الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة مسؤوليّتنا جميعاً

قد تبدو مصطلحات الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة كبيرة ومتقدّمة وبالتّالي غير قابلة للتّحقيق إلّا على مستويات استراتيجيّة بحيث لا يمكن للأفراد المساهمة فيها، إلا أنّ ذلك ليس دقيقاً.

وبالنّظر إلى الأهمّية الّتي تحظى بها الاستدامة البيئيّة لدورها في الحفاظ على الموارد الطّبيعية وتوفير مصادر بديلة للطّاقة وتقليل التلوّث وتمكين الأفراد من أن يحظوا بنوعيّة حياة أفضل، يصبح تحقيق هذا الهدف ضرورة يجب أن يقوم بها جميع الأفراد مهما اختلفت أدوارهم ومواقعهم.

ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟

الحوار كلمة السرّ

يعدّ الحوار وسيلة هامّة على طريق تحقيق الأهداف الكبرى على الّتي تمسّنا جميعاً وذلك على غرار الاستدامة البيئيّة حيث تسهم في تعزيز التّنسيق بين الأفراد والمنظمّات بالإضافة إلى فتح آفاق التّبادل المعرفي بين الأطراف المعنيّة جميعها وغيرها.

ويسهم الحوار بأشكاله المختلفة سواء من خلال الجلسات النّقاشية أو عبر وسائل التّواصل الاجتماعي في الجمع بين الأطراف المعنّية وتمكينهم من تبادل وجهات النّظر والوصول إلى خطّة طريق واضحة وطرق فاعلة لتحقيق الأهداف المرجوّة.

ومن شأن إطلاق الحوارات بين الجهات المعنيّة رفع مستوى التّوعية بأفضل الممارسات الخاصّة بالاستدامة البيئيّة والمتمثّلة في تثقيف المستهلكين حول أهمّية الالتزام بخطوات بسيطة كلّ يوم لتعزيز الاستدامة، مثل الالتزام بإعادة التّدوير والمساهمة في الحملات المجتمعيّة البيئيّة وغيرها.

ويقود الحوار المجتمعيّ كذلك إلى تسليط الضّوء على أهمّية البحث والتطوير في مجالات التنمية المستدامة لإنشاء خيارات هندسية ومباني أفضل تتماشى بشكل أكبر مع الأهداف البيئية المستدامة.

الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة مسؤوليّتنا جميعاً

الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة أولويّتنا الوطنيّة

انطلاقاً من إيمان شركة أمنية بأهمّية تحقيق الاستدامة البيئيّة والمجتمعيّة كأولويّة وطنيّة من جهة، وأهمّية الحوار في تحقيق ذلك من جهة أخرى فقد جاءت الجلسة الحواريّة "الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة: أولويّة وطنيّة ومسؤوليّة فرديّة وجماعيّة"، الّتي استضافتها مدوّنة أمنية The 8Log وسلّط خلالها مجموعة من الخبراء والمختّصين الضّوء على أهمّ البنود المندرجة ضمن خارطة طريق تحقيق الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة، لمشاهدة الجلسة كاملة اضغط هنا.

وأدارت الجلسة ربى الزّعبي، مدير تطوير الفرص في قطاع الطاقة، حيث سلّط المتحدثّون من واقع خبراتهم الضّوء على عدد من المواضيع، ركّزت على أهمّية الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة كأولويّة وطنيّة يجب أن تشمل جميع الأطراف المعنيّة بالإضافة إلى العمل لتعزيز أدوار الأفراد والشّركات للمساهمة في تحسين الممارسات البيئيّة والاجتماعيّة وحوكمة الشّركات، ونشر الوعي حول هذه القضايا المختلفة التي تؤثّر على جودة الحياة على هذا الكوكب.

ويدرك جميع المعنيين بقضايا الاستدامة البيئيّة التحدّيات المرتبطة بها، وانطلاقاً من ذلك، حرص رئيس جمعيّة وادي لتنمية النّظم البيئيّة المستدامة محمّد عصفور على التّركيز في حديثه على كيفيّة تحويل التحدّيات البيئيّة والمناخيّة إلى فرص تمضي بنا نحو تحسين الاقتصاد ونوعيّة الحياة.

وبالنّظر إلى دور الوعي والمعرفة في تحقيق الاستدامة البيئيّة بصورة فاعلة، فقد سلّطت النّاشطة في مجال حماية البيئة ورئيسة الجمعيّة العربيّة لحماية الطّبيعة، رزان زعيتر، الضّوء على أبرز مفاهيم ومدلولات الاستدامة على المستوى المحلّي بالإضافة إلى أبرز الخطوات الّتي تمّ اتخاذها للانتقال من الجانب النّظري إلى التّطبيق العملي في هذا المجال.

واستعرضت زعيتر كذلك بعض الأمثلة الخاصّة بدور مؤسّسات المجتمع المدني في تعزيز التّعاون والجهود المشتركة المجتمعية لتطبيق ممارسات أكثر استدامة.

الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة

ويعدّ التغيّر المناخي واحداً من أهمّ العوامل لدى الحديث عن الاستدامة البيئيّة، من هنا فقد ركّز مدير عام جمعية إدامة للطّاقة والمياه والبيئة، أنور الحلح على أثر التغيّر المناخي على القطاع الخاصّ، والتحوّلات طويلة المدى الّتي تشهدها دول العالم فيما يتعلّق بدرجات الحرارة وأنماط الطقس، والأنشطة البشرية من خلال حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز.

ويلعب الطّقس والعامل المناخي عاملاً هامّاً في مجال الاستدامة، وهو الموضوع الّذي ناقشه بالتّفصيل المؤسّس والرّئيس التّنفيذي لشركة طقس العرب محمّد الشّاكر بالإضافة إلى أثر التغيّر المناخي على الاستدامة وعلاقته بالطّقس ونوعيّة الحياة للإنسان.

ويمكن أن يلعب كلّ منّا دوراً في تحويل المعطيات والمعلومات المختلفة إلى وسائل فاعلة وعمليّة لتحقيق الهدف الكبير المتمّثل في الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة وبالتّالي حياة أفضل وهو ما ناقشه الحضور والمتحدّثون عقب انتهاء الجلسة.

لم يعد تحقيق الاستدامة البيئيّة والاجتماعيّة ترفاً بل ضرورة وطنيّة حيث إنّ الحوار حول القضايا البيئيّة الّتي تهمّ أرضنا ووطننا يعدّ الخطوة الأولى لتعزيز دورنا جميعاً أفراداً وشركات للمساهمة في تحسين بيئتنا وتعزيز الممارسات البيئية والاجتماعيّة وحوكمة الشّركات ونشر الوعي حول القضايا البيئية المختلفة التي تهمّنا جميعاً وتؤثّر على جودة حياتنا.

لمشاهدة الجلسة كاملة اضغط هنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *