البيانات الضخمة Big Data….أداة النجاح والتطور في عصر الرقمنة
“هو النفط الجديد الذي ينبغي تكريره”… هذا الوصف الذي أطلقه خبير جمع المعلومات عن شبكة الإنترنت “أندرياس فايجند” على البيانات الضخمة أو Big Data، يختصر قيمة وأهمية هذا الاتجاه الذي دخل في أدبيات عمل الشركات والمؤسسات. فلقد أصبحت البيانات الضخمة من الأدوات الأساسية للتطور والنجاح في المجالات كافة بما فيها التسويق والصناعة والإعلام والسياسة. فما هي البيانات، وبماذا تختلف عن المعلومات؟
البيانات هي الشكل الخام لأي محتوى ننتجه، في حين أنّ المعلومة هي نتيجة لدراسة البيانات ومعالجتها. وحسب معهد ماكنزي العالمي وتعريفه “للبيانات الضخمة”، فهي مجموعة من البيانات يفوق حجمها قدرة أدوات قواعد البيانات التقليدية من إلتقاطها وتخزينها وإدارتها وتحليلها. وتتولد هذه البيانات من خلال استخدامنا المتزايد للأجهزة الرقمية والأدوات والمنصات المدعومة من شبكة الإنترنت في حياتنا اليومية، كل هذه الأنشطة الرقمية في مجموعها تشكل الجزء الأكبر من البيانات الضخمة.
خلال فترةٍ وجيزة طال تأثير البيانات الضخمة تفاصيل حياتنا والدورة الاقتصادية وما تتضمنه من أنشطة اقتصادية وتجارية التي تبدأ من التسويق والدعاية وصولاً إلى جمع المعلومات الاستخبارية والسياسية. في المقابل يتعامل الكثيرون بحذر مع هذه الظاهرة باعتبارها قد تشكل خطراً كبيراً على الخصوصية وأنه يجب التعامل معها بحذر.
تشير الدراسات أن هناك حوالي 15{f9e613f517110994348d69a5797a353d87ee03cef25d7bb6efd85f4964c1c644} فقط من الشركات التي تستفيد بشكل جيد من البيانات الضخمة، لكن هذه الشركات في المقابل حقّقت فعالية 20{f9e613f517110994348d69a5797a353d87ee03cef25d7bb6efd85f4964c1c644} أكثر في المؤشرات المالية. فهل من السهل التعامل مع البيانات الضخمة وتحقيق الفائدة منها؟ ليس الأمر بهذه السهولة، بل تحتاج الشركات الى استخدام تقنيات ومفاهيم جديدة إبداعية متخصصة للتعامل مع البيانات الضخمة. إذ تقدّم البيانات الضخمة ميزة تنافسية للمؤسسات إذا أحسنت الأستفادة منها وتحليلها، بحيث تمكّنها من تحقيق فهم أعمق للعملاء ومتطلباتهم وسلوكهم، وبالتالي اتخاذ القرارات داخل المؤسسات بصوره أكثر فاعلية بناء على المعلومات المستخرجة من قواعد بيانات العملاء، ما يؤدي الى زيادة الكفاءه والربح وتقوية الحملات التسويقية وأنشطة الترويج المختلفة. ولا تنحصر الاستفادة من البيانات الضخمة على المؤسسات والمشاريع التجارية بل تمتد إلى مجالات عديدة منها الطاقة والتعليم والصحة والمشاريع العلمية الضخمة.
وتلعب الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر دوراً هاماً من خلال تجميع ومعادلة ملايين الصور والفيديوهات لحظة بلحظة وبشكلٍ يومي لتندرج في إطار حزمة متكاملة للبيانات الضخمة. وتكمن الأهمية في حجم هذه البيانات المجمعة عن أشخاص بعينهم ما يعزز من قابلية الشركات على الإستهداف الصحيح بإستخدام الإعلانات، معتمدةً على أرقام وحقائق ملموسة من المستخدمين الفعليين.
من المتوقع أن يشهد سوق البيانات الضخمة زيادة في حجمه من 1.7 بليون دولار في عام 2016 إلى 9.4 بليون دولار بحلول عام 2020. الأمر الذي قد يشجع الشركات على أن تضع في اعتبارها تعزيز الفائدة من البيانات الضخمة على نحو متزايد.