التّكنولوجيا الخضراء: الطّريق نحو الاستدامة الرقمية

لم يعد تحقيق الاستدامة البيئيّة خياراً بل ضرورة تفرض نفسها في ظلّ التحدّيات المختلفة المرتبطة بالحياة على كوكب الأرض وضرورة الحفاظ على الثّروات والموارد المختلفة، ومع انتشار التّكنولوجيا بات الهدف تسخيرها لتحقيق ما يسمّى بالاستدامة الرقمية.

التّكنولوجيا الخضراء أو التّكنولوجيا البيئيّة أو النّظيفة مصطلح حديث لكنّ هدفه قديم حيث يسعى إلى نشر التّقنيات صديقة البيئة وتوظيف وتسخير التّكنولوجيا لحماية البيئة من الملوثّات وبالتّالي تحقيق الاستدامة الرقمية عبر تحويل مختلف أسباب البقاء وأدوات الاستمرار على الكوكب إلى أنظمة رقمية من توفير الغذاء والمأوى وصولاً لتعزيز الاقتصاد.

نبتة في اللابتوب

كيف يمكن تعريف الاستدامة الرقمية؟

يعرّف مصطلح الاستدامة الرقمية بأنّه عمليّة تطوير ونشر التّكنولوجيا بهدف تعزيز القدرة التّنافسية للأفراد والمؤسسّات بالإضافة إلى الدّول والمجتمعات لتحقيق النموّ على المدى الطّويل ضمن رؤية التّنمية المستدامة.

ويمكن توظيف عدد من التّقنيات الرّقمية الجديدة مثل التعلّم الآلي والذّكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبلوكتشين وغيرها للحفاظ على المصادر والموارد الطّبيعية وتحقيق الاستدامة الرّقمية الّتي تسرّع من وتيرة تحقيق التّنمية المستدامة.

وكي تتحقّق أهداف التّنمية المستدامة باستخدام الأدوات الرّقمية من الضّروري وضع استراتيجية واضحة وتحديد الأدوات الرّقمية وكيفيّة استخدامها وغيرها من الإجراءات.

ويمكن وضع هذه الاستراتيجيّة موضع التّنفيذ من خلال عدد من العوامل الّتي تعتمد عليها التّكنولوجيا الخضراء والّتي تشمل:

1- الاستدامة، بمعنى أن تلبّي التّكنولوجيا الخضراء احتياجات العصر الحديث دون التأثير السّلبي على الأجيال المقبلة.

2- التّدوير وإعادة استخدام الأدوات المختلفة واستصلاحها.

3- تقليص النّفايات والتلوّث وابتكار بدائل للتّقنيات والموادّ المضرّة بالبيئة والصحّة.

وتتمّيز الاستدامة الرقمية بقدرتها على تحديد الاحتياجات من الغذاء والطّاقة والمياه وغيرها بصورة دقيقة خصوصاً أنّ هذا الأمر شكّل دائماً تحدّياً لجهود التّنمية المستدامة.

وتتمّثل العلاقة بين الاستدامة البيئيّة والاستدامة الرقمية من خلال تصميم أدوات العصر الرقمي وتكييفها وتوجيهها نحو معالجة أهداف الاستدامة المحلية والعالمية ومن ثمّ استخدام التّقنيات في التّعاملات التّجارية والاقتصادية وكلّ ما له علاقة بمجتمعات الأعمال اليومية الّتي تؤثّر بشكل إيجابي على البيئة.

الاستدامة الرقمية

أبرز تقنيات الاستدامة الرقمية

وتشمل أبرز تقنيات الاستدامة الرّقمية ما يلي:

  •  السيّارات الكهربائية والتّي تعدّ أكثر صداقة للبيئة لأنّها لا تعمل بالوقود الأحفوري وليس لها أي انبعاثات، وبالتالي فلن تؤّثر على البيئة سلباً.
  •  المباني الخضراء والّتي تعتمد على الطّاقة الشّمسية ما يُساهم في تقليل استهلاك الطّاقة الصّناعية واستبدالها بالطاّقة الخضراء، وتعتمد هذه المباني أيضاً على جودة الهواء والاستخدام الفعّال للطّاقة والمياه والموارد الأخرى، عن طريق استخدام وسائل تكنولوجية حديثة للتحكم بهذه المباني وإدارتها.
  •  إعادة التدوير وإدارة النّفايات ممّا يسهم في حلّ مشكلة النّفايات وتأثيرها الضارّ على البيئة وخصوصاً النّفايات البلاستيكية، حيث تتمّ عمليّة إعادة التّدوير بطريقة مبتكرة تستخدم الموادّ الكيميائية لتكسير النفايات البلاستيكية، وتحويلها إلى مكوّنات ذات قيمة يمكن استخدامها كوقود أو تحويلها لمنتجات بلاستيكية جديدة، ومن التّقنيات الّتي تسهم في إدارة النفايات؛ الحاويات الذّكية وأنظمة تتبع نفايات الطعام الآلية، وتقنيات المسح الضوئي الآلي.
  • تنقية المياه حيث استُحدثت تقنيات ذكّية جديدة تُساعد على تسريع تنقية المياه وإعادة تدويرها، فغالبية مياه الصّرف الصّحي تعود مرّة أخرى إلى النّظام البيئي دون معالجتها أو إعادة استخدامها، ومن التّقنيات الصّديقة للبيئة والمستخدمة في هذا الأمر؛ الترشيح الغشائي، وخلايا الوقود الميكروبية، وتكنولوجيا النانو، وتطوير العلاجات البيولوجية، وأنظمة المعالجة الطبيعية مثل الأراضي الرطبة، إذ تجعل هذه التقنيات المياه قابلة للشرب، أو يمكن استخدامها في الري.

مع تطوّر التّكنولوجيا تبدو الاستدامة الرّقمية وبالتّالي البيئيّة أقرب من أيّ وقت مضى الأمر الّذي يعني أنّ حياتنا ستصبح أكثر أماناً على الكوكب من خلال الحفاظ على مصادره وموارده الطّبيعية.

احصل على فايبر من أمنية واستهلك طاقة أقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *