نظراً لإنعدام عوارضها الجانبية. إذ يميل الناس إلى العلاج بالمواد الطبيعية الخالية من الإضافات الكيميائية، التي يعتقدون أنها قد تسبب ضرراً لصحتهم.