السياحة في أم قيس

ما إن يكتسي الأردن حلّته الخضراء خلال الرّبيع حتّى يزدهي الشّمال ليكون وجهة مثاليّة لأنشطة عائليّة غير تقليديّة؛ من هنا تشكّل السياحة في أم قيس واحدة من أهمّ الفعاليّات الّتي يمكن أن تتصدّر خطط العائلات الأردنيّة لقضاء أوقات ممّيزة خلال الرّبيع والصّيف.

"مدينة الفلاسفة والشّعراء"، "جدارا"، "غدارا"؛ اختلفت التّسميات والوجهة واحدة حيث تتربّع أم قيس أقصى شمال الأردنّ لتكون بحقّ "حصن الشّمال" و"عروس بلاد الشّام".

تجمع أمّ قيس بين الطّبيعة الخلّابة والتّاريخ العريق والآثار الرّومانية المنتشرة بفخر في جميع أرجائها، حيث اختارتها منّظمة السّياحة العالميّة كأفضل قرية أثريّة سياحيّة من بين 136 قرية.

بناء على ذلك يمكن للعائلات الأردنيّة أن تستمتع بأنشطة سياحية في أم قيس تشمل على سبيل المثال شلالات أم قيس ومدرج أم قيس بالإضافة إلى الحمامات الرومانية في أم قيس، ويمكن أن يتمّ تعزيز هذه الجرعة التّاريخية بلمسة معاصرة من خلال المطاعم والمرافق الحديثة الموجودة هناك.

في هذا المقال ستتعرّفون على أمّ قيس بالإضافة إلى أبرز الأنشطة الّتي يمكن القيام بها لتتمكّنوا من قضاء وقت أكثر متعة في أحضان الشّمال!

أم قيس: التّاريخ يتنفّس بفخر

تقع بلدة أمّ قيس على بُعد 28 كيلومتراً من مدينة إربد، و120 كيلومتراً عن العاصمة عمّان، وتتبع إداريّاً "لواء بني كنانة" في محافظة إربد.

تتهادى أمّ قيس على قمّة هضبة ترتفع حوالي 370 متراً فوق مستوى سطح البحر، كما تطلّ بفخر على هضبة الجولان السّورية وحوض نهر اليرموك، وجبل الشّيخ وجنوب لبنان وإصبع الجليل شمالاً فيما يبدو اتّصالاً إقليميّاً يدعو للإعجاب.

تعدُّ أم قيس واحدة من حلف المدن العشر المعروفة بـ"ديكابوليس"، والّتي انطلقت فكرتها في الحقبة الهلنستية اليونانيّة، لغايات تنظيميّة سياسيّة لتكتسب بعد ذلك أهمّية عسكريّة عام 64 ق.م، عندما اتّخذها الإمبراطور الروماني بومبي حصوناً دفاعيّة في المشرق، وتعني "ديكا" العشر أما "بوليس" فتعني المدن، وتعني مجتمِعة حلف المدن العشر.

بناء على ذلك، يعود تاريخ أم قيس الأثري للحقبة اليونانية حيث تمّيزت بأنّها مدينة الحكماء والفلاسفة واشتهرت في ذلك الزمان بالعديد من الشعراء.

ومن أشهر شعراءها آرابيوس، الذي يخطاب زوّار أمّ قيس، بكلمات محفورة على شاهد قبره، بالقول: "أيّها المارّ من هنا، كما أنت الآن كنت أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت، فتمتّع بالحياة لأنك فانٍ".

وتمنح الآثار الرّومانية البلدة صبغتها التّاريخية الفريدة كما أنّها تشكّل كذلك أنشطة سياحية في أم قيس يمكن أن تقوم بها العائلات الأردنيّة.

وتكتسب السياحة في أم قيس أهمّية مضاعفة بالنّظر إلى الإطلالة المتمّيزة للبلدة حيث يظهر أمام أعين الزّائرين بمجرّد الوصول إليها نهر اليرموك وهضبة الجولان وبحيرة طبريّا.

أطلق اسم أمّ قيس منذ فترة لا تتعدّى عشرات السّنين، وقد تمّ اشتقاقه من الكلمة العثمانية "مكوس"، والّتي تعني الضرائب.

تبلغ مساحة الموقع الأثري لبلدة أمّ قيس نحو 550 دونم، وتتنوّع آثارها بين المباني اليونانية والرومانيّة والبيزنطيّة والإسلاميّة.

أنشطة سياحية في أم قيس

تضمّ أمّ قيس عدداً كبيراً من المعالم الّتي يمكن للعائلة التّخطيط لزيارتها فيما يشكّل جولة فريدة بين أحضان التّاريخ والحداثة كذلك من خلال الأماكن الحديثة والمعاصرة:

المسرح الشّمالي

 بني في الجزء العلوي من المدينة، واستخدمت حجارة هذا المسرح من البازلت والحجر الجيري في بناء المدينة التي بنيت على أنقاض مدينة جدارا، كما استخدمت أقبيته كثكنات عسكرية، مما زاد في تهدّمه مع الوقت، وكان جدار المسرح متّصلاً بجدار المدينة.

المسرح الغربي أو مدرج أم قيس

 ويزوره آلاف السّياح حتى يومنا هذا، ولا يزال محتفظاً بشكله على عكس المسرح الشّمالي.

الحمامات الرومانية في أم قيس

 وهي من الأبنية القديمة في المدينة والمكونة من غرف بها مياه باردة وساخنة ودافئة، بالإضافة إلى غرفة خصصت من أجل تغيير الملابس، وهي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي.

شارع الأعمدة والدّكاكين المقنطرة

 يخترق شارع الأعمدة مدينة جدارا من الشّرق نحو الغرب بطول كيلومترين.

البازيليكا (الكنسية) البيزنطية

 وهي مبنيّة من الحجارة البازلتية والجير الأبيض، يبلغ طولها من الداخل 22 مترا وعرضها 16 مترا، وتضمّ 3 أروقة، وهي مبلّطة، وأمّا أعمدتها فهي من البازلت ومن الحجر الكلسي، وتحمل تيجاناً من الطراز الكورنثي.

متحف أمّ قيس

 ويتواجد في بيت الرّوسان (إحدى العائلات الأردنية الشّهيرة في المنطقة)، وكان يستعمل في الأصل منزلاً للحاكم العثماني، ويعرض هذا المتحف قطعاً أثريّة من تماثيل وفسيفساء وعملات معدنية.

المطاعم والمقاهي

ولدى الحديث عن المظاهر الحديثة في البلدة، تضمّ أمّ قيس عدداً من المطاعم المميّزة الّتي تقدّم مأكولات مختلفة تتسمّ بمذاق لذيذ وإطلالة ساحرة مثل مطعم روميرو أمّ قيس الّذي يقدّم مأكولات من المطابخ العالميّة بالإضافة إلى المقاهي والمطاعم الّتي تقدّم الأكلات الشّرقية.

بما أنّ الرّبيع بدأ بحطّ رحاله في الأردنّ، فقد حان الوقت كي تضعوا برنامجاً ممّيزاً لزيارة مختلف الأماكن الرائعة في أردننا ويمكن أن تكون أمّ قيس وجهتكم الأولى!