أُنس جابر تضع العرب على خارطة ويمبلدون
لم تكن أُنس جابر الفتاة ذات العشرة أعوام تعلم وهي تشارك في بطولة باريس للتّنس كأوّل مشاركة عالميّة لها بأنّها ستضع بعد 17 عاماً من ذلك التّاريخ ليس اسمها فقط بل اسم العرب جميعاً على خارطة ويمبلدون للتّنس.
اليوم تحمل "وزيرة السّعادة" كما تلقّب في جعبتها 4350 نقطة ومركزاً ثانياً في التّصنيف العالمي بالإضافة إلى إنجاز عربي وإفريقي غير مسبوق في التّاريخ بوصولها إلى نهائي بطولة ويمبلدون للتّنس لتمتلك لاعبة التّنس الموهوبة سجّلاً حافلاً وهي لم تتجاوز ربيعها السّابع والعشرين.
قصّة ملهمة
أسهمت نشأة أُنس جابر في ظلّ عائلة محبّة للرّياضة وتحديداً التّنس في غرس حبّ هذه اللّعبة في نفسها، فقد كانت ترافق والدتها سميرة الحشفي الّتي كانت لاعبة تنس هاوية في نادي التنس بالمنستير في تسعينات القرن الماضي حيث كانت توكل لها مهمّة جمع الكرات في الملعب.
عقب ذلك انضمّت جابر لنادي حمام سوسة ضمن فريق البراعم حتى سن الثالثة عشرة عندما انتقلت للدّراسة في المعهد الرّياضي في العاصمة تونس ما أسهم في تطوير مهاراتها.
شكّل عام 2012 بداية العالميّة لأُنس جابر من خلال دخولها لعالم الاحتراف عبر المشاركة في أوّل بطولة في مسار رابطة لاعبات التّنس المحترفات في قطر.
وتوّجت جابر مسيرتها الاحترافية على مدار العشر سنوات الماضية عندما أحرزت لقب بطولة بيرمنغهام عام 2021 كأوّل لقب في تاريخها.

طريق محفوف بالعالميّة
أصبح اسم أُنس جابر حديث وسائل التّواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة عقب تحقيقها لإنجاز استثنائي على الصّعيد العربيّ والإفريقي من خلال وصولها لنهائيّ بطولة ويمبلدون للتّنس الّتي تعدّ ثالث بطولات "الغراند سلام" الأربعة.
وحقّقت جابر هذا الإنجاز عقب فوزها على اللّاعبة الألمانية تاتيانا ماريا في مباراة الدّور قبل النّهائي عقب أداء ممّيز وجّه أنظار المتابعين إلى موهبتها وتميّزها.
وجاءت هذه الخطوة بعد أن أحرزت أُنس جابر لقب بطولتي مدريد وبرلين خلال 2022 حيث تسعى اللّاعبة الأشهر والّتي حظيت باستقبال مهيب فور عودتها إلى تونس إلى تقديم مثال ملهم للشّباب والشّابات.
ولا تقتصر مساعي جابر على الجانب الرّياضي فقط بل تسعى وزيرة السّعادة دوماً إلى تقديم مبادرات خيريّة من خلال تخصيص 100 يورو عن كلّ إرسال ساحق خلال مبارياتها في ويمبلدون لتقديم الدّعم الماليّ لتهيئة وبناء مدرسة في المناطق النّائية.
كما كانت عرضت مضربها للبيع في مزاد علني في مناسبتين في 2021، الأولى لدعم الحكومة في جهود مكافحة وباء كورونا، والثانية لمساعدة فريقها المفضل في تونس النّجم السّاحلي في أزمته المالية.
لا يزال لدى جابر الكثير لتقديمه حيث إنّها لا تزال في بداية مسيرتها المحترفة وتضع نصب عينيها تحقيق بطولة ويمبلدون في المرّة المقبلة الأمر الّذي يبدو كإنجاز قابل للتّحقيق الآن.