الأردنيون وفرحة كأس العالم

إنه الحدث الأبرز والأضخم في عالم كرة القدم كما في الرّياضة ككل. فعيون الملايين من النّاس حول العالم  ستكون شاخصة على صافرة الحكم التي سيعلن من خلالها بدأ المباراة الأولى وإفتتاحية كأس العالم 2018. لكن الحديث عن هذا الحدث بين الأوساط الشعبية وعشّاق هذه اللعبة والإعلام  يبدأ قبل أشهر من الحدث المنتظر. كيف لا، وكرة القدم هي اللّعبة الشّعبيّة والجماهريّة الأولى في العالم أجمع. في الأردن لا يختلف الأمر، فعلى الرّغم من عدم تأهّل المنتخب الوطني الأردني في تصفيات كأس العالم، يعتبر الأردنيّون أنفسهم معنيّين في كلّ ما يتعلّق بالتّحضيرات وبالمنتخبات المتأهّلة.

كأس العالم 2018

في جولة سريعة داخل شوارع العاصمة العمّانيّة وبين الأوساط الشّبابيّة، تتردّد العبارات نفسها: "هل أنت جاهز للخسارة؟ نحن سنفوز بالكأس". كأنّ هذا الفريق أو ذاك هو فريق بلدهم. لا نتناول هذا الموضوع من منطلق سلبيّ، بل العكس تماماً من منطلق إيجابيّ يُظهر عشق الشّعب الأردني لهذه اللّعبة. وخلال تلك الجولة أيضاً، بدت التحضيرات واضحة  لهذا الحدث العالمي في المطاعم والمقاهي، التي ستمتلىء طبعاً بعشّاق كرة القدم. فالأعلام والشّاشات الكبيرة التّي ستنقل بشكل مباشر وقائع هذا الحدث ومبارياته أصبحت جاهزة. كما في المقاهي كذلك على شرفات المنازل والسّيارات، كلّ واحد يعبّر عن حبّه لهذه اللّعبة من خلال رفع علم الدولة التي يشجعها ورايات الفرق وصور أبطالهم الرّياضيّين.

كل هذا يؤكد على مكانة هذا الحدث "كأس العالم لكرة القدم" لا سيما من النّاحية الإجتماعيّة. إبتداءً من الخميس 14/6/2018 ولمدّة شهرٍ سيجمع هذا الحدث العائلة والأصدقاء لتتمحور أحاديثهم حول ما يجري في ملاعب روسيا التي تستضيف البطولة، وتوقعاتهم وفرحهم بالفوز وخيبتهم في حال خسارة فريقهم المفضل. فخلال هذه الفترة سيصبح الحديث في الأمور الأخرى مثل المشاكل الإقتصاديّة والمعيشيّة مؤجلاً، فالوقت الآن هو لمواكبة حدث لا يتكرّر إلاّ كلّ أربع سنوات.

worldcup

الخاسر الأكبر هذه السّنة سيكون طبعًا الجمهور الكبير الدّاعم للمنتخب الإيطالي، التي تغيب للمرة الأولى في تاريخها عن نهائيّات كأس العالم. لذا ستتّجه الأنظار نحو هذا الجمهور بالتّحديد، لمعرفة الفرق الجديدة التي سيدعمها ويتمنّى لها الفوز. أمّا الرّابح الأكبر، فهي  جماهير الفرق التي غابت عن هذه البطولة لوقتٍ طويل وتعود اليوم وبجدارة الى المنافسة. وفي كلتي الحالتين لا بد من التوقف عند الانجازات العربية، إذ تشارك أربعة منتخبات عربية في كأس العالم 2018، وهي تونس والمغرب ومصروالمملكة العربيّة السّعوديّة. هذا الأمر من الطبيعي أن يجذب مشاهدين وجماهير عربيّة جديدة لم تكن تعنيها ربما هذه البطولة، واليوم تجد نفسها معنية أكثر في متابعتها ودعم إحدى منتخبات هذه الدّول العربية المشاركة. ولعل هذا الإنجاز سيشكل حافزاً للدول العربية الأخرى للعمل الدّؤوب لتقوية منتخباتها الوطنية ورفع علم بلادها في نهائيّات كأس العالم.

في المملكة الهاشمية، كما الحال في معظم الدّول العربيّة، يمكن تقسيم الجمهور الكروي الى ثلاث فئات. الفئة الأولى التي تفضّل مشاهدة المباريات في المنزل من دون أو مع عدد صغير جدًّا من الأصدقاء للتّركيز الكامل على كافة مجريات المباريات. الفئة الثّانية تضمّ الجماهير التي تحبّذ متابعة المباريات مع عدد كبير من الأصدقاء إن كان في المنزل أو في المقاهي والمطاعم. هذه الفئة لا تريد إلّا أن تشاهد مباريات جميلة ومليئة بالحماس والتي تؤدي إلى مشادات كلامية لا تتعدى كونها نوع من التّسلية بين الأصدقاء. أمّا الفئة الثّالثة تضمّ مجموعة من الأشخاص الذين ينتظرون هذا الحدث كلّ أربع سنوات، ويحزمون أمتعتهم ويتوجهون نحو الدولة المضيفة لمشاهدة الحدث من على مدرجات الملاعب مباشرةً.  وتصنّف هذه الفئة على اعتبارها فئة عشاق كرة القدم وأكثر من ذلك، فهي لا يمكن أن تفوّت ما يجري ومتابعة  المباريات مباشرةً من داخل الملاعب.

على الرّغم من كلّ  ما يمر به الأردن في هذه المرحلة، وما تشهده الدّول العربيّة والضّغوطات التي يعيشها المواطن العربي، لا يمكن لمتابعي وعشاق كرة القدم على اختلاف فئاتهم وظروفهم وواقعهم إلّا أن يعيشوا فرحة هذا الحدث. على أمل أن يمارس جماهير كرة القدم التّشجيع الحضاري والرّاقي.

شاهد قنوات الرياضة المفضلة لديك مع العروض الأفضل في الاردن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *