الحمل والولادة في زمن الكورونا
فترة الحمل مرحلة خاصة مليئة بالأمل والإثارة كما القلق والترقّب، في حين يواجه العالم وباء فيروس كورونا المستجد (COVID-19) الذي تحوّل إلى جائحة عالمية قد تستمر لعدة أشهر على الأقل وفقاً لمنظمة الصحة العالمي. ازدادت تساؤلات وقلق النساء الحوامل ومن يحيط بهم من تأثير الفيروس عليهم وعلى المواليد الجدد. فيما يلي نتعرف على مدى تأثير هذا الفيروس على الحمل والحوامل ونستعرض بعض الإرشادات للوقاية من تداعياته.
هل النساء الحوامل أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس وتداعياته؟
للحمل تأثير على جهاز المناعة ما يزيد من نسبة تعرّض الحوامل للإصابة بالعدوى والمضاعفات المرافقة لها والتي يمكن أن تؤثر في بعض الأحيان على صحة الجنين. ولكن وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) لا يوجد، حتى الآن، دليلاً يشير إلى أن النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بأعراض COVID-19 الشديدة من غيرهم من الناس.

ما هي التدابير التي يمكن أن تتبعها الحامل للوقاية من الفيروس؟
1. تجنُّب الاتصال بأي شخص يظهر عليه أعراض (COVID-19).
2. تجنُّب وسائل النقل العام قدر الإمكان.
3. العمل من المنزل إذا كان ذلك متاحاً.
4. تجنُّب التجمعات والأماكن العامة، خاصة الأماكن المغلقة أو المحصورة.
5. تجنُّب التجمعات مع الأصدقاء والعائلة.
6. استخدام خدمات الهاتف أو الرسائل النصية أو الإنترنت للتواصل مع الطبيب أو الخدمات الأساسية الأخرى.
7. اتباع إرشادات الوقاية العامة مثل غسل اليدين المتكرر بالصابون والماء والمعقمات، والتنظيف المنتظم وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر في المنزل.
8. المراقبة الذاتية لأي علامات أو أعراض تتوافق مع COVID-19 وطلب الرعاية المبكرة.
ما هي الإجراءات الواجب اتباعها في حال إصابة الحامل بالفيروس؟
في حال الشك باحتمال إصابتكِ بفيروس كورونا المستجد وخاصة عند ظهور الأعراض مثل ارتفاع حرارة الجسم، صعوبة في التنفس أوالسعال، ينصح بمراجعة الطبيب فوراً عبر الهاتف قبل التوجه إلى المستشفى. سيقيّم الطبيب حالتك وينصحك بما يجب فعله. إذا كانت الأعراض خفيفة، يمكن أن يوصي الطبيب بالعزل المنزلي ومتابعة العلاج المنزلي لتخفيف الحمى كما والراحة وشرب الكثير من الماء. أما في حال ارتفاع الحرارة الحاد أو الصعوبة في التنفس، سيطلب الطبيب التوجه إلى المستشفى لتلقّي العلاج اللازم.
هل يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الجنين في حال إصابة الأم؟
وفقاً لتقرير CDC، في حال أصيبت الأم بالفيروس، لا يوجد دليل على إمكانية انتقاله إلى الجنين أثناء الحمل حيث لم يتم رصد الفيروس في السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين في رحم الأم (amniotic fluid) أو في أي عيّنات أخرى من الأم لكن يحتمل نقل الفيروس إلى الطفل بعد الولادة. حتى الساعة، حالات المواليد الجدد المصابون بالكورونا متدنية جداً وهم بصحة جيدة. فقد وجدت دراسة على تسع نساء حوامل من مدينة ووهان الصينية في الثلث الثالث من الحمل مصابات ب COVID-19 مع أعراض الالتهاب الرئوي وتبين أن طفلة واحدة أثبتت نتيجة إيجابية للفيروس بعد 36 ساعة من الولادة.

ما هي إجراءات وقت الولادة؟
وقت الولادة، تعتمد المستشفيات إجراءات مشددة لحماية الأم والمولود الجديد. فقد فرضت معظم المستشفيات إجراءات جديدة لناحية عزل قسم الولادة عن باقي أقسام المستشفى، حصر عدد مرافقي المريضة بشخص واحد وقت الولادة، ومنع استقبال الزوار. كما اعتمدت المستشفيات بروتوكولات طبية وعلاجية خاصة بمتابعة الحمل والولادة في ظل وباء الكورونا.
العودة إلى المنزل
إذا كانت الولادة سهلة وغير معقّدة، قد تضطر الأم مغادرة المستشفى مع طفلها إلى المنزل خلال وقت أقل من المدة المعتادة وذلك لتجنيبها خطر تعرّضها للإصابة.
أثناء الانتقال من المستشفى إلى البيت، يجب اعتماد الإجراءات الوقائية كافة مثل ارتداء القفازات والماسك. كما وينصح الأطباء تغطية المولود وعدم التوّقف في أي مكان قبل الوصول إلى المنزل. ومن الأفضل البقاء في المنزل وعدم استقبال الزوّار والحد من عدد الأشخاص الذين يقتربون ويهتمون بالطفل كما والتأكد من أن كل الموجودون في المنزل يعتمدون إجراءات الوقاية الصحية.
هل نتابع الرضاعة الطبيعية؟
ينصح الأخصائيين أن تعتمد الأم على الرضاعة الطبيعية في هذه الأوقات إذ يعزّز ذلك مناعة الرضيع ويدعم نموّه. أما إذا أصيبت الأم بالفيروس، لا يوجد دليل واضح على انتقال الفيروس عبر حليب الأم حيث لم يرصد الفيروس في حليب أمهات مصابات بالفيروس وفق دراسة أجرتها CDC، لذلك يشجّع الأطباء متابعة الرضاعة مع إتبّاع إحتياطات متشددة مثل غسل اليدين باستمرار وارتداء الماسك الواقي أو اعتماد شفط الحليب وإطعامه للطفل بواسطة قنينة الحليب.
لا بد من الشعور بالقلق أثناء الحمل خاصة في زمن كورونا. لكن من المهم أن لا تنسي أنك أماً ولدت طفلاً بينما العالم كان يواجه وباء قاتل، فأنت تتحدين ظروف صعبة بكل قوتك ويمكنك مواجهة أي أمر في العالم لحماية طفلك.