لماذا أصبحت أزمة كورونا في الهند تشكل قلقاً عالميا؟
رنا حسن - طقس العرب - صدمت المشاهد المروعة لأزمة كورونا في الهند العالم، حيث تكافح البلاد مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا ووصولها لأعداد قياسية مع نقص في المعدات الطبية، وتواجه الهند أعنف موجة ثانية بين دول العالم، لكن تفشي المرض في الهند لا يشكل أزمة محلية للبلاد فحسب، بل هي أزمة عالمية.
تقول الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية: "إن الفيروس لا يحترم الحدود أو الجنسيات أو العمر أو الجنس أو الدين". "وما يحدث في الهند الآن للأسف سيؤثر في بلدان أخرى".
أسباب القلق العالمي من أزمة كورونا في الهند
• الأعداد المتزايدة من الإصابات
كشف الوباء عن مدى ترابط العالم، وأن وصول الإصابات لمستويات عالية جداً في بلد ما، يزيد احتمال انتشاره إلى بلدان أخرى. حتى مع قيود السفر والاختبارات المتعددة والحجر الصحي، لا يزال من الممكن أن تتسرب العدوى، وإذا جاء المسافر من مكان ينتشر فيه الفيروس بشكل كبير، فستكون لديه فرصة أكبر لنقل الفيروس معه، ففي رحلة أخيرة من نيودلهي إلى هونج كونج، ثبتت إصابة 50 راكباً بفيروس كورونا (Covid-19).

• الفيروس المتحوّر وظهور طفرات جديدة
هناك سبب آخر لقلق العالم من معدّلات الإصابة المرتفعة في الهند، وهو التحوّرات التي حدثت للفيروس، فقد ظهر تحوّر جديد في فيروس كورونا في الهند أطلق عليه مسمى "المتحوّر المزدوج" ويتضمن الفيروس طفرتين رئيسيتين، جعلته أكثر قابلية للانتقال وأكثر قدرة على التهرب من جهاز المناعة في جسم الانسان.
و كلما زاد عدد الإصابات في بلد ما، زاد احتمال ظهور متغيرات جديدة، ذلك لأن كل إصابة تمنح الفيروس فرصة للتطوّر في جسم المصاب، وقد تظهر طفرات أخرى مقاومة للقاحات الموجودة حاليا.
• الهند من أكبر المصنّعين للقاح كورونا في العالم
للحد من ظهور المتغيرات الفيروسية فيجب في المقام الأول منع تكاثر الفيروس في جسم الانسان، لذا فإن أفضل طريقة للتحكّم في المتغيرات هي في الواقع التحكم في عدد الإصابات في العالم، وستؤدي عمليات الإغلاق وإجراءات التباعد الاجتماعي إلى تحقيق ذلك - لكن يبقى التطعيم أمرا حيويا أيضاً.
وفي الهند تجري عملية تلقي اللقاح ببطء، حتى الآن أقل من 10% من السكان تلقّوا الجرعة الأولى من اللقاح وأقل من 2% تلقّوا التطعيم بالكامل، على الرغم من حقيقة أنها موطن لأكبر شركة لتصنيع اللقاحات في العالم - وهذا سبب آخر لتأثير زيادة عدد الحالات في الهند على بقية العالم.

في مارس، مع بدء انتشار الإصابات في الهند، أوقفت السلطات الهندية صادرات كبيرة من لقاح أكسفورد أسترا زينيكا
وشمل ذلك لقاحات لخطة مدعومة من قبل الأمم المتحدة لتقديم جرعات للبلدان منخفضة- متوسطة الدخل، وما زال التحالف العالمي للقاحات (Gavi)، وهو شريك في الخطة، ينتظر موعد استئناف الإمدادات من الهند.
ستؤثر أزمة كورونا في الهند بالتأكيد على عمليات انتشار اللقاحات في العديد من البلدان، وهناك المزيد من اللقاحات الهندية التي يتم تحويلها للاستخدام المحلي، بينما تحاول البلاد زيادة الإنتاج، وعلى الهند مضاعفة عمليات التطعيم في أسرع وقت ممكن، وإلا فإن الفيروس سيستمر في الانتشار.
وعلى الصعيد العالمي، لا تظهر أي علامات على أن الوباء يخف، حيث يدمر الفيروس بلدًا تلو الآخر، ويعتبر الوضع في الهند بمثابة تذكير بأننا لن نكون بأمان طالما هناك دول أخرى تعاني!